تجارب إطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ تصل إلى مراحلها النهائية

يقود فريق من الكوادر الإماراتية الشابة، حاليًا، التجارب النهائية واختبارات ما قبل الإطلاق، على مسبار الأمل، وفقًا للجدول الزمني المعتمد، تمهيدًا لإطلاقه إلى المريخ يوم الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020، من مركز تانيجاشيما الفضائي في اليابان.

وتشمل الفحوصات النهائية لوظائف المسبار؛ نظام الطاقة، ونظام الاتصال، ونظام الملاحة، ونظام التحكم، ونظام الدفع والقيادة، والنظام الحراري، وأنظمة البرمجيات. ليصبح جاهزًا للإطلاق عند الساعة 5:51:27 صباحًا بتوقيت اليابان (00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت دولة الإمارات) باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة MHI H2A. ويُتوقَّع أن يصل المسبار إلى مدار كوكب المريخ في فبراير/شباط 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عامًا على إعلان الاتحاد في العام 1971.

ومنذ وصول المسبار بنجاح إلى المحطة الفضائية في جزيرة تانيجاشيما في اليابان، يخضع لعمليات تجهيز دقيقة تستغرق 50 يوم عمل، وتشمل تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بنحو 800 كيلوجرام من وقود الهايدروزين، وفحص خزان الوقود والتأكد من عدم وجود أي تسريبات، واختبار أجهزة الاتصال والتحكم، ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء، وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة. وأتم الفريق قبل أيام عمليات شحن الجزء الأساسي من مركبة الإطلاق إتش 2 إيه، من مصنع توبيشيما التابع لشركة ناجويا لأنظمة الفضاء في محافظة أيشي اليابانية إلى محطة الإطلاق بمركز تانيجاشيما الفضائي في محافظة كاجوشيما.

عملية الإطلاق

وتبدأ المرحلة الأولى في عملية الإطلاق برفع الصاروخ بعد الانفصال عن منصة الاطلاق باستخدام دافع الوقود الصلب، لينفصل هذا الجزء تلقائيًا بعد إتمام مهمته مع انخفاض تأثير الجاذبية الأرضية وبدء الخروج عن مدار الأرض، وينخفض وزن الصاروخ وتبدأ فترة انعدام الجاذبية الأرضية، ثم ينفصل الجزء الثاني للانطلاق في الرحلة إلى مداره الصحيح حول الكوكب الأحمر. ويبلغ وزن الصاروخ الحامل للمسبار 289 طنًا، وطوله 53 مترًا.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن سهيل الظفري، نائب مدير المشروع ومسؤول تطوير المسبار، أن «عمليات الفحص النهائية التي تجرى حاليًا تعتبر خطوات مهمة لضمان عمل جميع الأنظمة وتلبية المتطلبات قبل تشغيلها. فالمعلومات التي يحصل عليها فريق العمل من إجراء عمليات الفحوصات والاختبارات النهائية مهمة جدًا لضمان جاهزية المسبار والمركبة الفضائية قبيل الإطلاق الفعلي في الموعد المحدد ضمن نافذة الإطلاق.»

الأهداف العلمية

ويقدم المشروع إضافات جديدة للدراسات العلمية الدولية عن المريخ، من خلال تجميع أكثر من 1000 جيجابايت من المعلومات التفصيلية عنه، وتوقعات لفهم التغيرات المناخية على كوكب الأرض. إذ سيُزوَّد بكاميرات استكشافية ومقاييس طيفية تعمل بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.

ويتكون المسبار ​من مركبة مضغوطة سداسية الشكل؛ تصميمها يشبه خلايا النحل مصنوعة من الألمنيوم ذات بنية صلبة ووزن خفيف، محمية بغلاف مقوى من صفائح مركبة، حجمها ووزنها الكلي مماثل لسيارة صغيرة، إذ تزن نحو 1500 كيلوجرام متضمنًا وزن الوقود، وبعرض 2.37 مترًا وطول 2.90 مترًا.

وينفذ المشروع فريق مكون من 10 مهندسين وفنيين إماراتيين، بإشراف وتمويل من وكالة الإمارات للفضاء، في حين يطور مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين. ما يضع دولة الإمارات ضمن 9 دول فقط على مستوى العالم تعمل على استكشاف الكوكب الأحمر.

وتتصدر الإمارات، الدول العربية في الاهتمام بعلوم الفضاء، ما تجلى في إنشاء الوكالة الإماراتية لعلوم الفضاء. وتحتضن المرافق العلمية في الإمارات، عمليات تصنيع وتطوير أقمار اصطناعية، وسط تنسيق مع خبرات إماراتية، وسبق أن شارك مهندسون وفنيون إماراتيون في تصنيع أقمار اصطناعية مختلفة الأنواع والأحجام والأغراض.

استراتيجية الفضاء 2030

وتنفذ دولة الإمارات استراتيجيتها الوطنية لقطاع الفضاء 2030 التي تشرف على تنفيذها وكالة الإمارات للفضاء، لتنظيم القطاع وتنميته على المستويين الإقليمي والعالمي وتعزيز مساهمته في الاقتصاد المحلي.

وتعمل الاستراتيجية على توجيه الأطراف المعنية والشركات العاملة والمشغلة لقطاع الفضاء ومختلف المشاريع المحلية، نحو سبل توطينه ودفع مسيرته؛ من خلال تنفيذ برامج ومهمات طموحة في الفضاء، وتعزيز جهود البحث والتطوير، وتوسيع نطاق استغلال الفضاء وفرص الاستفادة العلمية والتقنية من تطبيقات الفضاء، وخلق بيئة تنظيمية فعالة، وتطوير خبرات متخصصة وجذب أهم العقول وتحفيز الإبداع لدى الشباب، فضلًا عن بناء شراكات عملية بين المؤسسات الصناعية والتعليمية والبحثية، وتوطيد التعاون على المستوى الإقليمي والمحلي؛ وفقًا لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

وتتبنى الاستراتيجية ستة أهداف أساسية؛ هي توفير خدمات فضائية منافسة ورائدة عالميًا، وتعزيز القدرات المحلية المتقدمة في البحث والتطوير والتصنيع لتقنيات الفضاء، وإطلاق مهمات فضائية علمية واستكشافية ملهمة، وترسيخ ثقافة وخبرة وطنية عالية في مجال الفضاء، وتشكيل شراكات واستثمارات محلية وعالمية فاعلة في صناعة الفضاء، ووضع بنية تشريعية وتحتية داعمة تواكب مختلف التطورات المستقبلية للقطاع، من خلال تطبيق أكثر من 20 برنامجًا شاملًا ونحو 80 مبادرة.

ولتحقيق أهداف الاستراتيجية، ستتخذ وكالة الإمارات للفضاء خطوات عدة؛ منها تنظيم برامج تعليمية وتبنى الكفاءات المتخصصة وتطويرها، ونشر الوعي عن مجال وأنشطة الفضاء، والتعريف بالسياسات والتشريعات الناظمة، وتنمية برامج العلوم والتقنيات والابتكار، وتحقيق شراكات وتعاون الدولي، وتعزيز بيئة الاستثمار والتمويل، والتأسيس لمرافق وبنى تحتية مناسبة.

يُذكر أن محطة الفضاء الدولية استقبلت أواخر سبتمبر/أيلول 2019، هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي وعربي يصل إلى المحطة، إذ شارك مع فريق رواد الفضاء الآخرين خلال فترة إقامتهم فيها بسلسلة من الأبحاث العلمية في الفضاء، و16 تجربة؛ منها 6 تجارب على متن المحطة.

المصدر

شاهد أيضاً