شاهد المركبة تصوّر نفسها وهي تهبط على سطح المريخ

بثت “ناسا” للعالم عبر موقعها، مقاطع فيديو التقطها “سيلفي” عدد من الكاميرات المثبتة في المركبة Perseverance التي هبطت الخميس الماضي على سطح المريخ، وتعرض “العربية.نت” واحدا منها أدناه، وفيها نرى الدقائق النهائية لهبوط مذهل ودراماتيكي قامت به إلى أن لامست عجلاتها أديم الكوكب الأحمر.

ظهر من اللقطات البالغة مدتها 3 دقائق و25 ثانية، كيف تبعثر الغبار والرمل وتصاعد في جميع الاتجاهات، فيما تطايرت حبات من الحصى صغيرة أيضا حين اقتربت المركبة والصاروخ الذي يحملها من أديم فوهة Jesero حيث هبطت بعد أن صورت 7 من 19 كاميرا مثبتة فيها عملية هبوطها في الموقع المقرر سلفا، فكان التصوير اختراقا مهما في الرحلات الفضائية، وصفه Mike Watkins مدير “مختبر الدفع النفاث” في كاليفورنيا، بأنه “رائع ومثال لأفضل ما يمكن أن تقدمه الوكالة من أعمال” وفق تعبيره عما نراه في فيديو الهبوط المعروض.

قال وايتكنز أيضا، إن NASA والعاملين فيها، من كافة المستويات “اصطحبوا الجميع في رحلات حول المجموعة الشمسية، عبر مدارات زحل، والرجوع بالذاكرة إلى النقطة الزرقاء الباهتة، والصور البانورامية المذهلة للمريخ. أما الآن، فإنها المرة الأولى التي نستطيع فيها التقاط صور لهبوط مركبة على كوكب (..) سوف نتعلم شيئا من النظر إلى طريقة أداء المركبة التي تظهر في هذا الفيديو، لكن الجزء الأكبر منه سيكون مرشدا أثناء الرحلة” في إشارة إلى مهمة المركبة المقرر أن تستمر 687 يوما.

وكانت المركبة البالغ وزنها 1.050 كلغ وكلفتها ملياران و700 مليون دولار، هبطت في منطقة مستوية بين وحدتين جيولوجيتين مختلفتين: الأولى ذات سطح أملس، حيث تستقر عجلاتها فوق ما يبدو أنها صخور بركانية داكنة، فيما الثانية أكثر وعورة وتمتلئ بصخور يعلوها الكثير من الزبرجد الزيتوني المعدني.

عينات من المريخ إلى الأرض

أما المميز في موقع الهبوط، فهي بقايا “دلتا” تبعد عنه كيلومترين، وتكونت عندما كانت بحيرة عملاقة تملأ فوهة “جيزيرو” قبل 3 مليارات و500 مليون عام، وفقا لما ذكرته “العربية.نت” في تقرير سابق، قالت فيه إن “برسيفيرنس” مبرمجة لتبحث في رواسب تلك المنطقة بالذات عما قد يشير إلى وجود للحياة سابق، ولو بدائيا، عرفته بيئة الفوهة في ماضي الكوكب البعيد، ولا زال أثر منه باقيا للآن، وقد يكون على بعد أمتار قليلة من المركبة المتضمنة مهمتها إطلاق هليكوبتر صغيرة حملتها معها، لتحلق في جو المريخ.

كما ستحاول Perseverance أيضا، جمع 30 عيّنة من الصخور والتربة في أنابيب مختومة، بحيث تنقلها مركبة أخرى ترسلها “ناسا” ووكالة الفضاء الأووروبية عام 2031 وتعود بها إلى الأرض، ليتم تحليلها بعمق في مختبرات الوكالتين الفضائيتين.

المصدر

شاهد أيضاً