تكريم الإمارات لحماية الأنواع المهاجرة

ديفيندر كومار *

منحت إحدى وكالات الأمم المتحدة، دولة الإمارات لقب البطولة العالمية في مجال الحفاظ على بعض الحيوانات البحرية المهددة بالانقراض.

أقرت أمانة معاهدة الأنواع البيولوجية المهاجرة، التابعة للأمم المتحدة، بأن هيئة البيئة في أبوظبي، هي بطلة الحفاظ على الأنواع البيولوجية المهاجرة، بسبب مساهماتها في الحفاظ على الحيوان الثديي البحري متوسط الحجم المعروف باسم «الأطوم» أو «بقرة البحر»، والطيور الإفريقية الأوراسية الجارحة.

والأطوم حيوان ضخم بطيء الحركة يتغذى على الأعشاب البحرية. وتُوفر المياه الضحلة الهادئة على طول الخط الساحلي لأبوظبي، بيئة مثالية لهذه الثدييات البحرية، وهي موطن لما يُقدّر بنحو 3 آلاف منها، تشكل جزءاً من ثاني أكبر مجموعة لحيوان الأطوم في العالم، مشتَركة مع ثلاثة بلدان خليجية أخرى.

ووفقاً للقائمة الحمراء للأنواع المهدّدة بالانقراض التي يُعِدها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، فإن بقرة البحر معرضة للانقراض مع انخفاض أعدادها في العالم بنسبة 30% في السنوات الستين الماضية.

والطيور الجارحة أيضاً، لا سيما بعض أنواع الصقور، تحظى باهتمام الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط من حيث قيمة الحفظ؛ بل أيضاً بسبب دورها الخاص في الصيد التقليدي بالصقور.

ولسوء الحظ، فإن العديد من أنواع الطيور الجارحة أيضاً يتعرض لضغط متزايد، حيث بات كثير منها عرضة للانقراض جراء التهديدات البشرية.

وقد مُنح لقب «بطل الأنواع المهاجرة» غداة افتتاح الاجتماع الثالث عشر لمؤتمر الأطراف في معاهدة الأنواع المهاجرة، من 17 إلى 22 فبراير/شباط 2020، في مدينة غاندي ناغار في ولاية غوجارات غربي الهند.

ويُقر «برنامج بطولة الأنواع المهاجرة» الذي تنفذه معاهدة الأنواع المهاجرة، والذي أطلق عام 2014، بالمساهمات المهمة التي تدعم المعاهدة، وهو مفتوح للحكومات والشركات والمنظمات والأفراد.

وحصلت هيئة البيئة في أبوظبي بالفعل، على اثنتين من هذه الجوائز، لالتزامها تجاه حفظ الحيوانات الضخمة بطيئة الحركة، المعروفة باسم «بقر البحر» وموائلها، إضافة إلى الطيور الجارحة في إفريقيا وأوراسيا، للفترة ما بين 2015 و2019.

وفي الاجتماع رفيع المستوى، قررت هيئة البيئة في أبوظبي، وأمانة اتفاقية الأنواع المهاجرة أيضاً، تمديد الشراكة بينهما، والتي دامت عقداً من الزمن، في حماية الطيور الجارحة وغيرها من الحيوانات المهاجرة ذات الأهمية الإقليمية.

ويعتبر مكتب معاهدة الأنواع المهاجرة، الذي تم تأسيسه في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 2009، المحور الإقليمي الوحيد للمعاهدة خارج مقرها في بون بألمانيا. ومع تمديد اتفاقية الشراكة، سيستمر مكتب أبوظبي لمعاهدة الأنواع المهاجرة في عملياته بالإمارات العربية المتحدة لأربع سنوات أخرى.

وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمينة العامة لهيئة البيئة في أبوظبي: «إننا نقدر شراكتنا مع معاهدة الأنواع المهاجرة، مكتب أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة، ونحن فخورون بجميع نتائج الحفظ المهمة التي حققناها معاً، عبر العديد من الأنواع المهاجرة المهددة بالانقراض منذ بدء الشراكة عام 2009».

ومن بين الإنجازات، التطوير الناجح للأدوات العلمية لتحسين دراسة بقر البحر، وموائل الأعشاب البحرية، ودعم المبادرات الشعبية في البلدان النامية، وتسهيل تبني سياسات استراتيجية لحماية الأنواع في محافل دولية رفيعة المستوى. وقد ورد وصف تاريخ وإنجازات الشراكة بين معاهدة الأنواع المهاجرة، وبين هيئة البيئة في أبوظبي، في قسم خاص بالذكرى العاشرة في الموقع الإلكتروني لمعاهدة الأنواع المهاجرة، الذي تم إطلاقه في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وقال ليل جلوكا، رئيس معاهدة الأنواع المهاجرة، مكتب أبو ظبي: «إن مكافآت البطولة هذه، تخدم تسليط الضوء على الدور الرائد الذي تلعبه هيئة البيئة في أبوظبي والإمارات العربية المتحدة، في حفظ الأنواع المهاجرة على الصعيد الدولي.. والتزامهما الطويل الأمد، ودعمهما السخي الذي لا يقدر بثمن».

وستقوم إحدى المبادرات الجديدة المهمة التي تقودها معاهدة الأنواع المهاجرة، مكتب أبوظبي، بتوفير تقييم مفصل خاص بالموقع، لخدمات نظام الأعشاب البحرية الإيكولوجي من خلال بناء قدرات المجتمع. ويُمول المشروع الذي تبلغ قيمته 4.7 مليون يورو، من قبل المبادرة الدولية للمناخ التابعة للوزارة الاتحادية للبيئة وحفظ الطبيعة، والسلامة النووية في ألمانيا.

وسيستمر برنامج خدمات النظام الإيكولوجي للأعشاب البحرية، حتى عام 2022 في خمس من دول المرتع لبقر البحر.

ومعاهدة الأنواع المهاجرة أبوظبي، موطن لاتفاقيتين دوليتين للمعاهدة، هما مذكرة التفاهم المتعلقة بحفظ الطيور المهاجرة الجارحة في إفريقيا وأوراسيا (مذكرة تفاهم الطيور الجارحة)، ومذكرة التفاهم بشأن حفظ وإدارة بقر البحر وموائله ضمن هذا المدى (مذكرة تفاهم بقر البحر).

شاهد أيضاً