الموت بالرصاص أو المرض.. أطباء السودان يحذرون

وسط التحذيرات الأممية من كارثة صحية وإنسانية في السودان، مع تواصل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، للأسبوع الثالث على التوالي، رغم الهدن، جددت نقابة أطباء السودان تحذيرها من الأوضاع المأساوية.

وقال سكرتير النقابة عطية عبدالله عطية، في مقابلة مع العربية/الحدث، اليوم الأربعاء، إن “طرفي النزاع يضعان السودانيين أمام خياري الموت بالرصاص أو بالمرض.

مرضى توفوا في منازلهم


ممرات آمنة

كما شدد على ضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المعونات الطبية.

ونبه إلى أن أكثر من 12 ألف مريض معرضون للموت بسبب الأوضاع الصحية.

كما أشار إلى وجود تقارير عن وفاة مرضى في منازلهم، بسبب عدم توفر العناية الطبية.

وكانت النقابة أكدت سابقا أن ما يحدث بحق القطاع الصحي في البلاد جريمة إنسانية، مؤكدة أن كل المستشفيات العامة في الخرطوم توقفت عن العمل.

من أحد المستشفيات في دارفور (فرانس برس)

من أحد المستشفيات في دارفور (فرانس برس)

على شفا كارثة

وكانت الأمم المتحدة حذرت مرارا وتكرارا خلال الأيام الماضية من أن البلاد على شفا كارثة حقيقية، منبهة إلى وضع القطاع الصحي، فضلا عن مسألة النزوح الكثيف. وأعلنت أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية تلك الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.

فيما أوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط، أحمد المنظري، أن الأزمة الصحية التي كان يعانيها البلد قبل اندلاع القتال تحولت حاليا إلى “كارثة بكل معنى الكلمة”.

مستشفيات خارج الخدمة


وأضاف أنه حتى قبل المعارك الأخيرة “مرّ النظام الصحي السوداني كما هو معروف بسنوات من الأزمات المختلفة، ما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي، بكل ما تعنيه الكلمة من حيث البنى التحتية، أي المستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية بمختلف مستوياتها في عموم البلاد”، لافتاً إلى أن الصراع واندلاع القتال فاقم الوضع سوءاً.

وما زاد الوضع تفاقماً هو أنّ أعمال العنف والنهب لم تستثنِ المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله.

يشار إلى أنه منذ اندلاع القتال بين القوتين العسكريتين، في 15 أبريل الماضي، خرج ما يقارب الـ 40 مستشفى ومرفقا صحيا في العاصمة وحدها من العمل. فيما حصدت الاشتباكات نحو 500 قتيل و5000 جريح حتى الآن، في حصيلة يتوقع أن تكون أعلى بكثير.

شاهد أيضاً