أمسية رمضانيَّة لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة

ENN- نظَّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، ضمن أمسياته الثقافية الرمضانية، الأمسية الثالثة تحت عنوان “منهج الإسلام في معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية”، وذلك يوم الثلاثاء الماضي الموافق السابع من يوليو الجاري، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي، واستضاف المركز في هذه الأمسية الدكتور عبدالحميد إسماعيل الأنصاري، أستاذ السياسة الشرعية في كلية القانون بجامعة قطر. وقد حضر الأمسية سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وجمع من الدبلوماسيين والباحثين والصحفيين وأهل الفكر والثقافة.
وقد استهلَّ الدكتور عبدالحميد الأنصاري محاضرته بالإشادة بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة؛ إذ قال إن المركز تميَّز بأنشطته البحثية وإنجازاته المعرفية، التي من شأنها تحصين الشباب من الأفكار الظلامية؛ ما يؤكد دوره في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية في المجتمع الإماراتي. وأضاف الأنصاري: في دولة محبَّة، تتميز بالتسامح والعطاء الإنساني بلا حدود كدولة الإمارات العربية المتحدة لا تروم إلا القمة والمركز الأول، أنتهز هذه الفرصة لأبارك لسعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية؛ بمناسبة اختيار جائزة العويس للإبداع سعادته شخصية العام الثقافية، وكذلك لمنحه وسام الإمارات للعمل الإنساني من ملتقى زايد الإنساني.
وتأتي هذه الأمسية في ظل حرص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدائم على نشر المعرفة، وإدارة الحوارات العلمية الهادفة إلى الارتفاع بالوعي العام، وجعل شهر رمضان المبارك فرصة للمناقشات العلمية والحوار الذي يكرِّس الاعتدال والتسامح اللذين يتميز بهما المنهج الإسلامي في معالجته لظواهر المجتمع وقضاياه.
وقال الأنصاري، في محاضرته، إن مجتمعاتنا لم تستوعب دروس شهر رمضان العظيمة؛ ولذلك فقد أفرغته من مضامينه السامية لحساب مظاهره وطقوسه، وانتشار العادات الاستهلاكية، والإسراف في الأكل والشرب، وقلة الإنتاجية وانتهاك القواعد، ومخالفة القوانين، على الرَّغم من أن الواجب في هذا الشهر أن يتحرَّر الإنسان من بطالته وكسله وخموله، ويعزِّز لديه ثقافة الإتقان والإبداع والإخلاص في العمل؛ لأن ذلك من مزايا الأمم المتقدِّمة.
وأضاف أن على مجتمعاتنا مراجعة ذاتها عبر الحوار الشامل بهدف تعزيز الانتماء الوطني، والحرص على الإنتاجية، وترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال، مشدِّداً على ضرورة تحصين عقول الشباب وحمايته من الوباء الإرهابي العابر للحدود، مشيراً إلى حاجة مجتمعاتنا اليوم إلى خطاب ديني جديد متصالح مع العصر، ومنفتح على الثقافات الأخرى.
وتساءل الأنصاري في محاضرته: لماذا لا تعمل منظومة التعليم في بلداننا بالشكل المطلوب في تحصين أولادنا وشبابنا ضد التطرُّف والعنف والطائفية؟ وأوضح أنه لا بدَّ من إعادة النظر في منهج تربية النشء، من خلال التركيز على القيم الإنسانية العليا، وعدم كراهية الآخر أو تكفيره، والعمل على ترسيخ ثقافة قبول المختلف في الدين والمذهب والثقافة واللغة، واحترامه. وأشار الأنصاري إلى ضرورة إشراك الشباب في صناعة المستقبل، عبر توظيف طاقاتهم بالنافع والخيِّر والمفيد، وإعطائهم الأمل في غدٍ أفضل؛ وإلا فسيكونون فريسة الإرهاب والتطرُّف والفراغ الفكري والروحي.
وفي نهاية المحاضرة دار نقاش واسع بين المحاضر والجمهور؛ إذ أجاب الأنصاري عن أسئلتهم، وخلص إلى ضرورة “أنسنة الخطاب الديني”، بحيث لا يخاطب المسلم فقط، بل الإنسان على عمومه، من دون تفريق بين البشر، أو تمييز بين رجل وامرأة، مؤكداً أن “الطريق إلى ذلك يكون من خلال مراجعة منظومة التعليم التلقينيِّ التي لدينا، وتخليص هذه المنظومة من الانشداد إلى الماضي وتقديس فكر السلف والتغنِّي بهذا الماضي على حساب الحاضر والمستقبل، وتاريخنا فيه ما يُحمَد وفيه ما يُذمُّ؛ ولذا فمن المهم التركيز على البعد المستقبليِّ في التعليم، وهذا غائب لدينا للأسف.

شاهد أيضاً