السعودية تتجه إلى الاعتماد على مزيج طاقة يتضمن حصة أكبر من الطاقة المتجددة

تواصل المملكة العربية السعودية العمل على تنويع مصادرها من الطاقة، وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، والوصول إلى مزيج مستدام من مصادر الطاقة المتجددة؛ على الرغم من كونها من أكبر منتجي النفط الخام في العالم.

وقرر مجلس الوزراء السعودي، يوم الثلاثاء 31 مارس/آذار 020)، تشكيل لجنة عليا باسم اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة تتولى البت في جميع ما يتصل بتحديد مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، والإشراف والتمكين لقطاع الطاقة المتجددة من إنتاجٍ وتصنيع، لتكون مرجعًا لكل ما يتعلق بمواضيع مزيج الطاقة الذي يتكون من جميع موارد الطاقة التقليدية، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة.

الطاقة المتجددة

وتعتمد أغلب الدول المصدرة للنفط على أنواع الطاقة بقسميها الناضبة (الأحفورية) والمتجددة؛ إلا إنها ما زالت تعاني من عدم تنوع مصادرها ومزجها بالشكل الأمثل الذي يكفل استدامة الطاقة الناضبة لأطول مدة ممكنة من ناحية، وعدم هدر الطاقة المتجددة من ناحية ثانية. ويعني هذا أن استخدام الطاقة المتجددة أو المزيج البسيط للطاقة توجه ضروري لتلك الدول المصدرة للنفط، لأنه سيحقق مزايا عدة، من أهمها تحقيق الاستقرار المالي، والتخفيف من الضغط على الطاقة الناضبة، واستمرارها لأطول مدة ممكنة، وتقليص التلوث البيئي الناجم عن زيادة استهلاك الطاقة الناضبة، بالإضافة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين الأجيال الحالية والمستقبلية.

رؤية السعودية 2030 والطاقة المتجددة

وتنص رؤية المملكة 2030 -التي أطلقتها قبل نحو أربع سنوات- على استخدام مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة، في الشبكة الكهربائية ومزيج الطاقة، بدلاً من حرق النفط لتوليد الكهرباء؛ وذلك في وقت تشهد فيه السعودية نموًا متزايدًا في الطلب على الكهرباء والمياه المحلاة بمعدل نمو سنوي قدره 6.7 بالمئة، ويتوقع أن يبلغ الطلب على الكهرباء في المملكة أكثر من 120 جيجاواط بحلول العام 2032، ويؤدي ذلك إلى استهلاك قسم كبير من إنتاجها من النفط الخام في إنتاج الكهرباء، يقدر بنحو 3.8 ملايين برميل يوميًا مع استهلاك الصناعة والنقل وتحلية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى استهلاك معظم النفط الذي تنتجه السعودية البالغ نحو 10.5 مليون برميل يوميًا.

وتحرق السعودية نحو 700 ألف برميل يوميًا في المتوسط من النفط المستخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء اللازمة لمكيفات الهواء في أشهر الصيف الحارة من مايو/أيار إلى أغسطس/آب، وشرعت في إعادة هيكلة قطاع الطاقة في إطار خطتها الحكومية الطموحة: رؤية 2030. ويعد التركيز على مشاريع الطاقة المتجددة دعامة هذا التحول؛ حيث سيساعد ذلك في تطوير القطاع الخاص، وخلق الآلاف من فرص العمل لمواطنيها.

ويمثل البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي أطلقته السعودية خلال العام 2017 ضمن خطتها في هذا الخصوص، برنامجاً طويل المدى متعدد الأوجه، ومصممًا لتحقيق التوازن في مزيج الطاقة الكهربائية، والوفاء بمساهمات السعودية الطوعية، والمقررة وطنيًا لتجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى؛ التزامًا مع رؤية 2030. ويهدف البرنامج إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية في المملكة، إذ تخطط لإنتاج 10 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة في السنوات القليلة المقبلة، وتشمل خطتها تطوير 30 مشروعًا لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول العام 2023، لتوليد 9.5 جيجاواط إضافية منها، وتخطط لاستثمارات في هذا المجال تقدر بنحو 30 إلى 50 مليار دولار.

The post السعودية تتجه إلى الاعتماد على مزيج طاقة يتضمن حصة أكبر من الطاقة المتجددة appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً