عضو شورى «الدعوة السلفية» بمصر: مستمرون في الحياة السياسية.. وعزلنا شعبيًا «أوهام»

عضو شورى «الدعوة السلفية» بمصر: مستمرون في الحياة السياسية.. وعزلنا شعبيًا «أوهام»

قال لـ {الشرق الأوسط} إن خسارة «النور» في الانتخابات «أمر خطير}

الشيخ رجب أبو بسيسة

Tweet

نسخة للطباعة Send by email

تغير الخط
خط النسخ العربي
تاهوما
الكوفي العربي
الأميري
ثابت
شهرزاد
لطيف

القاهرة: وليد عبد الرحمن
أكد الشيخ رجب أبو بسيسة عضو مجلس شورى الدعوة السلفية في مصر أنه «لن يستطيع أحد أن يعزل حزب النور (الذراع السياسية للدعوة السلفية) سياسيا أو شعبيا، فأرضيته في الشارع ما زالت موجودة بقوة»، نافيا وجود اتجاه داخل الدعوة لحل الحزب، قائلاً: «جددنا الثقة في الحزب، وقياداته مستمرون في مواقعهم».
وأضاف الشيخ بسيسة، وهو مسؤول العلاقات العامة بالحزب، في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «البرلمان المقبل سوف يضم فصيلا واحدا وهو رجال الأعمال، والدعوة كانت تظن أن انتخابات مجلس النواب معركة صندوق لكن وجدتها معركة نفوذ وسلطة»، مؤكدا أن المصريين عزفوا عن المشاركة في المرحلة الأولى لأنهم يرون أن البرلمان المقبل سيكون «نقمة» عليهم.
ووفقا للمؤشرات الأولية «غير الرسمية»، خسر حزب النور معظم المقاعد التي نافس فيها خلال المرحلة الأولى من الانتخابات والتي انتهت قبل يومين، لكن الحزب أكد حصوله على بعض المقاعد الفردية.
وحمل أبو بسيسة الحكومة مسؤولية عدم حصول «النور» على تمثيل قوي داخل البرلمان، قائلا: «مواقفها من الحزب تتميز بالريبة»، مشيرا إلى أن «وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية صورتنا بأننا أشد تطرفا من جماعة الإخوان.. وأن إبعاد المساجد عن السياسة أمر صعب».. وفي ما يلي أهم ما جاء في الحوار:
* ما رأيك في ما ردده البعض داخل الدعوة السلفية عن أن حزب النور سوف ينسحب من الجولة الثانية حال خسارته في جولة الإعادة؟
– حتى هذا الوقت و«النور» مكمل مشواره في الانتخابات.. والهيئة العليا للحزب وافقت بالإجماع على استمرار المشاركة، وكنا قد أخذنا وعودا من أن الخروقات التي حدثت في المرحلة الأولى لن تكرر من جديد، لكن وجدنا جولة الإعادة مليئة بالخروقات والرشى الانتخابية والتجاوزات وعدم الشفافية التي كانت بالجملة من أصحاب المال السياسي.. وتقدمنا ببلاغات إلى الجهات المعنية ولكن لم يحرك أحد ساكنا، فعدم حصول «النور» على مقاعد حقيقية في البرلمان أمر غاية في الخطورة، لكن إلى الآن الحزب موقفه واضح وهو المشاركة في الانتخابات، إلا أنه قد يحدث أي شيء آخر خلال الأيام المقبلة قبل بدء المرحلة الثانية المقرر لها نوفمبر (تشرين الثاني).. وللأسف الشباب عزف عن المشاركة في جولة الإعادة لأن المصريين استاءوا من الرشى الانتخابية، ورصدنا في بعض الدوائر قيام الشباب بالتصويت بكثافة لمعاقبة الناخب الذي يقوم بتوزيع الرشى الانتخابية.. ونصحنا الدولة بالحد من ذلك، أي الرشى والمال السياسي، وعدم استغلال فقر شريحة كبيرة من المصريين، لأن هذا الأمر يسيء للمشهد الانتخابي ولمصر أمام العالم، لكن لا أحد تدخل، وشاهدنا نفس مشاهد المرحلة الأولى خلال جولة الإعادة.
* في رأيك.. مَن وراء إبعاد «النور» عن البرلمان؟ الدولة أم رموز الحزب الوطني السابق؟
– المال السياسي لرموز نظام حسني مبارك لعب دورا كبيرا في الانتخابات المصرية، فضلا عن وسائل الإعلام الخاصة والحكومية التي صورت «النور» أنه حال فوزه بالبرلمان سوف ينقلب على الدولة.. فنحن في «النور» لا ندين الحكومة أو نتهمها بشيء، لكن في الواقع هناك حالة من الريبة في تصرفات الحكومة نحو حزبنا خلال انتخابات البرلمان.
* البعض يؤكد أن «النور» سار على نفس نهج جماعة الإخوان الإرهابية خلال الانتخابات.
– الربط بيننا وبين الإخوان من أجل تشويه صورتنا، فالبعض ردد للمصريين أننا فصيل أشد تطرفا من الإخوان وأعضاء الحزب والدعوة السلفية أشخاص متطرفون، وهذه دعاية سلبية أثرت علينا خلال الانتخابات، لكن نراهن على أن المصريين يعرفون جيدا حزب النور، فالتاريخ شاهد على مواقفنا وانحيازنا الكامل في كل المواقف للدولة المصرية.. فلماذا التهميش إذن؟
* لكن شعبية الدعوة السلفية و«النور» تأثرت على أرض الواقع.. ما ردك؟
– الأرضية ما زالت موجودة ولم تتأثر، وهذه المواقف لم تحبطنا، ونحن وموجودون في الحياة السياسية ولن يستطيع أحد أن يعزلنا شعبيا، ومن يتصور ذلك من القوى الموجودة في مصر «واهم»، وسوف نردد دائما أن هناك فسادا وخللا لا بد من تغييره.. فالحزب نجح في الوصول إلى أغوار المجتمع المصري والتواصل معهم وسمعوا منا، بعدما سمعوا عنا، وعرضنا ما عندنا وسمعنا ما عندهم.. وكنا نقول لو دخل «النور» إلى البرلمان سننقل مطالب المصريين وندافع عن قضاياهم وهويتهم، وإن لم نوفق للدخول فلن نيأس، بل سيكون السعي للإصلاح والدفاع عن منهجنا ورسالتنا. فـ«النور» حاز على المركز الثاني في المرحلة الأولى في الإسكندرية بعد قائمة «في حب مصر».. صحيح لم يفُز بمقاعد برلمانية، إلا أن الجميع تركوا جميع القوائم الأخرى التي لم يحالفها الحظ وهاجموا «النور».
* وما حقيقة حل «النور» والإطاحة بقياداته وأبرزهم يونس مخيون رئيس الحزب ونادر بكار المسؤول الإعلامي وقيادات هيئته العليا؟
– إقالة القيادات.. هذا الكلام لم نسمعه إلا في وسائل الإعلام فقط.. فقيادات الحزب باقية. بالعكس، من تحدثوا قبل الانتخابات عن وجود انفصال بين قيادات «النور» والقيادات القاعدية من الشباب، وجدنا شباب الحزب أكثر لحمة بالقيادات عندما شاهدوا المشهد السياسي والجو العام خلال الانتخابات والهجوم الشديد على «النور» دون وجه حق.
* هل نفهم من ذلك أن الدعوة السلفية جددت الثقة في قيادات «النور»؟
– نعم، الدعوة جددت الثقة فيهم، لكن نريد أن نوضح شيئا مهما، وهو أن الدعوة السلفية ليس لها علاقة بقرارات النور ولا تتدخل فيها من قريب أو من بعيد، فالحزب له قياداته وهيئته العليا حتى قرار الاستمرار في الانتخابات كان من قبل الحزب.. والدعوة السلفية وفقت أوضاعها وفق القانون المصري وتحولت إلى «جمعية الدعاة الخيرية».
* لكن الحزب هو الذراع السياسية للدعوة.. كيف لا تتدخلون في قراراته؟
– هذا صحيح، لكن لنا رأينا والحزب في النهاية هو صاحب القرار في كل المواقف.
* بصراحة.. هل يوجد توجّه حاليا داخل الدعوة السلفية لحل حزب النور؟
– لن نحل «النور»، وقياداته مستمرة في مواقعها، والحقيقة أن الحزب لا يشغله الآن عدم التمثيل الحقيقي في البرلمان، بقدر ما يشغله دخول المال السياسي إلى البرلمان وانتشاره في المجتمع بقوة، وعودة رجال مبارك للمشهد من جديد، وهو ما سيؤثر على المجتمع المصري بالسلب.
* في رأيك.. ما شكل البرلمان المقبل؟
– سيكون برلمان رجال الأعمال والمال، وسوف يقر القوانين التي تتناسب مع مصالحهم، وليس في صالح المصريين البسطاء، فالبرلمان سيتكون من فصيل واحد ولن يكون متنوعا كما يرددون.. والشعب المصري سوف يرى ذلك وسيدفع الثمن، وكنا في الدعوة السلفية نظن أن انتخابات مجلس النواب «معركة صندوق»، لكن وجدناها معركة «نفوذ وسلطة»، وتشكيل البرلمان المقبل لن يحقق طموحات الشعب المصري بعد كل التضحيات التي قدمها خلال ثورتين.
* وهل يمكن للمصريين رفض هذا البرلمان والثورة ضد قراراته؟
– لا، مسألة الثورة ورفض البرلمان ليست في اهتمامات المصريين، لكنهم فطنوا إلى «نقمة» البرلمان فعزفوا عن المشاركة خلال المرحلة الأولى من الاقتراع.. وشاهدت بنفسي عقاب المصريين لأصحاب المال السياسي، كان الناخبون يحصلون من المرشحين على الرشى الانتخابية ولا يصوتون لهم داخل الصناديق بمقار اللجان.


قرأت هذا الخبر على صفحات شبكة الإمارات الإخبارية ENN المقال مأخوذ عن الشرق الأوسط

شاهد أيضاً