أبوظبي في الأول من نوفمبر / وام/ أعلن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2022، الملتقى الأكبر لقطاع الطاقةفي العالم، عن إطلاق منطقة الحياد الكربوني، بهدف تعزيز الحوار والتعاون بشأن القضايا المتعلقة بأمن الطاقة ويسرتكلفتها واستدامتها.
وقال فيمال كابور، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “هانيويل” خلال جلسة المؤتمر التي عُقدت تحت عنوان “تحقيق الحياد الكربوني في قطاعي التكرير والبتروكيماويات: منظومة التغيير للشركات في قطاع التكرير”: لتعزيز جهود التحول في قطاع الطاقة، ما أنجزناه خلال المائة عام الماضية يجب إنجازه اليوم على نحو أسرع بواقع أربعة مرات. ولتحقيق ذلك، تُعدّالتكنولوجيا والتعاون والسياسات الحكومية بمثابة الركائز الثلاث الأساسية. وقد شهدنا من قبل السرعة التي يمكن بها تحقيقالحياد الكربوني للمشاريع عندما تجتمع هذه العناصر الثلاثة معاً، مثل الوقود المستدام للطيران، إذ إنه لا يوجد ذاك المتسعمن الوقت لإضاعته. ويوجد اليوم أمامنا العديد من الفرص المماثلة، مثل التحكم في الانبعاثات والتقاط الكربون التي تتطلبنهجًا تعاونيًا أوسع.
ويجمع أديبك تحت مظلته لهذا العام مجموعة من أبرز القادة والخبراء من سوق الطاقة العالمي لمناقشة أبرز التحديات فيمجال الطاقة والتغيرات المناخية التي نواجهها اليوم.
وأوضح معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” ومجموعة شركاتها، خلال الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح أديبك 2022 أن العالم بحاجة للمزيد من الطاقة بأقل انبعاثات، كما قال: “لا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أو الطاقة النووية، أوالهيدروجين، فنحن بحاجة إليها جميعاً”.
و من جانبه سلط معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية ، الضوء على أهمية تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الانبعاثات خلال مناقشته لجهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام2050.
ويشكّل الحد من انبعاثات الكربون في عمليات إنتاج الطاقة العالمية خطوةً أساسيةً لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام2050. ويعكس إطلاق منطقة ومؤتمر الحياد الكربوني هذه الأهمية، إذ يتيحان للخبراء الدوليين منصة لمشاركة رؤيتهموتحليلاتهم لأبرز الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة.
ودعا المتحدثون الرسميون والمطالبون بخفض انبعاثات غاز الميثان صناع القرار لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الطاقة.
وخلال جلسة عقدت تحت عنوان “الإجراءات التشغيلية لخفض الانبعاثات”، قال فريجيس ليستاك، الرئيس التنفيذي لشركة “فلير تو فالف”، “نحن نعمل عن كثب لمعالجة مشكلة انبعاث غاز الميثان بصورة عاجلة.”
وأضاف: تقدر كمية اشتعال غاز الميثان بـ 140 مليار متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفي لتدفئة 50 مليون منزل في العام الواحد،وهناك العديد من المنتجات التي يمكنها أن تحد من ذلك الانبعاث، علمًا أن العديد من تلك المنتجات تعد اقتصادية، ولسنابحاجة إلى ابتكار تقنيات جديدة، فلا تترددوا بالتحرك الآن، ليس لدينا المزيد من الوقت.
وعن الحلول المتبعة لزيادة خفض انبعاثات غاز الميثان، أوضح بيتر هاردينغ، مؤسس شركة كيلفن ورئيسها التنفيذي: “يجب أننتحلى بالشجاعة والرغبة في التغيير لتسريع جهود الحد من انبعاثات الطاقة ووضعها على الطريق الصحيح.”
وأضاف: إن التقنيات التي تركز على تحديد العوامل الجذرية لانبعاث الميثان يمكن أن تسهم في زيادة إنتاج الطاقة بنسبتتراوح بين 10 و20 بالمئة، في ظل انخفاض معدلات انبعاث غاز الميثان، مما يجعلها حلولًا مناسبة اقتصاديًا، كما تمكنمهندسي الطاقة من تحقيق نتائج ملموسة ذات كفاءة عالية.
وتشمل منطقة الحياد الكربوني منتدى يجمع قادة منظومة الطاقة لمناقشة تقنيات خفض الانبعاثات الكربونية واستعراضالدور الجوهري الذي يلعبه قطاع النفط والغاز في تسريع التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وبدوره قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة لفعالية أديبك 2022: يحتاج قطاع الطاقة إلى تعزيز التعاون في إيجاد الحلولٍ التي تحد من بصمته الكربونية، وهذا تركز عليه دورة أديبك لهذا العام منخلال جلسات النقاش التي تتناول الاستراتيجيات والتقنيات والابتكارات وسلاسل التوريد وغيرها.
ويجمع أديبك القادة وصانعي السياسات والمطوِّرين والموردين من مختلف مفاصل سلسلة القيمة، مما يتيح إمكانية التوصل إلى حلول قابلة للتنفيذ لتحقيق التحوّل في قطاع الطاقة والوصول إلى مستقبلٍ مستدام.
وقال بارت كورنليسن، رئيس الطاقة والموارد والصناعة في شركة “ديلويت”: تلعب منطقة الشرق الأوسط دورًارائدًا في عملية التحول في قطاع الطاقة، إذ تمتع المنطقة بميزة إضافية وتلعب دوراً رائداً في هذه المسيرة، حيث يوجدمشاريع كبرى في المنطقة لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر على حد سواء، وأصبحت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مصدرين رئيسيين للهيدروجين الأزرق والأمونيا من خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية في منتصف الطريق والمصب.
وأضاف كورنليسن: مع مواصلة شركات النفط والغاز في التعهد بدعم أهداف الحياد، تستمر احتياجاتها في النمو عندمايتعلق الأمر باكتشاف وسائل جديدة للوصول بتحقيق هذا الهدف، ويأتي تواجدنا اليوم في أديبك في إطار جهودنا المستمرةلدعم هذه الشركات في عملية التحول المعقدة للغاية، وذلك من خلال تبادل أفضل الممارسات التي تمكنهم من اغتنام الفرصوتجاوز المخاطر أثناء مرورهم بهذا التحول.
ويُقام أديبك 2022 تحت شعار “مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع”، وذلك قبل أسبوع من انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) في جمهورية مصرالعربية، وبالتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة دورته الثامنة والعشرين (كوب 28). ويتيح أديبك 2022 الفرصةأمام قطاع الطاقة العالمي لإعادة رسم ملامح خطط تحول القطاع، وضمان واقعيتها وشموليتها، بالإضافة إلى تحقيقالأهداف المناخية والنمو على مستوى القطاع.