تواصل معارك باخموت الشرسة.. وروسيا تبدأ تدريبات تشمل صواريخ باليستية عابرة للقارات

يوم جديد من العمليات القتالية تشهده الجبهة الروسية الأوكرانية، اليوم الأربعاء، حيث تخوض القوات الروسية معارك شرسة من أجل السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية، فيما يقاوم الجيش الأوكراني الدب الروسي بدعم عسكري من الغرب. وتستمر المعارك في محيط مدينة باخموت الاستراتيجية التي شهدت مواجهات ضارية لأشهر وباتت عقبة أمام تقدم القوات الروسية في المناطق المجاورة.

وفي آخر التطورات، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إن القوات الاستراتيجية الصاروخية الروسية بدأت تدريبات مقررة تشمل أنظمة صواريخ “يارس” النووية الباليستية العابرة للقارات. وأضافت في بيان عبر تطبيق “تليغرام”: “شارك في التدريبات أكثر من ثلاثة آلاف فرد عسكري، وحوالي 300 قطعة عتاد في المجمل”.

صاروخ يارس (نقلا عن وسائل الإعلام الروسية)

صاروخ يارس (نقلا عن وسائل الإعلام الروسية)

يشار إلى أن “إر إس – 24 يارس”، هي منظومة استراتيجية مزودة بصواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وهي تعديل محدث لمنظومات “توبول-إم”. وإحدى الخصائص الرئيسية لصاروخ “يارس” هي مداه البالغ 12000 كلم، ما يسمح بإصابة أبعد المواقع في العالم. وبالإضافة إلى ذلك تصل سرعة الصاروخ إلى 14 ماخ، ويمكن أن تعادل قوته التفجيرية الإجمالية مليون طن.

هذا ولأول مرة منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير من العام الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن دفاعاتها الجوية اعترضت قنبلة ذات قطر صغير يتم إطلاقها من الأرض GLSDB أميركية الصنع.

قنبلة ذات قطر صغير يتم إطلاقها من الأرض GLSDB أميركية الصنع (وسائل الإعلام الروسية)

قنبلة ذات قطر صغير يتم إطلاقها من الأرض GLSDB أميركية الصنع (وسائل الإعلام الروسية)

وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إنه “تم اعتراض ثماني عشرة قذيفة من راجمات الصواريخ “هيمارس” وصاروخ موجه من نوع GLSDB. يذكر أن قذائف GLSDB بعيدة المدى، التي يبلغ مداها 150 كم، تضمنتها حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي أعلنت الولايات المتحدة عنها في بداية فبراير الماضي. ويرى الخبراء أن قذيفة GLSDB تشكل تهديدا خطيرا لأنه يصعب اكتشافها واعتراضها.


من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد المعلومات عن اعتراض القوات الروسية قذيفة GLSDB أميركية موجهة في أوكرانيا. وقال كيربي خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، إن واشنطن “قد وعدت بتقديم قذائف من هذا النوع لأوكرانيا، ولكن لمعرفة عددها وأين موجودة الآن يجب التوجه باستفسار إلى البنتاغون”.

يأتي ذلك فيما زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلدتين بشمال البلاد وخنادق لقوات حرس الحدود قرب روسيا، أمس الثلاثاء، في أحدث محطاته خلال جولة إقليمية يزور خلالها مناطق قرب خط المواجهة.

وأظهرت لقطات مصورة نشرها مكتب زيلينسكي أنه يزور سومي، المنطقة السادسة التي يزورها في أسبوع مع زيادة التوقعات بشن هجوم أوكراني مضاد. وسار زيلينسكي مع قادة حرس الحدود عبر خندق عميق في موقع وسط أشجار في سومي لم يُكشف عنه، بينما تراقبه عن كثب قوات بزي القتال.


كما زار بلدتي أوختيركا وتروستيانتس، اللتين طردت منهما قوات روسية كانت قد سيطرت على أجزاء من منطقة سومي لمدة شهر تقريباً في بداية الحرب في فبراير العام الماضي.

ويدور قتال عنيف على طول الجبهة الشرقية منذ شهور، وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الأسبوع الماضي إن هجوما أوكرانيا مضادا قد يُشن “قريبا جدا”، وهو الأمر الذي استبعده زيلينسكي في تصريح منفصل نظراً لنقص الذخيرة، داعياً القوى الغربية للتسريع في تسليم كييف أسلحة جديدة.

وبالنسبة إلى الكرملين، تُعتبر إمدادات الأسلحة الغربية دليلاً على أن الأوروبيين والأميركيين يشنّون حربا بالوكالة ضد روسيا، مبرّراً بالتالي عدم قدرة قواته على هزيمة جارتها عسكرياً.

وردّاً على هذا الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، أعلنت روسيا نيّتها نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، حليفتها الكبيرة المجاورة لأوكرانيا وذلك رغم الاحتجاجات الغربية.

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير 2022، اضطرت روسيا للانسحاب من شمال أوكرانيا وتخوم العاصمة كييف (مارس 2022) ثم من شمال شرق البلاد (سبتمبر 2022) وأخيراً من خيرسون الجنوبية.

ومنذ ذلك الحين، ركّز الجيش الروسي ومجموعة فاغنر المسلّحة العمليات في الشرق، خصوصاً في باخموت وأفدييفكا، وحقّقا بعض المكاسب لكنّهما لم يتمكّنا حتى الآن من احتلال المدينتين.

شاهد أيضاً