الاكتشافات الطبية الجديدة تعالج الأمراض المستعصية

تساهم الاكتشافات الطبية الحديثة في السنوات الأخيرة في علاج بعض الأمراض المستعصية، والتي كانت منذ وقت طويل صعبة العلاج وتؤدي إلى تدهور حالة الشخص، وربما تقوده في النهاية إلى حالة الوفاة، وساهمت الطفرة التكنولوجية الحديثة في تعزيز هذه الاكتشافات، وتقديم بعض الحلول الجيدة والمبتكرة للعديد من المعوقات.
وتساهم الأبحاث والدراسات المستمرة في كشف المزيد من الأسرار ومعرفة التفاصيل التي كانت خافية من قبل، وكل يوم يمر يظهر تطور جديد يساهم في ابتكار واختراع حديث، يضيف إلى قائمة الاكتشافات الطبية المزيد.
أنقذت هذه الاختراعات الكثير من الأشخاص، وساعدت في علاج العديد من الأعراض التي كانت تؤرق أصحابها لفترات طويلة من الزمن، وقدمت شركات الأدوية بعض هذه العقارات والعلاجات والاكتشافات للجماهير.
واستطاعت هذه الاختراعات القضاء على اعتقادات وتصورات ظلت لسنوات معوق في علاج الكثير من الأمراض، فتم اكتشاف طرق وأدوية وأساليب مذهلة في علاج القلب ومضادات البكتريا والمواد الحيوية التي تستخدم في صناعة المفاصل والعضلات والدعامات الصناعية.
ونتناول في هذا الموضوع أبرز الابتكارات والاختراعات والاكتشافات التي ساهمت في تطوير مجال الطب، وتوصلت إلى علاج الكثير المشاكل الطبية التي كانت مستحيلة من قبل.

زراعة القلب

نجح الباحثون في استخدام قلوب صناعية جديدة يتم زرعها في جسم المريض، واستخدمت هذه التقنية الحديثة في علاج قلب حيوان مريض، وذلك من خلال استعمال مواد كيميائية تقوم بتدمير كل الخلايا ماعدا البروتين، وبعدها يتم حقن البقايا مع الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض، ويقوم الباحثون بربط القلب بجهاز يعمل مثل وظيفة الجهاز الدوري، وفور بداية تشغيله يتم زرعته في جسم المريض.
وتوصلت شركات صناعة منظم ضربات القلب إلى جهاز جديد يمكنه تنظيم ضربات القلب، وهذا الجهاز صغير للغاية حيث يصل إلى كبسولة فيتامين، ولا يحتاج إلى طرق الجراحة التقليدية، وأثبتت التجارب العملية أن حوالي 94% من المرضى الذين استخدموه لم يظهر عليهم أي مضاعفات أو آثار جانبية بسبب هذا الجهاز الجديد.

قرص الدماغ للحركة

ابتكر الباحثون قرص يمكن زراعته في الدماغ يهدف إلى استقبال الإشارات الكهربائية التي يصدرها الدماغ ثم يترجمها إلى حركة، ويستطيع هذا القرص تحريك العضلات من خلال استخدام جهاز خارجي.
ويزيد هذا الاكتشاف من الأمل أمام الأشخاص المصابين بالإعاقة في إمكانية استعادة التحرك والتخلص من الإعاقة، ولكن هذا الاكتشاف مازال يحتاج إلى مزيد من التطوير والأبحاث الأخرى لزيادة فعاليته وقدرته.
كما استطاع العلماء اخترع شبكة من البوليمر مزودة بنحو 18 عنصرا كهربائياً، وهذه الشبكة يسهل حقنها داخل الدماغ، وتتغلغل في كل زوايا الدماغ وتمتزج بدرجة جيدة مع أنسجة الدماغ.
ويحاول العلماء استعمال هذه الشبكة في علاج بعض الأمراض العصبية التي تصيب الدماغ، والتي يجدون صعوبة بالغه في علاجها بالطرق التقليدية، ومنها على سبيل المثال مرض باركنسون.

مصل للالتهاب السحائي

ظل مرض الالتهاب السحائي فترات طويلة من الزمن دون علاج حاسم لهذه المشكلة، إلى أن استطاع مجموعة من الباحثين اكتشاف مصل جديد مضاد للبكتيريا التي تسبب الالتهاب السحائي، ويعد ذلك إنجازا كبيراً في علاج هذا المرض الخطير.
ويصيب مرض الالتهاب السحائي الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، بالإضافة إلى إصابة السائل الدماغي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، ويؤدي إلى حدوث تلفيات شديدة في الدماغ تسبب إعاقات أو تقود إلى موت المصاب بهذه الالتهابات. ويفتح هذا العقار الجديد الباب أمام التخلص من الوباء الذي تفشى فـــــي القـــارة الإفريقية خلال العقود الماضية، وقــــام فريق برنامج التحصين ضد الالتهاب السحائي بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة بتطوير هذا اللقــــاح للوقاية من الإصابة بالالتهاب السحائي من النوع «أ».
وظهرت النتائج الأولية التي أجريت على هذا اللقاح جيدة ومشجعة للباحثين، حيث يمكن أن يساعد هذا المصل على التخلص من هذا النوع من الالتهاب السحائي في أقرب وقت وسوف يصبح ذلك نجاحاً كبيراً في مجال الطب العلاجي.

مضاد لكل البكتيريا

استطاع فريق من الباحثين الإسبان تطوير وإنتاج نوع من المضادات الحيوية له القدرة على محاربة كل أنواع البكتريا، وهوما يعد إنجازاً كبيرا في مجال صناعة المضادات الحيوية، وترتكز فكرة عمله على ارتباطه بالجرثومة المتسلسلة الفطرية.
وكشف العلماء أن هذا المضاد الجديد يستطيع التصدي لمجموعة كبيرة من البكتيريا التي تقاوم المضادات، والتي كان يصعب القضاء عليها مثل الجرثومة العنقودية والمكورة المعوية، وهما النوعان الأكثر إصابة ومسؤولان عن نحو 83% من الالتهابات التي يعانيها الأشخاص داخل المستشفيات والمراكز الصحية.
وفكرة عمل هذا الدواء أو المضاد تعتمد على تعطيل نوع من الإنزيمات المشتركة في تركيبة الدهون الحمضية لهذه الجراثيم، والتي تهاجم أنزيمين مختلفين، مما يجعل هذا العقار أكثر فعالية في القضاء على مقاومة هذه البكتريا.

عضلات وغضاريف

يعكف فريق من الباحثين حاليا على تطوير وصناعة مادة تقوم بعمل عضلة صناعية متميزة بصورة تجعلها تتفوق على قدرات العضلات الطبيعية، حيث تتسم بقدرتها على التمدد أضعاف طولها بحوالي 42 مرة، بالإضافة إلى أنها تتمتع بخصائص الالتئام الذاتي في غضون 3 أيام.
نجح مجموعة من الباحثين في إنتاج الغضروف الزجاجي، والذي يتم صناعته من مادة زجاجية حيوية تشتمل على خصائص الغضاريف المرنة، ويمكن استغلالها في عمل الهيكل لتحفيز الغضروف على النمو بشكل جيد.
وتحتوي هذه المادة الحيوية على مميزات الالتئام الذاتي، بالإضافة إلى قدرتها على إعادة الارتباط مرة أخرى إذا حدث لها حالات تمزق في أنسجتها بسبب الحركات العنيفة أو الحوادث.

مفاصل صناعية طبيعية

دخلت مجال استبدال المفاصل تكنولوجيا جديدة أحدثت تطورا رائعا في هذا الفرع من الطب، ومنها استعمال الطباعات ثلاثية الأبعاد من أجل زراعة العظام الصناعية وتثبيتها بواسطة استخدام خلايا الجذعية من جسم المصاب، ومن ثم تحول هذه المفاصل الصناعية إلى طبيعية باستخدام الخلايا الجذعية.
وتنمو هذه الخلايا الجذعية بعد فترة زمنية وتتحول إلى الخلايا العظمية، التي تتخذ شكل وهيئة عظام الطرف الصناعي المزروع والذي سوف يذوب تدريجيا ويختفي من تلقاء نفسه، وهذه التقنية الجديدة سوف تفيد في مجال استبدال المفاصل بشكل كبير، وتقضي على السلبيات التي تنتج من المفاصل الصناعية التقليدية.

مادة حيوية للدعامات

تؤدي الدعامات والرقع دور مهم في مجالات استخدمها، وتعتبر أسلوباً لا غنى عنه في الكثير من الحالات، ولكنها رغم ذلك تترك أو تسبب بعض المضاعفات والآثار الجانبية للمريض، واستطاع فريق من العلماء تطوير مادة حيوية جديدة يمكنها حل المشاكل السابقة للدعامات والترقيع التقليدي، وتعتمد على ترميم الأنسجة المصابة باستخدام هذه المادة الجديدة التي تؤدي دور الهيكل، وهي مفيدة للغاية في تحسين وظائف القلب.
تمكنت التكنولوجيا الحديثة من تطوير نوع من الجلد الصناعي الثانوي، وهو الجلد الذي يشبه بشرة الشباب من حيث الحيوية والشد، كما تم إنتاج نوع آخر من الجلد له خصائص الالتئام الذاتي في درجة حرارة الجو، بالإضافة إلى أنه يتكون من بعض المركبات البوليمرية الجيدة التوصيل للتيار الكهربائي.
كما استطاع العلماء صناعة عدسة جديدة صناعية يمكن استبدالها بعدسات العين الطبيعية للأشخاص الذين يعانون مشاكل في الأبصار، ويسهل التحكم فيها لتصحيح الرؤية الضعيفة كما نشاء، بالإضافة إلى إمكانية استعمالها في قياس ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلة الماء الأزرق داخل العيون، ومعرفة معدل الجلوكوز لدى مرضى السكري في الدم.

علاج سرطان الكبد

نجحت دراسة حديثة واسعة في التوصل إلى تطوير عقار جديد لعلاج سرطان الكبد، ويعد هذا الاكتشاف إنجازاً مذهلاً في مجال علاج هذا النوع من الأورام التي كان يصعب علاجه في السابق، ومن المعروف أن هذا السرطان يصيب نحو 600 ألف شخص من جميع أنحاء العالم سنويا.
وقال الباحثون إنه تم الوصول إلى النتيجة بعد إجراء الدراسة على 634 شخصاً مصاباً بحالة متفاقمة ومتقدمة من سرطان الكبد، ومن المرجح أن يحدث تغيير كبير في الأساليب التي يعالج بها المصابون حاليا من هذا الورم.
وقام الباحثون في هذه الدراسة بإعطاء مجموعة من المرضى قرصين من هذا الدواء الجديد يومياً، وحصلت مجموعة أخرى على أقراص أخرى غير مؤثرة كمجموعة ضابطة، وكانت النتيجة أن المجموعة التي تلقت العقار الجديد استمرت على قيد الحياة بزيادة 45% عن المجموعة التي لم تتلق هذا الدواء الجديد
وتبين من الدراسة أن معدل صمود المصابين في مواجهة هذا النوع من السرطان لم تحدث من قبل، ولم تسجل دراسة سابقة هذا الصمود في مجال علاجات سرطان الكبد، مما يجعل هذا العقار الجديد إنجازاً ضخماً في مكافحة هذا الورم الخطير.

شاهد أيضاً