جنيفر لورنس: التمثيل للتلفزيون تعلم والسينما التطبيق العملي

محمد رُضا

تبدو الممثلة جنيفر لورنس، أكثر نضجاً وجدية حالياً، عما كانت عليه منذ سنوات. تصف ذلك بأنها كبرت وتعلمت. وتؤكد، خلال حوارنا التالي معها، أنها حاولت أن تبقى بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تستخدمها، في ما يتعلق بحياتها الخاصة. لكن لم تنجح، مثلما نجحت في مشوارها الفني بشكل لم تكن تتوقعه في البداية اعتماداً على موهبتها في الأساس.

* آخر لقاء صحفي بيننا كان قبل أربع سنوات. كيف تلخصين نشاطاتك خلال هذه الفترة؟

– من حيث الانشغال بالعمل عليّ أن أعترف بأنني رغبت في منح نفسي أجازة طويلة. لنقل سنة مثلاً. أحتاج إليها من دون ريب، لكني فشلت. في سنة 2015 كنت مندفعة لكي أنتهي من فيلم «جوي»، وهو فيلم صغير، والانتقال إلى جزء جديد من «رجال إكس»، وهذان الفيلمان عرضا على مسافة زمنية قريبة، لذلك نويت أن أتوقف عن العمل حتى أرتاح قليلاً، خصوصاً أن الإنهاك البدني الذي عانيته في فيلم «ألعاب الجوع»، و«رجال إكس»، كان كبيراً. و اتصلت بوكيل أعمالي بالفعل، وأخبرته أنني أصبحت خارج الاتصال حتى نهاية 2016. لكنه اتصل بي بعد نحو شهرين، وأخبرني عن سيناريو «المسافرون». اعتقدت أنني لن أخسر شيئاً إذا ما قرأته، وحتى لو وافقت عليه فإن هناك فترة من الوقت قبل العمل فيه، وبما أنني أحببت الدور كثيراً أجبرت نفسي على قطع إجازتي، وما زالت مقطوعة إلى الآن.

* ولماذا قللت ظهورك بعض الشيء مؤخراً؟

– هذه هي الطريقة الوحيدة لي. عوض أن أندفع من فيلم إلى فيلم كما كنت أفعل، وجدت أن أفضل ما استطيع فعله هو أن أرتاح شهرين، أو ثلاثة، بين كل عمل وآخر.

* ماذا حققت مسألة عدم التساوي بين أجر الممثل والممثلة التي أثرتها منذ عام تقريباً؟

– أعتقد أنني حققت الوعي الضروري لمجابهة هذا الوضع الغريب. أنا عاطفية جداً حيال أي قضية أتبناها. ولا أرى أن قيام ممثل بتلقي مكافأة أكبر من شريكته في البطولة، أو حتى شريكته في دور صغير مسألة يمكن أن نتجاهلها. ليس هناك أي سبب لذلك. أفضل لو أنني لا أمثل فيلماً ما، على أن أكتشف أن أجر زميلي مضاعف عن أجرى. وإذا لم يكن الأجر مساوياً فلن أمثل الفيلم.

* لماذا تتحدثين قليلاً عن أفلامك، ومعظم المقابلات الإعلامية عن حياتك الشخصية والعاطفية؟

– ملاحظتك صحيحة، لا يمكن أن أنكرها، لكن هذا ما يطلبه الجمهور على ما أعتقد، ليس مني فقط، بل من كل نجوم المهنة. وتعودت أن أبدو، أو أن أمثل دور المرتاحة التي تستجيب لأي سؤال مهما كان خصوصياً، تقريباً أي سؤال. لكني في داخلي أبقى منزعجة، وخجولة. لقد حاولت في حياتي الخاصة أن أبقى بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي. لا أستخدمها. وعن الأضواء. لكن لا أعرف كيف أفعل ذلك بنجاح. مقابلاتي التلفزيونية كلها تريد أن تحكي قليلاً عن الفيلم الجديد، وكثيراً عن الحياة الخاصة، والممثل عليه أن يتجاوب لأنه يريد أن يروّج للفيلم.

* ما هي المسؤولية التي تشعرين بها حيال أفلامك عموماً؟

– أشعر بأن عليّ أن أبذل كثيراً في سبيل المساهمة بإنجاح الفيلم. لكن هناك مسؤولية سابقة تقع ما بين الموافقة على المشروع والانتهاء من تصويره. لا يمكن أن يتوقف الممثل عن تقديم جهده وفنه لأي سبب. سيتحول إلى شخص نمطي يظهر، ويمثل بالأسلوب نفسه من فيلم لآخر. بالنسبة إلي أحاول دائماً أن اختلف، لأن ذلك عندي مهم جداً. تصوّر أن يكون منزلك مملوء بالنوافذ، لكنك لا تطل إلا من نافذة واحدة.

* كيف تفسرين نجاحك رغم عدم دراستك للتمثيل؟

– لا أدري إذا كان هناك من يعتقد أن الموهبة هي الأساس. تستطيع أن تدخل مدرسة للتمثيل، أو لا تدخل، لكن لا تستطيع النجاح من دون موهبة. لقد كنت محظوظة جداً لأنني وجدت نفسي بين أيدي مخرجين جيدين وجهوني جيداً. عملت في أفلام عدة، ولم أمتنع عن أي دور يضيف إلى شخصيتي كممثلة جديداً.

* ما هي العلاقات الفنية التي ساعدتك على النجاح؟

– كما قلت كنت محظوظة أنني عملت تحت إدارة مخرجين رائعين. دبرا جرانيك في «عظام الشتاء»، كان السبب في أنني أصبحت مشهورة. ثم ديفيد راسل، الذي لا أستطيع الحديث كفاية عنه، ساعدني ورعاني منذ البداية، وما زلت أحب القيام بالتمثيل في أفلامه.

* لماذا؟

– كلانا يحب السينما، وكلانا يثق بالآخر. لدى راسل طريقة تواصل مثلى. قبل التصوير يجلس مع الممثلين الرئيسيين ويطلب من كل واحد أن يتحدث عن رؤيته للفيلم الذي سنقوم بتمثيله. أشعر بأنه يريد دوماً تحقيق شيء مشترك بالفعل. العلاقة هنا ليست مخرج- ممثل بل مخرج وممثل.

* بدأت في مسلسلات تلفزيونية هل كانت مفيدة؟

– إجمالاً كانت بمثابة المطبخ لمهنتي. هناك تعلمت التوقيت والأداء الذي يعتمد على التعابير السريعة. التلفزيون ليس فناً في أغلب حالاته، لكنه يهيئ الممثل لما بعده. السينما هي التطبيق. هنا نعرف إذا كان لدينا مستقبل في التمثيل، أم لا.

* هل كنت تنتظرين أن تتحولي إلى ممثلة سينمائية ناجحة؟

– لا. لم أكن أفكر في هذا الموضوع على الإطلاق. بالنسبة إلي كنت سعيدة بأن أكون ممثلة مبتدئة، ولم أكن أعلم شيئاً عن المستقبل. النجاح فاجأني، وهو لم يكن نجاحاً من النوع الذي يتحقق تبعاً لخطة، أو لمجرد وضع خط مستقيم بين نقطتين. جاءني بالتدرّج. ربما سريعاً، لكن بالتدرج.

* كيف تصلين إلى قناعاتك في اختيار الأعمال؟

– ليس هناك طريقة جاهزة للوصول إلى قناعة. كل الأسئلة ترتفع في وجهي، لأن ما تقرأه هو سيناريو الفيلم والدور الذي ستقوم بتمثيله في ذلك الفيلم، وعليك أن تكون مخلصاً لنفسك عندما تقول نعم أستطيع القيام بهذا الدور، أو عندما تقرر أن هذا الفيلم جيد. في بعض الأحيان تتغلب قناعاتك الإيجابية حوله، وفي البعض الآخر تتغلب القناعات السلبية. على الممثل أن يتحمل النتيجة، لأن لا أحد يجبره على قبول ما لا يريد قبوله.

* هناك اتجاه بالنسبة لأفلام القوّة صوب منح الشخصيات النسائية الأدوار التي كان الرجال يقومون بها. أدوار «السوبر هيرو». كيف تنظرين إلى ذلك؟

– لعلك تقصد فيلمي الجديد «دارك فينكس»، وهو فرع من مسلسل «رجال إكس»، ويدور حول شخصيتين نسائيتين في الأساس. شخصيتي، وشخصية صوفي تيرنر التي تلعب دور الشريرة. وهذه الأعمال أرحب بها كثيراً. بطبيعة الحال لا أرى أن أفلام القوّة عليها أن تحتوي على بطولات رجالية طوال الوقت.

والشخصية التي لعبتها في سلسلة «ألعاب الجوع» هي شخصية مملوءة بمشاعر الحب. تحمل السلاح وتقاتل لكنها أنثى تواجه الأشرار.

* ما هو فيلمك المقبل بعد «دارك فينكس»؟

– لم أقرر بعد. هناك سيناريوهات عدة، لكني أشعر مرّة أخرى بأن عليّ أن آخذ راحة طويلة اليوم.

شاهد أيضاً