ضرر البدانة يفوق المتوقع

تحذر دراسة حديثة نشرت بالمجلة العالمية لعلم الأوبئة من أن الآثار الصحية السالبة للبدانة ما زالت لا تأخذ القدر الكافي من الاهتمام ما يعرض حياة الكثيرين للخطر.
تتميز الإجازات والمواسم بالتفاف الأقارب وتواصل الأصدقاء ما يزيد شهية الشخص لتناول الأطعمة وبالرغم من الجانب النفسي الصحي لتلك الاجتماعات، إلا أنه يجب الانتباه إلى كمية الأطعمة التي تزيد من الوزن وربما تؤدي مع مرور الوقت إلى البدانة التي ينظر البعض إلى ضررها الصحي على أنه تهويل وأن الأمر ليس بتلك الدرجة، فيما يرى البعض أن زيادة الوزن ولكن دون حد البدانة جيد للصحة وهو مفهوم أثبتت خطأه دراسات سابقة.
وتقول دراسات أخرى، إن مؤشر كتلة الجسم الأفضل الذي يرتبط بتراجع خطر الوفاة هو ما بين 18.5 و25 كيلوجراماً/ متر مربع، ولكن العلماء لم يقتنعوا بذلك لأن العوامل الأخرى كالتدخين أو المراحل الأولية من الإصابة بالأمراض يمكن أن تخفض مؤشر كتلة الجسم وتزيد خطر الوفاة؛ وفي الدراسة الحديثة والتي قام بها باحثون من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة سعى الباحثون إلى تقييم العلاقة السببية بين مؤشر كتلة الجسم وبين خطر الوفاة من خلال دراسة السجلات الصحية لأكثر من 32,000 من الأمهات مع أطفالهن وقرابة 28,000 من الآباء مع أطفالهم ويرتبط الوزن بينهم بسبب العوامل الوراثية واختار الباحثون الآباء مع أطفالهم لأن الأطفال لا يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم متأثراً بالأمراض التي ربما يعانيها الآباء، وبعد تحليل البيانات ودراسة مؤشر كتلة الجسم للأطفال اكتشف الباحثون أن التأثير الضار لمؤشر كتلة الجسم المنخفض كان قليلاً، أما التأثير الضار لارتفاع مؤشر كتلة الجسم كان أكثر مما وجدته الدراسات السابقة، ويشير ذلك إلى أن التأثيرات الضارة لزيادة الوزن كانت أقل أهمية في الدراسات السابقة، ويدعم في الوقت ذاته النصح بأن يحافظ الشخص على مؤشر كتلة الجسم لديه ضمن المدى المذكور سابقاً.

وتؤدي للإصابة بالسرطان

يسبب مرض السرطان الكثير من الإزعاج والخوف للأشخاص، فهو من الأمراض المجهدة والمكلفة والمدمرة للصحة، كما أنه يؤدي إلى وفاة العديد من المصابين به، وتسعى الدراسات الحديثة لمعرفة كل ما يحيط بهذا المرض ومسبباته، وفي هذا الشأن توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى وجود ارتباط بين أمراض السرطان وارتفاع معدل الوزن، وخاصة بين كبار السن أو في مرحلة التقدم في العمر، التي غالباً ما يصحبها زيادة تدريجية في الوزن، وبعض الكبار يصبحون من البدناء مع الوقت، وهو ما يزيد من فرص الإصابة بمرض سرطان المريء والمعدة.
قام فريق من الباحثين الأمريكيين بتحليل معلومات 411 ألف شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 52 إلى 72عاماً، وسجل الباحثون الأوزان والطول في بداية الدراسة وأيضاً في عمر 21 وكذلك في سن 52 عاماً، وخلال البحث أصيب 635 شخصاً منهم بسرطان المريء و420 بسرطان في أعلى المعدة، وعند مقارنتهم بالأشخاص المحافظين على الوزن الطبيعي مع تقدم العمر، تبين أن من تخطوا الوزن الطبيعي في سن 21 عاماً أصيبوا لاحقاً بسرطان المريء وأعلى المعدة بنسبة تراوحت بين 58 إلى 80%، واكتشفوا أن من ارتفع وزنهم من 14 إلى 21 كيلوجراماً في مرحلة الحداثة وأصبحوا بدناء في عمر 52 عاماً، ارتفعت لديهم فرص الإصابة بهذه الأمراض بمقدار حوالي 3 أضعاف.
تؤكد نتائج هذا البحث تأثير زيادة الوزن في مراحل العمر المختلفة في الإصابة بالأمراض الجسيمة، ويرجح العلماء وجود آليات معينة تظهر مع زيادة الوزن تزيد من فرص الإصابة بهذه الأمراض، فمن المعروف علمياً أن الوزن الزائد يحفز حدوث المشاكل الصحية الناجمة عن مشكلة الارتجاع المريئي على المدى البعيد، والتي تؤدي إلى هذا المرض بالإضافة إلى تغير معدلات الهرمونات الجنسية مثل الأستروجين والتستوستيرون، كما تزيد من معدلات هرمون الأنسولين في الدم، والذي يسبب حدوث التهابات في الجسم، وهي من عوامل تحفيز ظهور هذا المرض، ويشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة كشفت مدى خطورة زيادة الوزن التدريجي مع تقدم السن، ولكنها تحتاج إلى بحوث أخرى تعضد هذه النتائج، وتقود هذه الدراسة إلى أهمية النظام الغذائي الصحي، والقيام ببعض التمارين والابتعاد عن تناول الدهون والسكريات، من أجل الحفاظ على معدل الوزن الطبيعي.

شاهد أيضاً