ذكرى مخزية لغزو العراق

ميديا بنجامين *

قبل 17 سنة، شنت الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً لغزو العراق بمشاركة 460 ألفاً من جنود قواتها المسلحة، ودعم 46 ألف جندي إضافيين من بريطانيا، و2000 من أستراليا، ومئات من دول أوروبية حليفة.

كان ذلك الغزو- في يوم 19 مارس/‏آذار 2003 – جريمة عدوان بموجب القانون الدولي، وقد عارضته شعوب ودول عبر أنحاء العالم، بمن فيهم 30 مليون شخص شاركوا في تظاهرات حاشدة في 60 بلداً يوم 15 فبراير/‏شباط 2003 وعبروا عن الارتياع لحدوث مثل هذا العدوان في بداية القرن الواحد والعشرين. وقارن المؤرخ الأمريكي آرثر شليسنغر، الذي سبق أن عمل كاتب خطابات الرئيس جون كينيدي، الغزو الأمريكي بالهجوم الياباني على بيرل هاربور في عام 1941، وكتب يقول: «اليوم، نحن الأمريكيين نعيش في خزي وعار».

1- ضحايا عراقيون بالملايين.

تختلف التقديرات كثيراً بشأن أعداد الناس الذين قتلوا في غزو واحتلال العراق، لكن التقديرات المتحفظة، تؤكد مقتل مئات آلاف الناس. أما الدراسات العلمية والإحصائية، فقد قدرت أن 650 ألف عراقي قتلوا في السنوات الثلاث الأولى من الحرب، وأن حوالي مليون كانوا قد قتلوا بحلول سبتمبر/‏أيلول 2007.

وإضافة إلى أولئك القتلى، أصيبت أعداد غير معروفة من المدنيين بجروح. وقالت الحكومة العراقية إن مليونين من مواطنيها أصبحوا معاقين.

2- ملايين المهجرين والنازحين.

في 2007، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن نحو مليوني عراقي فروا إلى الأردن وسوريا، في حين نزح 1.7 مليون آخرون داخل بلدهم.

وفي ما بعد، عندما انتهت تلك الحرب، قالت المفوضية السامية في تقرير إن الملايين الذين عادوا إلى ديارهم لم يجدوا شيئاً سوى الدمار والركام. وكان الأطفال هم الأكثر تأثراً؛ إذ حرموا من كل شيء، بما في ذلك التعليم.

3- خسائر الجيوش الغازية.

بحلول فبراير/‏شباط 2020، سجلت تقارير الحكومة الأمريكية والحكومات الحليفة مقتل 4576 جندياً أمريكياً، و 181 جندياً بريطانيا، إضافة إلى 142 جندياً من عناصر مختلف القوات الأجنبية الأخرى.

وفي وقت «الانسحاب المؤقت» الأمريكي من العراق في 2011، كان 32.200 جندي أمريكي، قد أصيبوا بجروح، بينهم كثيرون تعرضوا لعاهات دائمة. كما قتل ما لا يقل عن 917 مرتزقاً و«متعاقداً مدنياً» (مع الجيش الأمريكي)، إضافة إلى إصابة 10.569 شخصاً من الموظفين والعاملين.

4- أزمات نفسية وعقلية.

حتى اليوم، لا يزال أكثر من 20 من المحاربين القدماء الأمريكيين ينتحرون في كل يوم. وكما شرح ماثيو هوه، المسؤول في منظمة «محاربون من أجل السلام»، فإن العديد من قدماء المحاربين هؤلاء لا يزالون يكافحون اليوم من أجل إعادة الاندماج في المجتمع؛ حيث إنهم يعانون ندوباً جسمانية ونفسية وعقلية.

5- إهدار تريليونات الدولارات.

في 16 مارس/‏آذار 2003، أي قبل ثلاثة أيام من الغزو الأمريكي، قدر نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ديك تشيني، أن الحرب الأمريكية، ستدوم سنتين على الأكثر، وسوف تكلف بحدود 100 مليار دولار. ولكن بحلول عام 2007، قدر مكتب الموازنة في الكونجرس الأمريكي، أن حربي أفغانستان والعراق، كلفتا أمريكا 2.4 تريليون دولار.

غير أن خبراء أمريكيين ودوليين، يقدرون كلفة الحربين بما لا يقل عن 3 تريليونات دولار.

6- حكومة عراقية مختلة وظيفياً وفاسدة.

معظم الرجال الذين يقودون الحكومة العراقية اليوم (ليس بينهم أي امرأة)، هم منفيون سابقون فروا من حكم نظام صدام حسين. والعراق يكسب اليوم 80 مليار دولار من عائدات بتروله.

غير أن العراقيين لا يزالون يعانون أزمات ومشكلات كبرى والسبب: الفساد الحكومي.

7- تقويض القانون الدولي.

عندما غزت الولايات المتحدة، العراق من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، كانت الضحية الأولى هي ميثاق الأمم المتحدة.

* كاتبة وناشطة سلمية أمريكية، ونيكولاس ج. س. ديفيس، صحفي وكاتب أمريكي – موقع «أنتي وور»

شاهد أيضاً