هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟ (2-2)

يعتقد خبراء أن فكرة برمجية «بلوريباس» في حل المشكلات، يمكن الاستعانة بها في تطبيقات مستقبلية؛ لأداء مهام على صعد تتعلق بالمفاوضات المالية والمركبات ذاتية القيادة، وكل المواقف التي تتضمن أطرافاً متعددة ومعلومات مفقودة، فمعظم مواقف العالم الحقيقي يشوبها نقص المعلومات تماماً كما الألعاب. وبعيداً عن كون الأمر من قبيل أمنيات العلماء، قام علماء متخصصون في الذكاء الاصطناعي قبل عامين بتطوير برمجية «بلوريباس»، التي استطاعت سحق المنافسين البشريين في المباريات الفردية.
ورأى خبراء أن الاستراتيجية التي تفوز بها البرمجية في تلك المباريات يمكن استخدامها في محاكاة عسكرية أو لأي أغراض أخرى مفيدة، وقد كشفت تقارير نشرتها مجلة «وايرد» الأمريكية عن إبرام شركة «ستراتيجي روبوت» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، صفقة بقيمة 10 ملايين دولار مع الجيش الأمريكي في أغسطس/آب من عام 2018.
لا شك في أنه يمكننا تعلم الكثير من البرمجيات فيما يتعلق باتخاذ القرارات، وتستطيع أفضل البرمجيات أن تتعلم عبر مضاهاة النتائج، ولكن السؤال الأهم هنا، ماذا لو اتخذت قراراً مغايراً؟ بالخسارة أمام البرمجيات، يمكن للاعب البشري أن يتعلم الكثير من طريقتها في اللعب، وهنا يطرح سؤال آخر نفسه، كيف يتسنى لبرمجية «بلوريباس» أن تخادع؟
لقد استطاع مطورو البرنامج جعل البرمجية تتقن لعبة البوكر عن طريق وضعها في مليارات المباريات ضد نفسها، ومراجعة استراتيجيتها، وباتت القرارات التي أدت إلى الفوز أكثر استخداماً في مباريات المستقبل. إحدى هذه القرارات تمثلت في إيهام اللاعب المنافس بأن أوراق اللعب التي في يده ضعيفة، ومن ثم دفع هذا المنافس إلى الرهان على قيمة مضاعفة، وهو المرادف تماماً لمعنى الخداع.
يظن الناس أن الخداع سمة بشرية ليس في وسع الآلة القيام بها؛ لكن الحقيقة التي رأيناها أن في وسع الآلة أن تقوم بالخداع وبمقدرة تفوق الإمكانات البشرية، بيد أن برمجية «بلوريباس» لا ترى في العملية خداعاً أو خيانة للثقة، فلا يتعدى الأمر أن يكون خطوة تدر أكبر قدر من المكاسب في ظل ضعف أوراق اللعب التي تكون في أيدي اللاعبين.
لفتت برمجية «بلوريباس» الأنظار؛ بسبب قلة كُلفتها، فبحسب باحثي جامعة كارنيجي ميلون، لا تتطلب تقنية الذكاء الاصطناعي لكي تعمل سوى 150 دولاراً، وهي تمثل قيمة موارد الحوسبة السحابية. في المقابل، تعتمد شركة ديب مايند على حواسب عملاقة تشتمل على أكثر من خمسة آلاف من برامج المعالجة المتخصصة، بكُلفة تقدر بملايين الدولارات.

«بي بي سي»

Original Article

شاهد أيضاً