إطلاق حملة عالمية لرصد الأمراض العابرة من الحيوانات إلى البشر

بعد تفشي جائحة كوفيد-19، قرر مجموعة من العلماء إنشاء شبكة دولية لاكتشاف مسببات الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

أعلن المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية حديثًا عن تشكيل هذه الشبكة التي تدعى مراكز الأبحاث في الأمراض المعدية الناشئة. وستتلقى المراكز تمويلًا يبلغ 17 مليون دولار من معاهد الصحة الوطنية الأمريكية خلال العام الجاري، ثم 82 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة لإنشاء 11 مركزًا بحثيًا. وستحدث معظم تلك المراكز في جامعات أمريكية بعد أن توقع اتفاقيات بحثية مع جامعات أخرى في 28 دولة في العالم، ومنها الصين.

وتتمحور مهمة تلك المراكز حول إنشاء بنية مراقبة عالمية تكتشف العامل الممرض الوبائي التالي قبل أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وهو ما سيمنع انتشار أمراض مشابهة لوباء السارس وأنفلونزا الطيور والإيبولا وزيكا.

وقال نيكوس فاسيلاكيس أستاذ علم الأمراض في جامعة تكساس «لقد تعلمنا جميعًا من خلال التجارب الصعبة التي واجهناها كلما ظهر مرض جديد أن جهود مكافحته غير منظمة، وسيمكننا إنشاء هذه المراكز من تنظيم استجابة منسقة وفرصة لإنشاء شبكة موزعة استراتيجيًا وجغرافيًا قادرة على التحذير من ظهور أي مرض.»

تتألف الشبكة من عشرة مراكز بحثية ومركز رئيس لجمع البيانات وتنسيق الجهود في جامعة ديوك، وسيضم تخصصات متعددة لفهم كيف يعيش العامل الممرض في حيوان مضيف، وما الصفات التي تمكنه من التسبب بالعدوى لدى البشر وكيف تستجيب أجهزة المناعة البشرية له، وما الاختبارات والعلاجات التي يجب تطويرها لاكتشاف الكائنات المميتة ومنعها.

ستدرس هذه المراكز مواقع متعددة تشمل أماكن عيش البشر قرب الغابات، حيث قد يتعرض الصيادون والمزارعون لمسببات الأمراض الجديدة، والقرى التي يبدأ فيها انتقال العدوى من إنسان إلى آخر والمناطق الحضرية حيث تبدأ مرحلة تفشي الأمراض.

وأبرمت هذه الشبكة اتفاقات مع ثلاثة معاهد في بنما والبرازيل ومعهدين في الولايات المتحدة الأمريكية هما معهد ماساتشوستس للتقنية، ومعهد كاري لدراسات النظم البيئية في ولاية نيويورك.

سيعمل أحد هذه المراكز الجديدة في الصين، ويخطط مركز الأبحاث في الأمراض المعدية الناشئة في جامعة واشنطن في سانت لويس لتوقيع شراكة مع جامعة هونج كونج، ومركز السيطرة على الأمراض في الصين، وكذلك معاهد في كاليفورنيا وإثيوبيا ونيبال، وسيركز معظم عملهم على فيروسات كورونا، وعلى الفيروسات التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي غير المبررة.

وقال ديفيد وانج الأستاذ في علم الأمراض والمناعة «لم نتعلم شيئًا تقريبًا من فيروس السارس، وما زلنا بحاجة إلى بنية تحتية قوية للصحة العامة وعلينا أن نكون مستعدين لإمكانية الانتشار السريع للأمراض، ولم نستثمر سابقًا ما يكفي في الصحة العامة على الرغم من دورها في الوقاية من هذه الأمراض.»

ستراقب هذه المراكز الفيروسات الموجودة في أجسام الحيوانات والقادرة على إصابة الإنسان، وستعمل على تطوير الاختبارات التي تسمح للباحثين بالتعرف على البشر المعرضين لخطر الإصابة، واستنباط السلوكيات التي تسببت بتعرض هؤلاء الأشخاص، بالإضافة إلى الكشف عن حالات الإصابة الأولى عند البشر قبل انتشارها.

المصدر

شاهد أيضاً