مجلس الفكر والمعرفة يناقش الموروث الشعبي الإماراتي

أقام مجلس شما محمد للفكر والمعرفة “ندوة حوارية “بحضور رئيس المجلس الشيخة د. شما محمد خالد آل نهيان بمقر المجلس بمدينة العين ضمن برنامج الأمسيات الرمضانية وتزامنا مع شهر القراءة الوطني 

 واستهدفت الندوة الحوارية التي أدارتها الإعلامية والشاعرة شيخة الجابري مع ضيفة المجلس الأستاذة عائشة المهيري خبير مناهج العلوم الإنسانية رئيس فريق الدراسات الاجتماعية  بوزارة التربية والتعليم موضوع ” التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة ” مسلطة الضوء على القيم الأخلاقية ما بين الموروث الثابت والحاضر المتغير، وهل يمكن للقيم أن تخضع لحتمية التغيير؟ 

وافتتحت الندوة الشيخة د. شما مرحبة ومثمنة ما تقدمه الأستاذة عائشة المهيري من دعم لبرامج السنع الإماراتي وتعزيز المناهج بالقيم الأصيلة والمتعمقة في جذور الموروث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة. 

وجاء في حديث سموها أن السؤال مفتاح العقل والفكر والبحث عن الإجابة من خلال إشغال التفكير، ثم قالت: نحن أمام موضوع في غاية الأهمية، إذ نحن نقف أمام جيلين، جيل عاصر الموروث ومارسه وحافظ عليه، وجيل من الشباب يحتاج منا الدعم والتمكين ليواصل المسيرة بخطى ثابتة على نهج قادته ليعبر بوابة المستقبل حاملا ما تعلمه من جيل إلى جيل. 

ثم تحدثت عن أبرز ممكنات التراث معولة المسؤولية على الأسرة مشيرة إلى أن الدور الهام في الأسرة يقع على الأم بالدرجة الأولى ، ومثلت على ذلك بقولها أن كل ما حملناه بجعبتنا من لغة وعادات وموروث أخذناه من الأهل قبل المدرسة ، ولا أنكر دور المدرسة في تعزيز الهوية الوطنية ، ولكن دورها التعليم أولا ثم استكمال ما بدأته وأسسته الأسرة في الطفل قبل أن يواجه المجتمع ، كما أن البرامج الإعلامية لها دور مساند أيضا ولكن لا نلق كل اللوم على المدرسة والإعلام ” 

ودار حوار الندوة بطرح أسئلة محورية للاستاذة عائشة المهيري مبتدئة بسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد رحمه الله وبأقواله التي ما زالت منارة تضئ الطريق من الماضي للحاضر نحو المستقبل، وأشارت إلى أن موضوع السنع والموروث موضوع ضخم يحتاج إلى تسلسل زمني وتقسيم للموضوعات عبر سلاسل منظمة تحتوي كافة مفردات التراث المادي والمعنوي متكئة على أن الأصالة من الثوابت الراسخة وأن الموروث الشعبي يبنى على الإنسان والبيئة والقيم. 

وأضافت أن أهمية التراث تنبع من كونه جزء لا يتجزأ من كيان أي شعب وأنه جسر ممتد بين الماضي والحاضر واستدامة هذا الجسر استمراريته، ثم تحدثت عن ارتباط رمضان الكريم بموروث الإمارات الممتد من أطباق شعبية وعلاقات اجتماعية مع الأهل والجيران وأشارت إلى مدفع رمضان وارتباطه بالموروث، وأن علينا مسؤولية كبيرة في تمكين أجيال الوطن من موروثهم ليظلوا سفراء لوطنهم في كيفية إظهاره في أبهى صورة ليصل تراثنا للعالم أجمع كما أرادته قيادتنا الرشيدة. 

وتخلل الندوة مداخلات من الأعضاء والحضور عبر ما تم من توضيح وشرح لأدوار القيادة الرشيدة في حفظ التراث و-عبر المهرجانات واللجان الوطنية والمتاحف ومن خلال المناهج المدرسية وما تساهم فيه من تعزيز برامج التراث لدى الطلبة. 

اختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الأفكار في إضافة الجديد عبر سلسلة من الكتب تهدف لترسيخ قيم السنع والهوية الإماراتية منذ الطفولة لتمتد أجيال وأجيال.

شاهد أيضاً