هدنة السودان هشة لا تلبث أن تبدأ حتى تخترق.. تبادل الاتهامات مستمر

ما إن تبادلت الأطراف السودانية المتنازعة الاتهامات بخرق هدنة وقف إطلاق النار بعيد مضي ساعات قليلة على تنفيذها، حتى تعالى صوت دوي الرصاص واشتعلت نيران المواجهة بيت الطرفين ثانية.

فقد دوت الانفجارات وسمعت في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، وتحديدا حول مقر الجيش والقصر الجمهوري.

تبادل الاتهامات

وبدأ الطرفان تبادل الاتهامات بخرقها ليقذف كل منهم كرة الاتهام في ملعب الآخر رغم الجهود الأممية والدولية المكثفة والدعوات للالتزام بها.

واتهمت قيادة قوات الشرطة السودانية الدعم السريع بخرق الهدنة بعيد بدئها، موضحة أن الأخيرة أدخلت مسلحين إلى وزارة الداخلية وإدارة شرطة المرور.

كما نفى الجيش السوداني مسؤليته عن الهدنة الهشة، مركداً في بيان له أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بها.

كذلك اتهمها بشن هجمات على مواقع استراتيجية من محيط المطار ومبنى القيادة العامة.

حرب البيانات مستمرة أيضاً


بالمقابل، وجّهت قوات الدعم السريع اتهامات مماثلة لقوات الجيش، مؤكدة أن الأخيرة خالفت القانون الدولي الإنساني، وقواعد الاشتباك، وخرقت الهدنة المتفق عليها بوساطة دولية.

اقتتال عنيف

يشار إلى أن السيطرة على مواقع هامة باتت تعد انتصارا كبيرا قد يحسم بقية المعارك في المواقع الأخرى وفقا لخبراء.

وتبقى الاتهامات متبادلة وسط تضارب كبير في الروايات بين الجانبين.

وكان الطرفان أعلنا موافقتها على هدنة جديدة دخلت حيز التنفيذ لمدة 24 ساعة وبدأت من الساعة السادسة من مساء اليوم وتنتهي بتمام الساعة السادسة من مساء غد الخميس – بالتوقيت المحلي- وذلك بغرض تيسير النواحي الإنسانية على أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة.

مخاوف من انهيار الدولة


كما وافقت قوات الدعم السريع على نفس الهدنة، مؤكدة التزامها التام.

يذكر أن الاقتتال العنيف بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد كان انطلق الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.

لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقاً في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.

إلا أن مصادر مطلعة كانت أكدت لـ”العربية/الحدث” سابقاً أن الطرفين بدآ بالتحشيد العسكري قبل أسابيع.

شاهد أيضاً