– مريم المهيري: “تعزيز أمن وسلامة واستدامة الغذاء أولوية استراتيجية لدولة الإمارات” .
– داوود الهاجري: “المؤتمر يرسّخ مكانة دبي منصةً عالميةً في مجال سلامة الغذاء والأمن الغذائي” .
دبي في الأول من نوفمبر /وام/ انطلقت اليوم (الثلاثاء)، أعمال الدورة السادسة عشرة من “مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية” الذي تنظمه بلدية دبي ويستمر حتى الثالث من نوفمبر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار “توجهات مستقبلية نحو سلامة الأغذية والأمن الغذائي” بمشاركة ما يزيد على 60 متحدثاً من المتخصصين والأكاديميين وجهات البحث العلمي والمنظمات العالمية في قطاع الأغذية والسلامة الغذائية، وأكثر من ثلاثة آلاف مشارك من الخبراء والمهتمين بالشأن الغذائي العالمي.
وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة: “عملت الجهات الحكومية المعنية خلال العقود الماضية على تحقيق أعلى درجات السلامة الغذائية، للمساهمة في الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز مكانة الدولة، كمركز ريادي ودولي لتجارة الأغذية وتعزيز ثقة المستهلكين من خلال منظومة متكاملة من الجهود على رأسها؛ تطوير سياسات وتشريعات وأنظمة، تضمن توريد وتداول منتجات غذائية آمنة وسليمة، وتسهيل التجارة الحرة في السلع والمواد الغذائية استيراداً وتصديراً وتسويقاً ضمن معايير السلامة المتبعة بالدولة.. ويأتي ذلك تعزيزاً لأمن وسلامة واستدامة الغذاء الذي يعدُّ أولوية استراتيجية لدى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، بما يضمن مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة”.
وأضافت معاليها: “كثفت وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع شركائها، جهودها لتعزيز أمن وسلامة الغذاء وتحقيق استدامته واستمرارية سلاسل التوريد والإمداد. وعملت على ثلاثة مسارات رئيسية، هي زيادة الإنتاج المحلي، وتفعيل الشراكات مع الدول المصدرة وتسهيل الحركة عبر المنافذ الحدودية، إضافةً إلى تعزيز منظومة السلامة الغذائية ورفع معدلات التوعية المجتمعية بآلياتها ومتطلباتها”.
وقال سعادة داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: ” المؤتمر يجسد مكانة وريادة دبي منصة عالمية في مجال سلامة الغذاء والأمن الغذائي، ويعكس اهتمامها بهذا القطاع الحيوي وضمان مقومات أمنه، كمحورٍ استراتيجي يحظى بمتابعة مستمرة من قيادتنا الرشيدة، وذلك لأهميته ضمن قائمة أهداف التنمية المستدامة لإمارة دبي، وسعيها إلى تحقيق أعلى مستويات التميز في هذا المجال، بما يكفل أفضل النظم الغذائية المستدامة، التي تسهم في تعزيز جودة الحياة والرفاهية لأفراد المجتمع، ورفع مستويات ومؤشرات السلامة والصحة لديهم”.
وأضاف سعادته: “يأتي اختيار شعار الدورة السادسة عشرة للمؤتمر “توجهات مستقبلية نحو سلامة الأغذية والأمن الغذائي”، انطلاقاً من دراسة المتغيرات الحالية التي يمر بها قطاع الأغذية إقليمياً وعالمياً، والتي استدعت الحاجة إلى مناقشة مستقبل الجهود الساعية لضمان سلامة الأغذية والأمن الغذائي، وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في استحداث حلول مستدامة تضمن أعلى مستويات السلامة الغذائية، إضافةً إلى عرض أفضل الممارسات في تنفيذ السياسات الغذائية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً”.
وتهدف الدورة الحالية من المؤتمر إلى التعرّف على التوجهات المستقبلية في مجال تحقيق سلامة الأغذية على طول سلاسل الإمداد الغذائي، وأهم الحلول المبتكرة لتطبيق نظم سلامة غذائية مبنية على تحليل المخاطر، واتباع التقنيات الحديثة من الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والميتافيرس، في ابتكار حلول مستدامة وتطوير أنظمة غذائية عالمية.
و يناقش الحدث التوجهات المستقبلية في تطبيق أعلى معايير سلامة الغذاء، بما يتماشى مع استراتيجيات الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً، وآخر تطورات السياسات والتشريعات المحلية والإقليمية والدولية في هذا المجال، والاستخدام الأمثل لها لتحقيق سلامة واستدامة الغذاء.
يتضمن المؤتمر العديد من الندوات وورش العمل المتخصصة وتشمل دور التكنولوجيا المتقدمة في اتخاذ القرارات وتعلم “الميتافيرس”، وتبادل أفضل الخبرات في مجال الصناعات الغذائية، وثقافة سلامة الغذاء، واستعراض أفضل الممارسات في تنفيذ السياسات الغذائية.
و تتناول الندوات وورش العمل دور الابتكار والبحث والتعلم في مختبرات الأغذية، وسلامة واستدامة المواد الملامسة للأغذية، وبناء المرونة في أنظمة إدارة سلامة الأغذية، والتوجهات المستقبلية لأنظمة الغذاء في العالم.
إلى جانب ذلك، يناقش المؤتمر في أجندته مفهوم الصحة الواحدة، الذي يشتمل على نهج متكامل وموحد، يهدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتعزيز صحة الناس والحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها، والنُظم البيئية المحيطة.
ويناقش أيضا رصد مخاطر الملوثات الكيميائية على الغذاء، والحدود القصوى لمتبقيات المبيدات في الأغذية، إضافةً إلى تبادل أفضل الممارسات التي تضمن انسيابية حركة نقل الأغذية حول العالم.
وتستعرض بلدية دبي ضمن منصتها في المؤتمر عدداً من البرامج في مجال سلامة الأغذية، تشمل برنامج ميتافيرس لسلامة الغذاء، وهدفه تأهيل وتمكين متداولي الأغذية في المؤسسات الغذائية لاتباع أفضل ممارسات السلامة، عبر التعلم المستمر من خلال تكنولوجيا الميتافيرس.
وتستعرض منصة البلدية أيضا عدداً من الأنظمة الرقمية المتخصصة في مجال الأغذية، منها، منصة فودووتش “Food Watch”، المنصة الرقمية المتطورة لسلامة الغذاء والتغذية، والتي تعكس أهداف بلدية دبي الرامية لجعل دبي المدينة الأكثر صحة وسعادة واستدامة.
و تضم المنصة كذلك عرضاً لنظام التفتيش الذكي “FSIS- Food Smart Inspection System”، الذي يهدف إلى تقييم مستوى الامتثال لمعايير واشتراطات السلامة الغذائية في المؤسسات الغذائية، حيث يتبع مبدأ الشفافية وأتمتة عملية التفتيش، وإصدار التقارير والتقييم وإرسالها تلقائياً إلى إدارة المؤسسات الغذائية.
وتعرض البلدية كذلك تجربة مختبر فحوصات الأغذية المتنقل الذكي، وقدرته على فحص العينات الغذائية الجاهزة في فترة قياسية تصل إلى يوم واحد فقط، بهدف الحد من انتشار حالات التسمم الغذائية، وضمان جودة المنتجات الغذائية في الإمارة. وقد وقّعت بلدية دبي والجمعية الدولية لعلوم تشريعات الأغذية “GFORSS” بكندا، مذكرة تفاهم خلال اليوم الأول من المؤتمر، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل بين الطرفين، وتحقيق تعاون مثمر في مجال تبادل الخبرات المتعلقة بفحص الأغذية مع مشاركين من مختلف دول العالم، وذلك للاستفادة من أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، بما يسهم في إنشاء قاعدة بيانات علمية متخصصة لاختبارات الغذاء.
و اتفق الطرفان على إنشاء مركز أبحاث متخصص في علوم الغذاء في مختبر دبي المركزي التابع للبلدية، بغرض نشر المعرفة، وتدريب وتمكين العاملين في مجال مختبرات الغذائية، وعلوم التشريعات الغذائية، وتعزيز الاستفادة من تجارب الطرفين في مجال تدريب وتطوير قدرات وكفاءات العاملين في مختبرات الغذاء.
و على هامش المؤتمر، تستعد بلدية دبي لإطلاق مبادرة المسار الأخضر “Green Channel Initiative”، والتي ستسهم في تسهّيل انسيابية الإفراج عن الشحنات الغذائية المستوردة للسوق المحلي عبر منافذ الدخول في إمارة دبي، وذلك بعد مراجعة وتدقيق طلب استيراد الشحنة إلكترونياً، وفقاً للاشتراطات والمعايير الخاصة بالمنتج الغذائي المستورد، وبلد المنشأ، وبعض المعايير الخاصة بالشركات المستوردة.