أمراض الأظافر تسبب ألماً شديداً

تبدو الأظافر السليمة وردية اللون وملساء، كما تكون خالية من البقع والنتوءات والشروخ أو الشقوق، وإذا ما تغير لونها أو ظهرت بها بعض الفطريات، فإن ذلك من الممكن أن يدل على مرض أصاب أحد أعضاء الجسم وليس فقط الأظافر.
ويسبب فقر الدم والأنيميا شحوب الأظافر وظهورها بمظهر باهت، كما أن تحول لونها إلى اللونين الأزرق أو الرمادي يدل على مشكلة بالرئة أو القلب، ويدل اخضرار الأظافر على الإصابة بالبكتيريا أو الفطريات. وتشير الأظافر ذات اللون الأصفر إلى الإصابة بمرض الثعلبة أ والصدفية أو اضطرابات الكبد، وكذلك إلى نقص في المواد الزلالية بالجسم، وربما يصفر لون الأظافر نتيجة وجود النيكوتين بالدم، والناتج عن تدخين التبغ والسجائر بأنواعها.
نتناول في هذه الموضوع أمراض الأظافر والتي تدل على مشاكل صحية كثيرة، ونقدم العوامل والأسباب وراء هذه التغييرات التي تجث للأظافر، مع بيان طرق الوقاية والعلاج الممكنة.

تغير البنية

تتغير بنية الأظافر نتيجة أمراض مختلفة، فتقعرها أو زيادة سمكها ربما يكون ناتجاً عن مشكلات في الدورة الدموية أو تصلب الشرايين، وتفلطحها ورقتها – انخفاض سمكها عن الطبيعي- يدل على انخفاض مستوى الحديد بالدم، أو على مرض رينود الذي يصيب الأطراف بالتنميل وانخفاض حرارتها عن باقي الجسم.
وتدل الأظافر الهشة في بعض الحالات على نقص في فيتامين «أ» أو التعرض لعدوى فطرية، أو إصابة الغدة الدرقية بمشكلة ما، وكذلك فإن من علامات سرطان الرئة وعدوى الرئة تحول شكل الأظافر إلى ما يشبه الهراوات. ولا يعني كل تغير في الأظافر وجود مشكلة صحية أو مرض خطر، فالأظافر تنحني ويزداد سمكها، وتكتسب اللون الأصفر مع الشيخوخة وتقدم العمر، وكذلك مع ارتداء الأحذية الضيقة وغير المضبوطة.

خلايا ميتة

تتكون الأظافر من الكيراتين، وهي نفس المادة المكونة للشعر، وهي خلايا ميتة مكونة من البروتين الصلب الذي يتكون بدوره من الكالسيوم والأملاح المعدنية والماء.
وينتج مهد الظفر خلايا جديدة باستمرار، والتي تلتصق ببعضها وتموت مكونة نسيج الظفر القاسي، وتتجدد أظفار اليدين بالكامل في خلال أربعة أشهر، وأظافر القدمين في نحو سنة.
وتوجد تحت الأظافر أوعية دموية تساعد الطبيب في تحديد صحة المريض، من خلال تغير اللون الذي يدل عامة على مشكلة بالدم، أو تغير بنيتها الذي ربما يدل على مشكلة أو نقص في المواد المكونة لها.
ويدل وجود الهلال الأبيض خاصة بظفر الإبهام على الصحة والسلامة، ومن الممكن أن يدل ميله للون الأزرق على الإصابة بمرض السكري، وميله للأسود ربما يكون ناتجاً عن تسمم المعادن، أو التسمم نتيجة المخدرات أو أمراض السرطان.
ويشير تضاؤل حجم هلال الظفر الأبيض واختفاؤه إلى سوء في عملية الهضم، أو نقص في الحديد أو فيتامين «ب12» الذي يساهم في عمليات امتصاص الجسم للبروتينات من الطعام.

أمراض ومشاكل

تلتهب الأظافر نتيجة تكون الفطريات على أطرافها، فيتغير لونها وتظهر البثور على أحد جانبيها أو على كليهما، ويتورم الجلد حول الظفر ويصبح لونه أحمر ويبدأ الجلد في التقشر.
ولا يشعر المريض بالألم في البداية، ولكنه يلاحظ أن أظافره أصبحت قبيحة المنظر، وبعد فترة تحدث الآلام، وتصيب التهابات الأظافر أصابع القدمين أكثر من اليدين، ما يجعل المشي غير مريح.
وتتسبب الأحذية الضيقة في تكون الفطريات وحدوث التهابات الأظافر، وكذلك كثرة السباحة في حمامات السباحة العامة، أو المكوث في بيئة رطبة أو تكرار تعرض الظفر للتلف، أو ضعف الصحة العامة للشخص.
ويساهم التدخين في حدوث التهابات الأظافر، وبعض الأمراض كضعف المناعة وضعف الدورة الدموية والسكري والصدفية، ومن الممكن أن تنتقل الفطريات لأصابع اليدين مسببة العدوى من أصابع القدمين أثناء حك المريض لقدمه المصابة.

داحس الأظافر

يحدث التهاب بالجلد قبل الظفر مباشرة ويسمى بداحس الظفر، وهو تورم واحمرار يظهر حول أحد الأظافر، نتيجة وصول البكتيريا تحت الجلد والتي من الممكن أن تتطور وتسبب التقيح.
وينقسم داحس الظفر إلى نوعين الأول سطحي يتميز بألم أشبه بالخفقان مع التورم والاحمرار، والنوع الآخر عميق ومزمن، ويعتبر من مضاعفات النوع الأول إذا أهمل علاجه، فتصل العدوى إلى الأوتار داخل الإصبع المصاب ما يجعله يتورم ويصبح من الصعب تحريكه.
وداحس الظفر هو مرض شائع، وينتج في العادة من قص الأظافر بشكل خاطئ أو قضمها، وتعد عادة قضم الأظافر عند البعض من العادات السيئة، التي تنقل الجراثيم والبكتيريا المعدية من الفم إلى الإصبع والعكس، وتقضي على أجزاء من الجلد حول الأصابع ما يساعد في نقل العدوى كذلك.

ضرر الصناعية

ينتج عن تكرار استخدام الأظافر الصناعية تشققها وهشاشتها وظهور بقع أو خطوط بيضاء عليها، حيث تستعمل مواد كيميائية لاصقة لهذه الأظافر، ويسمى هذا المرض ببهاق الأظافر، والذي أحياناً ما يكون وراثياً أو ناتجاً عن أمراض القلب، أو قصور الكلى أو انخفاض نسبة الفيتامينات بالجسم، أو في حال التسمم بمادة الزرنيخ. ويتجمع الدم تحت الظفر مسبباً ورماً دموياً تسببه الضربات الشديدة أو ارتداء الأحذية الضيقة، وربما يكون الورم دليلاً على حدوث كسر في عظام الإصبع خاصة في أقدام الرياضيين الذين يتكرر احتكاك أظافرهم بالحذاء.

العناية وقاية

يساهم الاهتمام بالأظافر والعناية السليمة في الحفاظ عليها، وعدم إصابتها بالأمراض، وذلك من خلال قصها بانتظام وبرد أطرافها أي كحتها لتأخذ شكل الهلال غير المسنن، وقص أي زوائد جلدية أو بروزات جلدية وعدم تركها.
ويتجنب الشخص قص الظفر المصاب بنفس الأداة المستخدمة في قص بقية الأظافر السليمة، ولا يتشارك مع الغير في أدوات قص الأظافر لعدم انتشار العدوى، ويبعد يديه عن كل مهيجات الأظافر، فيرتدي القفازات المناسبة عند التعامل مع المنظفات والمذيبات الكيمياوية وغيرها، وكذلك للحفاظ على جفاف الأظافر المصابة.
ويجب أن يتوقف الفرد عن العادة السيئة لقضم الأظافر، ويحرص على بقائها نظيفة، ويضع الجلسرين حول الأظافر لمنع التشققات وتغذية الجلد، ويعالج أي اضطرابات تظهر في بدايتها وعدم ترك المشكلة لتكبر.

لا للرطوبة أو البرد

ينبغي المحافظة على جفاف الأصابع فلا نتركها رطبة ومبللة ولا نترك القدمين عاريتين ومعرضتين للبرد الشديد، حتى لا تتشقق وتضعف أظافرهما، ويتجه للجوارب القطنية بدلاً من المصنعة من الخيوط الصناعية، ولا يترك قدميه كثيراً في الجوارب بعد امتصاصها للعرق.
ويتم تجفيف الأصابع واستخدام مرهم مضاد للفطريات في حالة الإصابة بالالتهابات، ويفيد نقع الأظافر في ماء وخل لربع ساعة في القضاء على الفطريات.
ويعالج داحس الظفر بنقع الأظافر في ماء دافئ وملح خشن أو شراء المطهرات من الصيدليات، ووضعها على المنطقة المصابة ثم بعد اختفاء التقيح تستخدم كمادات الكحول على 60 درجة مئوية.
وتعكس حالة الأظافر صحة الإنسان، لذا فإن الاهتمام بالتغذية الصحية المتوازنة، والغنية بالفيتامينات والمعادن والحديد يساعد في الحفاظ عليها، خاصة مع النساء اللواتي يتعرضن للأنيميا أكثر، لفقدهن الدماء بصورة شهرية ومع الحمل والولادة.

التغذية السيئة

تنم البقع البيضاء التي تظهر على الأظافر عن عدم توازن الغذاء، مما يؤدى إلى نقص الكالسيوم أو فيتامين «د» أو الحديد أو البروتين، وبالتالي الحاجة إلى زيادة هذه المواد في النظام الغذائي، كما يعني تقشر الأظافر وجود مشاكل في امتصاص الأملاح المعدنية وضرورة مضغ الطعام جيداً، حتى تتمكن المعدة من هضمه بصورة تامة، وبالتالي امتصاص المعادن والفيتامينات بشكل سليم وصحي.
وتساعد كثرة تناول السكر الأبيض الفطريات على النمو، لذا فمن الضروري تقليل كمياته من أجل صحة البدن والأظافر، ويدل جفاف الأظافر على عدم شرب الكميات الكافية من المياه، والتي من المفترض ألاّ تقل عن 8 أكواب يومياً، كما تظهر حفر وخطوط غائرة على الظفر الذي يتعرض بكثرة لمزيلات الألوان الصناعية.
ويتجه المصابون بأمراض مزمنة للطبيب مباشرة عند ملاحظة اضطرابات بالأظافر، وكذلك في حالات الأظافر السوداء أو البنفسجية والزرقاء، وفي حالة وجود خط طولي رمادي بالظفر، فكلها ربما تكون مؤشرات لأمراض خطيرة. وينفصل الظفر تماماً في حالات إطالته، مع كثرة استعمال الماء أو مع أمراض جلدية كالصدفية والإكزيما، وفي حالات زيادة أو نقصان إفراز الغدة الدرقية، أو نتيجة كثرة استخدام أدوات التجميل والأظافر الصناعية.

تنمو في شهور

تشير دراسة حديثة إلى أن الظفر بعد تعرّضه للإصابة يحتاج من 4 إلى 6 شهور مع العلاج حتى يعود لطبيعته، وهي الفترة التي تتجدد فيها كل خلايا الظفر، وتصل في أصابع القدم إلى 12 شهراً.
وتتسبب الالتهابات الفطرية والعدوى البكتيرية في 50% من اضطرابات الأظافر، وتحدث نتيجة تعرض الأظافر للبلل والرطوبة بشكل شبه مستمر، وعدم العناية بالأظافر من تقليم وتشذيب وجذب الزوائد الجلدية بدلاً من قصها، مما يؤدي لدخول الفطريات والبكتيريا داخل الجسم.
لا تعود الأظافر إلى طبيعتها بعد العلاج في 20% من الحالات، ويكون ذلك ناجماً عن إهمال الاستمرار في العلاج أو عدم التوقف عن مسببات المرض.

شاهد أيضاً