حرب بيانات بين طرفي الصراع في السودان

نعتت الأحداث الدائرة في السودان في الساعات الأخيرة بحرب البيانات بين طرفي الصراع، فيما تناقلت أنباء عن حشد للقوات من طرفي الصراع في محيط التلفزيون بالخرطوم.

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية أنها ماضية في طريقها لحسم ما سمتها معركة الشعب مع من أسمتهم أذيال النظام البائد وكتائب الظل والمجاهدين التي تختبئ خلف طغمة انقلابية من قيادات القوات المسلحة.

وأكدت قوات الدعم السريع عبر حسابها في تويتر أنها حققت انتصارات وصفتها بالكاسحة عقب المعارك التي خاضتها يومي السبت والأحد.

ونتج عنها السيطرة على مقر القوات البرية وبرج وزارة الدفاع والقصر الجمهوري ومحيطه إضافة للسيطرة على رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية فضلا عن الاستيلاء على أكثر من مائتي دبابة وإسقاط عدد ثلاث طائرات مقاتلة.


كما أضاف بيان الدعم السريع أنه تم أسر وانضمام العشرات من كبار ضباط وضباط صف القوات المسلحة وأشارت قوات الدعم السريع إلى أنها تدعم العملية السياسية التي ستقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي.

الجيش السوداني: بيان الدعم السريع مليئ بالأكاذيب

بالمقابل، قال الجيش السوداني للعربية، إن بيان الدعم السريع مليئ بالأكاذيب نافيا أن تكون قواتهم دخلت إلى وزارة الدفاع أو سيطرت على مقر القوات البرية.

كما أشار الجيش السوداني للعربية أنه لا توجد أي سيطرة لقوات الدعم السريع على دبابات الجيش ولم يتم إسقاط طائرات مقاتلة.

أظهرت لقطات ليلية عربات مصفحة ودبابات يقال إنها عمليات تمشيط في محيط مقر اليادة العامة بالخرطوم.

وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع انشقاقه عن قوات الدعم وتجديد ولائه للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية التي سبق وعمل تحت رايتها.

مطار مروي أيضا محل تضارب

مطار مروي العسكري كان محل تضارب هو الآخر بين الجيش السوداني والدعم السريع، فقد أعلن الجيش السوداني السيطرة على مطار مروي العسكري، وعلى قيادة قطاع كردفان.

وكان مراسل العربية قد أفاد في وقت سابق أن الجيش السوداني انتشر في محيط قاعدة مروي شمال السودان بعد انسحاب قوات الدعم السريع، حيث نشر عناصر من الجيش السوداني مقطع فيديو يوثق دخولهم قاعدة مروي العسكرية.

في المقابل وقبل ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها هي الأخرى على مطار مروي.

الأسباب الأعمق لهذا التوتر

منذ تفجر الأزمة التي بدأت بعد التحشيد العسكري الذي نفذته “الدعم السريع” في مناطق بمروي في الولاية الشمالية قريبة من القاعدة العسكرية الجوية بدأت التساؤلات تطفو إلى السطح حول الأسباب الأعمق لهذا التوتر.

ولايزال التوتر سيد الموقف في السودان، خيوط الخلافات بين مكونين عسكري ومدني، فتحت باب التساؤل حول الأسباب الأعمق لهذا التوتر، وتقود في نهايتها لمارس الماضي، وخلاف ورشة الإصلاح الأمني والعسكري.

الورشة التي اختتمت حينها وسط تغيب قادة الجيش، شهدت خلافات نشبت بين ضباط الجيش المشاركين في ختام ورشة الإصلاح الأمني والعسكري وقادة قوات الدعم السريع.

وأبرز نقاط الخلاف كان صياغة التوصيات الأخيرة للورشة، التي تتطرق لإصلاحات أمنية أبرزها مسألة دمج قوات الدعم السريع مع الجيش وتواريخ الدمج. وتفاصيل الرتب.

حيث طالبت ورقة الجيش بحصر دمج قوات الدعم السريع خلال الفترة الانتقالية التي حددها الاتفاق الإطاري 24 شهرا.

ووضع ترتيبات أمنية للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان وفق جداول زمنية محددة.

كما تحدد ورقة الجيش ضوابط ومعايير قبول التحاق ضباط قوات الدعم السريع. وتسرح من تم تعيينهم بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وتقنين صلاحيات الدعم السريع، العسكرية والاقتصادية والسياسية.

من جهة أخرى الخلاف بين الدعم السريع والجيش ليس خلافا فنيا حول فترة دمج قوات الدعم السريع والتي تطالب الأخيرة بأن تكون خلال 10 سنوات بل هو خلاف سياسي، بسبب تقاطع مواقف قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي تجاه العملية السياسية والتحالفات المستقبلية، خاصة وأن الدعم السريع نص بتوصياته خلال ورشة الإصلاح الأمني على مراجعة وتطوير العقيدة العسكرية ونأي المؤسسة العسكرية عن التدخل في السياسة.

لكن الصراع بين الأمبراطوريتين العسكريتين أعمق من مجرد اختلاف على عملية دمج القوات، فمصادر مقربة من البرهان ودقلو، كشفت بأنهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات.

شاهد أيضاً