السودان.. طرفا القتال يوافقان على تمديد الهدنة لـ72 ساعة

أعلن الجيش السوداني مساء اليوم الأحد، موافقته على تمديد الهدنة الإنسانية 72 ساعة “بناء على وساطة سعودية أميركية”، بحسب ما جاء في بيان له.

وأعرب الجيش السوداني عن أمله بأن تلتزم قوات الدعم السريع بالهدنة رغم تأكيه “رصد محاولة هجوم على بعض المواقع”، وشدد على جهوزيته “للتعامل مع أي خروقات” للهدنة.

وفي وقت سابق من اليوم الأحد، كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت تمديد أجل الهدنة الإنسانية لـ72 ساعة، اعتباراً من منتصف الليلة. وأضافت بالقول: نجدد التزامنا الصارم بالهدنة الإنسانية والوقف الكامل لإطلاق النار، مشيرة إلى تصديها لهجمات متكررة من الجيش خلال أيام الهدنة.

وفي غضون ذلك أعلنت سلطات الطيران المدني السوداني تمديد إغلاق المجال الجوي باستثناء طائرات الإجلاء والمساعدات.

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي اليوم الأحد في منتصف الليل (22:00 غرينتش).

وصباح الأحد، تصاعدت أعمدة الدخان من وسط العاصمة السودانية الخرطوم، فيما تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان. وكانت الخرطوم شهدت غارات جوية وإطلاق نار متقطعاً رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال، وسط تحذيرات من تطور القتال لحرب أهلية.

وقد أظهرت صورا متداولة حريق في فرع لبنك السودان المركزي، وسط استمرار الاشتباكات في منطقتي المهندسين وصالحة بالخرطوم، بحسب مراسل “العربية” و”الحدث”. وفاد مراسلنا بسماع دوي الانفجارات وتبادل إطلاق النار في محيط القيادة العامة بالجيش، وأن وحدات من الجيش تقوم بعمليات تمشيط في منطقة حلفايا بالخرطوم بحري.

وقد غرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف أبريل الصراع الدامي بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وقد أوقعت الحرب مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما نزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.

في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لاستمرار القتال فيما “ينهار البلد”، حسب ما قال في تصريح لقناة “العربية”.

ويعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.


وأعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن 70% من المرافق الصحية في المناطق القريبة من مواقع القتال باتت خارج الخدمة والعديد منها طاله القصف.

وتبادل الجنرالان المتصارعان، الاتهامات عبر وسائل الإعلام. والسبت، دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير، وهو وسيط تاريخي في السودان، الجنرالين إلى إجراء “حوار مباشر بناء وملموس”.

وحضّهما أيضا على “عدم محاولة تعزيز مواقع”، علما بأن مراقبين عديدين لاحظوا أن أي هدنة لم تصمد لأن أيا من طرفي النزاع لا يريد أن يدع فرصة للآخر للتقدم أو استقدام تعزيزات.


وحذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، السبت، من أن النزاع في السودان قد يتفاقم إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم في حال لم يتم وضع حد له.

وإذا كانت الهدنة لم تضع حدا للمعارك، فقد سمحت للممرات الإنسانية بالبقاء مفتوحة.

في غرب دارفور، قتل 96 شخصا على الأقل منذ الاثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه “خطير”.

وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإضرام الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت إلى “وقف كل أعمالها تقريبا في غرب دارفور” بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.

وشهد إقليم دارفور حربا دامية بدأت في العام 2003 بين نظام البشير ومتمردين ينتمون إلى أقليات إثنية، ما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

شاهد أيضاً