إطلاق خارطة الطاقة المتجدِّدة لدولة الإمارات العربية المتحدة 2030

مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة يستضيف حفل

إطلاق خارطة الطاقة المتجدِّدة لدولة الإمارات العربية المتحدة 2030

ENN – استضاف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، في إطار مساهماته في مسيرة التنمية بدولة الإمارات العربية المتحدة، حفل “إطلاق نتائج الدراسة المتعلقة بخارطة الطاقة المتجدِّدة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2030“، وذلك في “قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” بمقر المركز في العاصمة أبوظبي، في تمام الساعة السابعة من مساء الثلاثاء، الموافق السابع من إبريل الجاري، وهو الحفل الذي نظَّمته إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية، بالتعاون مع “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” و”الوكالة الدولية للطاقة المتجدِّدة” (آيرينا).

وقد حضر الحفل معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة، كما حضر الحفل نخبة عريضة من الباحثين والأكاديميين والمتخصِّصين بشؤون الطاقة والبيئة والاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم.

وقد بدأت فعاليات الحفل بالكلمة الرئيسية لسعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، التي تناول فيها المحطات الرئيسية في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو التحول إلى طاقة المستقبل، وما يمثله حدث إطلاق خارطة الطاقة المتجدِّدة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2030 من أهمية بصفته محطة جديدة في هذه المسيرة.

وبعد انتهاء الكلمة الرئيسية للحفل، جاءت كلمة سعادة عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، الذي بدأ كلمته بشكر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على استضافته الحفل، وتوفير جميع أشكال الدعم اللازم لإنجاحه؛ ثم انتقل إلى الحديث عن الأهداف العالميَّة المتعلقة بقطاع الطاقة المتجددة، والمساعي الرامية إلى مضاعفة نصيب هذا القطاع في مزيج الطاقة العالمي، التي نشأت منها فكرة إعداد خارطة طريق مستقبلية لهذا القطاع حتى عام 2030. وأشار عدنان أمين إلى أن هذه الخارطة هي دراسة اقتصادية مدققة تحتوي على السياسات والبدائل اللازمة لمضاعفة استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إليها.

وقال عدنان أمين “شهدت مصادر الطاقة المتجدِّدة تطوراً ملحوظاً من كونها حلاً تكنولوجياً محدوداً إلى مكوِّن رئيسي في مزيج الطاقة، حيث أصبحت تساهم بالقسم الأكبر من إمدادات الطاقة العالمية التي تمت إضافتها على مدى السنوات الثلاث الماضية. كما أن الانخفاض الكبير الذي نشهده حالياً في تكاليف التكنولوجيا يوفِّر فرصة فعلية لتحقيق مستقبل مستدام للطاقة، حتى بالنسبة إلى الدول المنتجة للنفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وتطرَّق إلى الجهود التي تبذلها الدول للتوسُّع في استخدام الطاقة المتجددة، وذكر بعض التجارب في ذلك، ومن بينها جمهورية الصين الشعبية ومملكة الدنمارك ودول أخرى، إلا أنه أكد أن هناك ثلاث دول فقط على مستوى العالم هي التي وضعت لنفسها خارطة لقطاع الطاقة المتجددة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الصين الشعبية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد عدنان أمين الموقع الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة المتجددة العالمي، ولاسيما في ظل استضافتها المقر الدائم لـ”آيرينا”، ودعمها المتواصل لها. وقال أمين: “بفضل استراتيجية الابتكار والتنويع وصلت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مرحلة مهمَّة في مسيرة التحول التي بدأنا نشهدها بالفعل في المشهد العالمي للطاقة”.

ثم جاءت كلمة سعادة الدكتور ثاني أحمد الزيودي، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدي “آيرينا”، وقد ركز في كلمته على النتائج المتعلقة بخارطة الطاقة المتجددة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2030، وذكر عدداً من النتائج التي توصلت إليها الدراسة، من أهمها: أن استخدام الطاقة المتجددة، ولاسيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية، أصبح ذا جدوى اقتصادية كبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذكر أن استخدامها هذه المصادر في توليد الطاقة الكهربائية أصبح أرخص من استخدام الغاز الطبيعي. وقال ثاني الزيودي إن الميزة الكبيرة التي تملكها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي مكنتها من ذلك، هي جهودها المكثفة لتمكين الطاقة المتجددة كآليَّة لتنويع مصادر الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها، ودمجها مؤسساتها الحكومية في هذا المسار، ونجاحها في توفير البيئتين التشريعية والتنفيذية اللازمة لإنجاح التجربة. وتطرَّق إلى العوائد الاقتصادية والتنموية التي يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة تحقيقها من خلال مضاعفة نصيب الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الخاص بها إلى 10% بحلول عام 2030، وقال إن ذلك سيوفر لها نحو سبعة مليارات درهم (1.9 مليار دولار) سنوياً، وسيخفض استهلاكها من الغاز بنسبة 18%، ومن النفط 8.5%، بالإضافة إلى عوائد أخرى في صورة تحسين المؤشرات البيئية والصحية الخاصة بها، بما تصل قيمته إلى ما يتراوح بين 3.7 و13.6 مليار درهم (1 و3.7 مليار دولار) سنوياً.

ثم تلت ذلك حلقة حواريَّة مع مجموعة من خبراء الطاقة العالميين، أدارتها الدكتورة ربيعة فروخي، التي تعمل مديرة برنامج ومستشارة ونائبة للمدير لشؤون المعرفة والمراكز المالية لدى “آيرينا”. وكان من المتحدثين فيها كل من: الأستاذ دولف غلين، مدير مركز الابتكار والتكنولوجيا في “آيرينا”، والدكتور سغوريس سغوريدس، وهو أستاذ مساعد في “معهد مصدر”، والأستاذ هانس راينش، الذي يعمل مستشاراً للطاقة في وزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تطرَّق المتحاورون إلى نقاط مهمة عدَّة من بينها التجارب الدولية الناجحة في التوسُّع باستخدام الطاقة المتجددة، والتحديات المستقبلية التي يمكن أن تواجه هذا القطاع، وكيفية زيادة استخدامه ونشره على مستوى العالم.

واختتِمت فعاليات الحفل بعد انتهاء فترة الأسئلة المفتوحة التي تحاور فيها المتحدثون مع الحضور حول مستقبل قطاع الطاقة المتجددة في العالم، وأهمية وضع الدول خرائط مستقبليَّة لقطاع الطاقة المتجددة فيها. وقد تطرَّقت بعض الأسئلة إلى واقع استخدام الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما إذا كان هناك تجارب لهذه الدول في إعداد دراسات مستقبلية للقطاع، وخارطة مماثلة لخارطة الطاقة المتجددة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2030، وكيف يمكن توعية المجتمع، ولاسيَّما الأجيال الناشئة بأهمية استخدام مصادر الطاقة المتجدِّدة.

كلمة سعادة الدكتور جمال سند السويدي

مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

أصحابَ المعالي والسعادةِ

الإخوةُ الباحثون والخبراءُ والمتخصِّصون

السيداتُ والسادةُ، الضيوفُ الكِرامُ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في رحابِ مركزِ الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيةِ في “حفل إطلاقِ نتائج الدراسة المتعلقةِ بخارطة الطاقة المتجدِّدةِ لدولة الإمارات العربية المتحدة” (UAE Remap).

أتشرفُ، ونحن في بدايةِ هذا الحفلِ الكريمِ، بأن أنقلَ إليكم تحياتِ سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية –حفظه الله- وتمنياتِه لكم بالتوفيق في كلِّ ما تبذلونَهُ من جهدٍ في خدمة هذا الوطنِ الغالي، وفي خدمةِ الإنسان، وضمانِ الحياة الكريمة له، وضمانِ حقِّه في العيش في بيئةٍ نظيفةٍ وآمنة.

الأخواتُ والإخوةُ

إن دولةَ الإمارات العربية المتحدة كانت من الدول الأولى التي اهتمَّت بالتحولِ إلى الطاقة النظيفة، ولها جهدُها الوافرُ ومبادراتُها العديدة والمتنوِّعة في هذا المجال. وعلى الرَّغمِ من كونها منتجاً رئيسياً للنفط، فإنها لم تركَنْ إلى ذلك، فلم تتوقفْ عن العملِ وبذلِ الجهدِ، وطمَحت إلى الانتقالِ باقتصادِها ومجتمعِها إلى وضع تنمويٍّ مستدامٍ وآمنٍ، وتكوَّنت لديها رؤيةٌ مستقبليةٌ تهدف إلى ضمان أمن الطاقة من خلال تنويع مصادرها؛ إذ إن استمرارَ النموِ الاقتصادي، وتحقيقَ التنمية المستدامة، يتطلبانِ ضمانَ أمن الطاقة، الذي من دونه لن تكونَ الدولُ قادرةً على تلبيةِ استحقاقات التنمية.

ومن هذا المنطلقِ اتجهت دولةُ الإمارات العربية المتحدة إلى الاستثمار بسخاءٍ في مشروعات الطاقة المتجدِّدة، وتفوَّقت في هذا الأمرِ على دول كبرى، وأصبحت مشروعاتُها تمثل علاماتٍ مضيئةً على الخارطة العالمية في هذا المجال؛ فهي على المستوى المحلي، تحتضن الآنَ على أراضيها “مدينة مصدر” إحدى كبرى مدنِ العالم المعتمِدة كلياً على الطاقة المتجدِّدة، والخاليةِ تماماً من النفايات، كما أنها تحتضن محطةَ “شمس 1″، وهي أكبر محطةٍ للطاقة الشمسية المركَّزة في العالم، ليس هذا فَحسب، بل هناك الكثير من العلامات المميَّزة والمشروعات النوعية، الموزَّعةِ على مختلِفِ مناطق الدولةِ أيضاً.

وتبذلُ دولةُ الإماراتِ العربية المتحدة، من خلال مؤسساتها الوطنيةِ، وعلى رأسِها شركةُ “مصدر”، جهوداً كبيرةً لتعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة في مختلف أنحاءِ العالم، وقد دخلت في شراكاتٍ دوليةٍ لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة في العديد من دولِ العالم، ففي المملكة المتحدة شاركت دولةُ الإمارات العربية المتحدة في تنفيذ مشروع “مصفوفة لندن”، لإنشاء أكبر محطةٍ لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في العالم، التي توفِّر الكهرباءَ النظيفةَ لنحوِ 500 ألف منزلٍ في المملكة المتحدة سنوياً.

ومن أجلِ تعزيز إمكانية الوصول إلى خدمات الطاقة النظيفة والمتجدِّدة في البلدان الصغيرة والمجتمعات النامية، فإن مشروعات الطاقة المتجدِّدة الإماراتية تنتشر في العديد من الدول في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا.

ولعل استضافةَ دولةِ الإمارات العربية المتحدة المقرَّ الدائمَ للوكالة الدولية للطاقة المتجدِّدة “آيرينا” هي خيرُ دليلٍ على دورها الرائد في التحول إلى استخدام الطاقةِ المتجددةِ، وموقعِها القياديِّ في المسيرة العالمية للتحولِ إلى طاقة المستقبل.

الأخواتُ والإخوةُ

إن هذا الحفلَ الكريمَ، الذي يشهد إطلاقَ نتائج الدراسة المتعلقة بخارطة الطاقة المتجددةِ لدولة الإمارات العربية المتحدة، يُعدُّ خطوةً جديدةً تقطعُها الدولة إلى الأمام على طريق التحولِ إلى طاقة المستقبلِ، ولاسيما أن هذه الخارطةَ تسعى إلى زيادةِ كفاءة استخدام الطاقةِ، وتحسينِ سبل الحصول عليها، مع العملِ على زيادة حصةِ الطاقة المتجددة في مزيجِ الطاقة، عبرَ رسم مسارٍ لمضاعفة حصة الطاقةِ المتجددةِ المستدامةِ في إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة، لمواصلة عمليةِ الانتقال إلى مستقبلٍ أفضلَ، يعتمدُ فيه المجتمعُ على طاقةٍ آمنةٍ ونظيفةٍ ومستدامة.

أيها الأخواتُ والإخوةُ

 أتمنَّى لكم التوفيقَ والسدادَ ودوامَ التقدم والنجاح، وأن يطيبَ مقامُكم في بلدِكم دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ.

ومرةً أخرى أهلاً بكم، ووفَّقكم اللهُ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته.

شاهد أيضاً