إصدار النسخة الإنجليزية من كتاب “السراب” لمؤلفه جمال سند السويدي قريباً

ENN – من المقرَّر أن يدشن سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، الطبعة الأولى من كتابه “السرابباللغة الإنجليزية قريباً، عبر دور النشر الوطنية والعربية والأجنبية في مختلف دول العالم، ولاسيَّما بعد صدور الطبعة الخامسة من الكتاب باللغة العربية حديثاً.

full spread cover eng cropped

ويتناول كتاب “السراب”، الذي لاقى تقدير الأوساط العلميَّة والأكاديميَّة في العالم العربي، ظاهرة الإسلام السياسي وما  خلَّفته من مخاطر على المجتمعات العربية والإسلامية، عبر أربعة  أبواب رئيسية، تشمل مدخلاً وسبعة فصول وخاتمة، بالاعتماد  على المنهج العلميِّ في تحليل فكرة “السراب السياسي”، الذي  يترتب على الوهم الذي تسوِّقه الجماعات الدينيَّة السياسيَّة  للعديد من شعوب العالمين العربي والإسلامي؛ وبخاصة بعد استغلال هذه الجماعات الدين الحنيف لمصالح سياسية أو شخصية، وإصرارها على تحميل الآخر مسؤولية التخلُّف الثقافي والحضاري للعرب والمسلمين، ويذهب العديد منها إلى تكفير مخالفيها في الرأي وقتلهم؛ ولذلك يسعى الكتاب إلى قرع جرس إنذار، وتوجيه صيحة تنبيه كي يفيق بعضهم من غفوتهم، أو انخداعهم بشعارات دينية برَّاقة، داعياً إلى استعادة دور العقل والاجتهاد والتفكير والتدبُّر، واتباع الدين الحقيقي الذي يحث المسلمين على هذه القيم الفاضلة.

وبقدر من التفصيل، استعرض سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مؤلف الكتاب، آليات العمل الخاصة بالجماعات الدينية السياسية، كتيار يستغل الدين لتحقيق أغراض سياسية ومصلحية، من واقع مساعي هذه الجماعات الدائمة نحو الوصول إلى الحكم والسلطة، حيث ركَّز على تعريف ظاهرة الإسلام السياسي وخصائصها، كما حلَّل أسباب انتشار الجماعات الإسلامية، وكيف أسهم الخلط الأيديولوجي بين الدين والدولة في بقائها بالمجتمعات العربية والإسلامية، في الوقت الذي نجح الغرب منذ قرون في إنهاء هذا الخلط عبر فصل الدينيِّ عن الدنيويِّ، وتكوين طبقات سياسية واقتصادية واجتماعية مستقلَّة. وتطرَّق المؤلف إلى أنواع الفكر الديني السياسي، والانتقادات التي يمكن توجيهها إلى هذا الفكر والجماعات المنضوية تحت لوائه، وإلى أدائها في الدول التي استطاعت الوصول إلى الحكم فيها.

Sarab Front cover eng

واستشرف سعادة الدكتور جمال سند السويدي مستقبل هذه الجماعات على  المديين القريب والبعيد، مؤكداً فشلها في وضع برامج ومشروعات وخطط متكاملة  على الصُّعُد كافة، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، وأن  منجزاتها لا تتجاوز الشعارات والعناوين الزائفة الدينية الطابع، والسياسية الهدف  والمحتوى، في ظل محدودية الفكر الإسلامي السياسي الذي حصر نفسه عقائدياً  في نطاق مؤسسيٍّ هو الخلافة، والعودة إلى السلف الصالح، من دون الأخذ في  الاعتبار معطيات الحياة العصرية والتطوُّرات الراهنة في مجالات الحياة كافة، وقد  استحضر المؤلف نماذج من حالات وصلت فيها إلى السلطة في العالمَين العربي  والإسلامي، لم تثبت في الواقع فشلها سياسياً واقتصادياً فقط، بل مدى خطورتها  أمنياً على هذه المجتمعات، مؤكداً أن فصل الدين عن السياسة يمثل عنواناً مهماً  وأساسياً من عناوين عملية التطوير والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في  العالمَين العربي والإسلامي.

ويتضمَّن الكتاب حالات تطبيقية عدَّة للجماعات الدينية السياسية، وهي جماعة  “الإخوان المسلمين”، و”السلفية”، و”التيار السروري”، والتنظيمات الجهادية. وحلَّل  المؤلف تجربة جماعة “الإخوان المسلمين” التي وصلت إلى الحكم في دول عربية،  حيث ناقش محاور عدَّة في تاريخ هذه الجماعة، وماهية أهدافها، ومنهجها، ووسائلها لتحقيق أهدافها، وأوضح أنها تمرُّ بأزمة غير مسبوقة في تاريخها بعد أن أثبتت عدم مقدرتها على قيادة الحراك الاجتماعي والديني في العالمَين العربي والإسلامي، ورأى أن فشل تجربتها في مصر يمثل انعطافة مهمَّة في مسيرة الجماعة، وربما يسدل الستار على تاريخها.

 

 

 

شاهد أيضاً