كيف تتصدى ألمانيا للهجمات الإلكترونية؟

* دويتشه فيله

منذ فضيحة التجسس على ألمانيا من قِبل أجهزة الأمن الأمريكية، نعرف أن التجسس يحصل أيضاً بين الأصدقاء، وأنه على المرء أن يتوقع التجسس ليس فقط من قبل البلدان التي لا ترتبط به بعلاقات صداقة أو عداوات واضحة، بل من جميع البلدان. وقد بدا ذلك واضحاً قبل فترة عندما عرض وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ورئيس هيئة حماية الدستور التي تمثل المخابرات الداخلية الألمانية تقرير هيئة حماية الدستور الأخير.
ورغم التهديدات الواضحة في التقرير، إلا أن من المستبعد على الأقل أن يتم التلاعب بالعملية الانتخابية في ألمانيا، ولا يوجد ما يدعو للقلق، لأنه لا تستخدم أي آلات انتخابية في ألمانيا، حيث تتم عملية التصويت بصورة تقليدية عبر الاختيار عبر بطاقات الاقتراع. ويبدو أن ألمانيا في وضع جيد وبمعزل عن أي هجمات إلكترونية في هذا الشأن، بسبب اعتمادها على الطريقة التقليدية غير الرقمية في عملية الانتخابات.
هنالك بلا شك العديد من المخاطر التي تهدد العملية الانتخابية، ومنها التعمد في نشر معلومات مقرصنة، وهذا ما لعب دوراً مهماً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الذي فاز فيها ترامب في النهاية، ولا يزال هناك الكثير من الجدل حول هذا الأمر في الأوساط الأمريكية. وحدث أيضاً في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حين ظهرت وثائق تم الحصول عليها من عمليات قرصنة، كان يمكنها أن تؤثر في المرشح الذي فاز في الانتخابات إيمانويل ماكرون.
ونظراً لهذه التهديدات، وفي ضوء الخبرة التي اكتسبها العالم من حملة الانتخابات الأمريكية، حذر رئيس الهيئة الألمانية للأمن المعلوماتي جميع الأحزاب الألمانية صراحة من الهجمات الإلكترونية. وذكر رئيس الهيئة أرنه شونبوم في حوار، أن هيئته تجري مشاورات مع صناع القرار السياسي، وأن الهيئة تعمل على تقييم لمواضع الضعف في مواقع الأحزاب الألمانية الكبيرة.
وقد يشعر المرء لذلك بأنه أكثر أماناً من قبل، لكن لا يعني أن المرء سيصبح آمناً بصورة تامة، وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد اعترفت في وقت سابق بأنه لا يمكنها حماية أجهزتها من الهجمات الإلكترونية ومن عمليات السرقة. ونشرت لاحقاً مجموعة اسمها «ذي شادو بروكيرس» في موقع «ويكيليكس» معلومات عن نقاط الضعف وأدوات القرصنة التي يستخدمها جهازا «سي آي أي» و«إن إس أي» الأمريكيين. وكانت أدوات القرصنة هذه تستخدم بالفعل ولفترات طويلة من قبل القراصنة في الإنترنت، وكان من الممكن استغلالها. وكان العديد من هجمات الفدية التي حدثت سابقاً تعتمد على معلومات تتضمن ثغرات أمنية في نظام التشغيل ويندوز، وكانت هذه المعلومات قد سرقت من أجهزة الأمن الأمريكية أيضاً.

Original Article

شاهد أيضاً