وبحسب رضائي فإن “الأمن القومي الإيراني لا يقتصر على حدود إيران الجغرافية، بل يشمل كل المنطقة”، أي أنه يؤكد تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

ويلاحظ المراقبون ازدياد تصريحات وتهديدات المسؤولين الإيرانيين بعد بداية “عاصفة الحزم”، وكان أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، المحسوب على التيار المتشدد في إيران، قد عبر عن خشية طهران من احتمال قيام المملكة العربية السعودية بـ”عاصفة حزم” أخرى في سوريا على غرار ما حدث في اليمن. كما أنه توقّع وقوع حرب “عربية-إيرانية” على المدى المنظور، معلنا استعداد بلاده لمثل هذه الحرب.

ويلاحظ أن إيران التي تهدد سرعان ما تتراجع أمام إصرار التحالف وجديته، كما حدث في موضوع السفينة التي رضخت للتفتيش في جيبوتي ثم أفرغت حمولتها وعادت أدراجها إلى إيران دون التمكن من الوصول إلى الموانئ الإيرانية.

وكان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد وافق الشهر الماضي على طلب محسن رضائي بالعودة إلى صفوف الحرس الثوري، في خطوة فسرها مراقبون على أنها تمهيد لعسكرة البلاد، تحسباً لأي تحركات داخلية أو لمضاعفات جراء ضلوع الحرس الثوري في القتال إلى جانب حلفاء طهران في سوريا والعراق واليمن.

ويعتبر رضائي وهو من قادة الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988) من أكثر الشخصيات الإيرانية عدائية تجاه الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية، حيث شن هجوما قبل أيام ضد المملكة بسبب وقوفها إلى جانب العراق في حرب الثمانينات.

وكان رضائي قد وجه رسالة مفتوحة إلى زعيم الانقلابيين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، في 29 مارس الماضي، حثه خلالها على الاستمرار في “المقاومة أمام عمليات عاصفة الحزم”، على حد وصفه.

تهديدات مستمرة ضد السعودية

وليست هذه المرة الأولى التي تهدد إيران فيها بشن حرب على السعودية منذ بدء عمليات عاصفة الحزم، حيث هدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، في 18 أبريل الماضي، المملكة العربية السعودية بـ”ضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن”، على حد قوله.

واعتبر مراقبون التهديدات الإيرانية المتكررة أنها مجرد دعاية للاستهلاك المحلي، وأن طهران لا تستطيع خوض حرب مع السعودية وقوات التحالف، لعدة أسباب، من أبرزها تورط إيران بمساندة نظام الأسد الذي سفك دماء الأبرياء، وتجهيزها لميليشيات داخل الأراضي العراقية، ودعم ميليشيات حزب الله في لبنان، إضافة إلى أوضاعها الداخلية المتوترة بسبب الاحتجاجات الشعبية المتواصلة.

توتر دبلوماسي

وعلى الصعيد الدبلوماسي، مازالت العلاقات بين الرياض وطهران متوترة، حيث استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الاثنين، القائم بالأعمال السعودي في طهران إثر إصابة قذيفتين أطلقتهما طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قرب مبنى السفارة الإيرانية في صنعاء.

تضارب التصريحات الإيرانية

وتأتي التهديدات العسكرية الإيرانية المباشرة في تناقض صارخ مع الخطاب الدبلوماسي للحكومة الإيرانية الذي يتحدث عن ضرورة حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية وعبر المفاوضات، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال لقائه وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، في الكويت أمس الثلاثاء، أن “الطريق الوحيد لحل الأزمة في اليمن يتمثل بالحوار”.