الإفراط في استعمال اللبن المجفف يضر القلب

تحتار الكثير من الأمهات بين استخدام اللبن الطبيعي واللبن البودرة، وتسمع الأم الكثير من الأقوال حول أضرار وفوائد لبن البودرة، وتلجأ إليه في عمل الكثير من الأطعمة التي لا يصلح معها اللبن الطبيعي أو السائل. ويعد اللبن البودرة نوعاً من منتجات الحليب، والذي ينتج عن تبخير اللبن الطبيعي للحصول على اللبن المجفف، وتلجأ إليه العديد من الأسر كبديل عن اللبن الطبيعي، فهو يحتوي على عناصر غذائية مفيدة، بالإضافة إلى أنه سهل التجهيز.
وبالرغم من العديد من المميزات التي توجد في اللبن البودرة إلا أن له بعض السلبيات والأضرار على الصحة والجسم، منها أكسدة الكولسترول، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه المعدة في عملية الهضم، والتي تتسم بالصعوبة، والمشاكل في الجهاز الهضمي عموماً
وتستخدم بعض الأمهات هذا اللبن للرضاعة نتيجة وجود بعض موانع الرضاعة الطبيعية، فهو يعتبر بديلاً بما يحمله من قيمة غذائية وطعم لذيذ، كما يحتوي على كميات جيدة من الأحماض الأمينية والبروتينات والمعادن والفيتامينات الضرورية للطفل في هذه المرحلة.
ونتناول في هذا الموضوع فوائد وأضرار تناول واستخدام اللبن البودرة سواء في الطهي أو الرضاعة، مع بيان العناصر الغذائية والفرق بينه والأنواع الأخرى من الألبان،

المعجنات والحلويات

انتشر اللبن البودرة وأصبح الاعتماد عليه أساسياً في كثير من المطاعم والفنادق، وفي عالم الطهي ويدخل في صناعة الكثير من المأكولات، ويستخدم كعنصر رئيسي في تحضير الكثير من الأطعمة والأطباق التي تتضمن المعجنات والحلويات والخبز.
كما أن لبن البودرة يتمتع بمذاق جيد، وظهرت منتجات متعددة من هذه الأنواع، وتحول اللبن إلى مصادر متعددة ومعقدة ومحيرة في نفس الوقت.
ويفضل البعض اللبن الطبيعي لفوائده الكبيرة ويستعين عدد كبير بالأنواع المعلبة، ولكل نوع مميزاته وفوائده وأيضاً عيوبه وسلبياته، رغم احتواء كل الأنواع على سعرات حرارية قريبة من بعض، وأيضاً كميات من البروتين والكربوهيدرات.
وتلجأ بعض الأمهات إلى هذه الألبان المجففة كبديل للرضاعة، لأن بعض الأمهات تحدث ليدهن مشاكل تمنع الرضاعة الطبيعية، ويحقق الغرض المطلوب منه في التغذية ولكنه لا يصل إلى مستوى ودرجة الطبيعي.
وينصح المتخصصون عموماً بتجنب الإفراط في تناول اللبن البودرة بقدر الإمكان، لأنه يسبب العديد من السلبيات أيضاً، والتبديل بين الأنواع المختلفة مفيد وصحي وضروري.

القيمة الغذائية

يحتوي اللبن البودرة على بعض العناصر الغذائية المفيدة، ومنها معادن هامة مثل الفوسفور والسلينيوم البوتاسيوم والكالسيوم، وتمثل هذه المعادن أهمية في عملية التمثيل الغذائي، ويساهم السلينيوم في تحسين مهام الغدة الدرقية.
ويساعد الفوسفور على تقوية أغشية الخلايا وجعلها صحية، ويحتوي كوب من اللبن البودرة على حوالي 250 مليجراماً من الفوسفور، وتمثل ما يقرب من 33% من الكمية الموصى بتناولها يومياً من الفوسفور، بالإضافة إلى حوالي 3.5 ميكروجرام من السلينيوم
ويتضمن الحليب البودرة عدداً من الفيتامينات الهامة، ومنها فيتامين «أ» و»ك» و»هـ» و»د»، بالإضافة إلى البروتينات والأحماض الأمينية مثل الليسين والتربوفان وثريونين والحامض الأميني الفينيل ألانين، وغيرها من الأحماض الضرورية لتعزيز صحة الجسم.
ويعتبر اللاكتوز هو أكثر أنواع الكربوهيدرات الموجودة في اللبن البودرة، ويوجد به أيضاً الجلوكوز، وتساهم هذه الأنواع في منع حدوث اضطرابات في الهضم للطفل ويساعد على عمل بكتيريا حمض اللاكتيك
ويفيد اللاكتوز الأشخاص الذين يعانون مرض السكري، لأنه يهضم ببطء ويساعد الجسم على امتصاص عنصر الكالسيوم، فقط يمنع على الأشخاص الذين لديهم حساسية اللاكتوز لأنه يسبب مشاكل هضمية كبيرة.
ويحتوي اللبن المجفف على المواد الغذائية المفيدة واللازمة لنمو الأطفال، ومنها الفيتامينات والمعادن والحديد الذي يقي من مرض الأنيميا وغيرها من مشاكل الدم الأخرى، ويسهل تحضيره في أي مكان ووقت، عندما يشعر الصغير بالجوع.

أمراض القلب

تشير بعض الدراسات إلى أن اللبن المجفف له بعض الأضرار، ومنها أنه لا يحتوي على الأجسام المضادة، وهي ضرورية لتقوية جهاز المناعة لدى الصغار، وحمايتهم من مهاجمة الأمراض.
أكسدة الكولسترول: وذلك من خلال عملية تحويل اللبن الطبيعي إلى بودرة أو مجفف، لأنه غالباً ما يتأكسد الكولسترول الموجود ضمن مكونات الحليب، وهذا النوع من الكولسترول المؤكسد يمثل خطورة كبيرة على الصحة العامة، ويؤدي إلى الإصابة بمشاكل وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يسبب جلطات وسكتات قلبية.
يتسم اللبن البودرة بصعوبة في عملية الهضم، حيث يحتاج إلى وقت أطول لكي يتم هضمه، ونلاحظ ذلك بوضوح على الأطفال الذين يعتمدون على اللبن الصناعي في الرضاعة، حيث تسبب بعض مكوناته إلى الإصابة بالإمساك وزيادة غازات البطن التي تحدث اضطرابات في الجهاز الهضمي للصغير.

غير مستساغ

يختلف طعم اللبن المجفف عن اللبن الطبيعي الطازج تماماً، ويشعر الشخص بذلك أثناء تناوله أو إضافته لأي مشروب في الصباح يمكن أن يكون غير مستساغ للكثير من الأشخاص، وربما يسبب ذلك النفور من تناوله أو يقلل من الشهية، ويصبح غير مناسب للجميع.
لا يذوب أو يمتزج اللبن البودرة بشكل كامل في بعض المشروبات، فتجد الأم صعوبة بالغة في عملية ذوبان هذا النوع من اللبن في الماء، ويظهر بوضوح على صورة كتل في هذه المشروبات، مما يجعل الكثير يتركه دون أن يكمل هذا المشروب.
يحتاج استخدام اللبن المجفف إلى الدقة والمقاييس المحددة، خاصة في حالة تجهيزه للأطفال حديثي الولادة، حيث يوجد العديد من الخطوات المحددة التي تكون مكتوبة على ملصق العلبة أو العبوة، وفيها أنه يجب توافر قدر معين من الماء وتسخينه بدرجة معينة، وضبط الكمية الصحيحة مع القدر المناسب من الماء، ويمكن أن تفشل الأم أكثر من مرة في إعداد الرضعة حتى تتعلم.
وتباع الأنواع الجيدة من اللبن البودرة بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع العديد من الأسر، وهذه الأنواع هي التي تحتوي على العناصر الغذائية الهامة ذات الفوائد المطلوبة، كما أن سلبيات هذه الأنواع أقل من الأخرى رخيصة الثمن.

تقوية جهاز المناعة

يعتبر اللبن البودرة جيداً في إعداد بعض الأطعمة، لأنه يعطي الطعم السكري دون اللجوء إلى إضافة الكريمات الصناعية أو المايونيز أو الكاتشب، ويجنب الأم أيضاً وضع الإضافات الصناعية غير الصحية في الغذاء، ويساهم ذلك مع العناصر الغذائية الأخرى في تقوية الجسم ورفع كفاءة المناعة ومقاومة الأمراض.
وينصح به الأطباء مع اللبن الطبيعي للأم للمساهمة في تقوية العظام، وتجنب إصابة الصغير بالتشوهات وملاحقة وتيرة النمو السريعة في هذه المرحلة، كما يقي الكبار من الإصابة بهشاشة العظام.

بشرة جذابة

يستخدم اللبن البودرة في تهدئة التهابات وحرقان الجلد والبشرة، ويمكن أن يصبح مهدئاً للجسم كله، وذلك عن طريق خلط اللبن الجاف مع بعض الماء الدافئ، يتم وضع هذا الخليط على المكان المصاب مباشرة، فهذا المزيج مهدئ جيد للجلد المتهيج، ويعمل على التخلص من الإحساس بحرقان البشرة والرغبة المحمومة في الحك.
وينصح خبراء التجميل باستعمال اللبن البودرة في تنظيف الوجه للحصول على بشرة جذابة، وذلك كبديل طبيعي رائع لماسكات التنظيف الكيميائية ومنتجات تطهير البشرة التي تترك تأثيرات سلبية في الوجه مع الوقت، ويمكن عمل ماسك من اللبن البودرة بإضافة الماء الدافئ وعمل خليط لزج وتطبيقه على الوجه 4 مرات في الأسبوع، أو وضع اللبن المجفف على الوجه مباشرة وفرك البشرة به حتى يظهر الفرق بعد تنظيفه.
كما يعالج اللبن البودرة مشكلة شقوق البشرة التي تصيب الجلد في فصل الشتاء، من خلال إضافة هذا اللبن إلى العسل ودهان المناطق المشققة من الجلد، وتكرار ذلك لمرتين أسبوعياً حتى يتم التخلص من قشور الجلد وتختفي التشققات.

فيتامينات أساسية

يشير مركز التغذية الأمريكي إلى أن اللبن البودرة يحتوي على نسب من العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسية، حيث تحتوي علبة الحليب المجفف على 40% من البرويتينات، ونحو 55% من الكربوهيدرات والتي تكون من اللاكتوز، بالإضافة إلى 3% من البوتاسيوم وحوالي 2% من الكالسيوم 1,3.
كما يحتوي اللبن البودرة على نسبة جيدة من فيتامين «أ» الذي يعمل على تقوية جهاز المناعة ويعزز من قوة البصر وصحة العين، ويسهم في عملية تجديد الخلايا، بالإضافة إلى بعص الفيتامينات الأخرى.
ويساعد فيتامين «د» الموجود في اللبن البودرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، مما يؤدي إلى البناء الجيد للعظام وتعزيز هيكل الجسم وتقوية المفاصل.
ويعد اللبن المجفف مصدراً جيداً لفيتامين «هـ» وهو من مضادات الأكسدة القوية، والتي تحمي غشاء الخلية والبروتينات الدهنية من الضرر، وكذلك زيادة استجابة الجسم المناعية، ومن فوائد فيتامين «ك» المتوفر بهذا النوع من اللبن منع تخثر الدم وزيادة تدفقه وتنشيط الدورة الدموية.
وأوضح المركز أنه لا يجب تخزين اللبن البودرة فترات أطول من اللازم، حتى لا يصل إلى حالة التعفن، لأنه من الأطعمة الحساسة والتي تتضرر بالتخزين، ويفضل تناوله في الأسابيع الأولى من إنتاجه.

شاهد أيضاً