أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان

تعتبر أمراض السرطان كابوساً يؤرق حياة الأسر التي يصاب أحد أفرادها بهذا المرض الخطير، ومن الملاحظ انتشار هذه الأمراض بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وهو ما يحتاج إلى تحري الحقائق، وكشف الأسباب الخفية التي تؤدي إلى انتشار هذه الأورام الخبيثة.
يمكن أن يكون هناك تدخل كبير لنمط الحياة الحديثة في انتشار هذا المرض، بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد الجيدة، ومنها التعود على تناول الوجبات الخفيفة والجاهزة المليئة بالدهون السيئة وعديمة القيمة الغذائية.
يمكن أن تكون ظاهرة السهر طوال الليل والنوم نهاراً أحد الأسباب الخفية لهذا المرض، لأنه يقلب موازين الجسم الطبيعية ويفسد عمل الساعة البيولوجية للشخص، ومن ثم ارتباك الهرمونات داخل الجسم واضطراب عمل بعض الأجهزة، مما ينتج عنه تنشيط وتحفيز نشاط الخلايا السرطانية، وإيجاد فرص جيدة لانتشار وتكاثر هذه الأورام الصغيرة، وظهور ما يعرف بمرض السرطان.
وتوفر أجهزة الفحص الحديثة نتائج جيدة للكشف عن أمراض السرطان، من أجل وضع خطة العلاج في بداية المرض للحصول على درجات عالية من الشفاء، وتجنب الوقوع في مضاعفات هذا المرض الفتاك.
ونتناول في هذا الموضوع الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انتشار أمراض السرطان بالشكل الكبير في السنوات الأخيرة.

المعرفة للوقاية

يتميز الورم السرطاني بقدرته على الانتشار في مناطق بعيدة عن المكان الذي ظهر فيه، فيمكن لسرطان الجلد أن يصل إلى الكبد والرئة والدماغ والعظام، وهذه النقطة تجعله مختلفاً عن الأورام الحميدة، بالإضافة إلى اختلافات أخرى حسب نوع السرطان.
وتوجد الكثير من طرق وأساليب الوقاية من أمراض السرطانات، التي تعتمد على معرفة الأسباب الحقيقية والخفية التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الأورام، وذلك للابتعاد عن هذه المسببات والعوامل التي تنشط الخلايا السرطانية.
وترتبط الإصابة بأمراض السرطان بالكثير من العادات والتقاليد والممارسات الخاطئة وغير الصحية، والتي تتسبب مع مرور الوقت في حدوث هذه الأمراض السرطانية، يجب على الأشخاص معرفة كل هذه السلوكيات والعادات لتجنبها، كنوع من الوقاية من المرض.

الغذاء غير الصحي

كشفت بعض الدراسات الحديثة وجود ارتباط بين النظام الغذائي غير الصحي وبين الإصابة ببعض أنواع السرطانات، ومنها سرطان الثدي والقولون، ومن الملاحظ انتشار عادات الغذاء السيئة بين شرائح واسعة من المجتمعات.
ويلجأ الكثير من الشباب إلى تناول الأطعمة الجاهزة والخفيفة، التي تحتوي على كميات ضخمة من الدهون والشحوم المضرة، بالإضافة إلى افتقادها للعناصر الغذائية الضرورية والهامة للجسم، وهو ما يفتح الباب أمام نشاط الخلايا السرطانية التي تفضل الدهون والشحوم وتجعلها بيئة مناسبة لنموها وانتشارها.
كما يعتبر نمط الحياة الحديثة المعتمد على هذه الوجبات الجاهزة، مع قلة الحركة والكسل وانقلاب مواعيد النوم، والتوتر الزائد والمستمر والضغوط العصبية الدائمة، والإصابة بالبدانة من هذا النمط الحياتي، كلها عوامل تساعد على تحفيز ظهور بعض السرطانات.

بعض المهن

ويصاب الأشخاص الذين يعملون ببعض المهن بأمراض السرطان، ومنهم العمال في محطات البنزين، نتيجة زيادة امتصاص البنزين في الدم، ويصاب عمال المناجم بسرطان الأنف بسبب استنشاق بعض الغازات المضرة، وثبت أن تناول الكحوليات يزيد من فرص الإصابة بالسرطان، مثل سرطان البلعوم والحنجرة والفم والمريء والكبد.
كما يسبب الاحتكاك ببعض المعادن الموجودة في مواد البناء والإسكان الصناعية تحفيز حدوث السرطانات، أو على الأقل يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية تنتهي بظهور نوع من السرطان.
ويمثل الاسبستوس إحدى مواد البناء الضارة للغاية والتي تستخدم في عمل العوازل الداخلية والخارجية للصرف وفي تسقيف البيوت، وهي أحد المواد الخطرة المسببة للسرطانات والتي تصنف على أنها مسرطنة.
ويصاب العاملون في المصانع الذين يتعرضون للأبخرة الكيميائية بشكل مستمر ببعض أمراض السرطان، وهناك الكثير من الأبحاث التي أجريت على هذه المصانع وأثبتت وجود ارتباط بين أمراض السرطان التي أصيب بها العاملون وبين هذه المهن.

التلوث بكل مكان

يعد التلوث الذي يحيط بنا من كل مكان أحد أهم أسباب الإصابة بأمراض السرطان، فالتلوث انتشر في الهواء الذي نتنفسه وفي الماء الذي نشربه، وكذلك تغلغل التلوث إلى غالبية الأطعمة والنباتات والثمار، من خلال الكثير من الهرمونات سواء المنتشرة في الماء أو من خلال لحوم الحيوانات والطيور التي نتناولها.
ويمثل البلاستيك جانباً كبيراً من هذه الملوثات، ويستخدم البلاستيك الآن في كل تفاصيل حياتنا، في حفظ الأطعمة وحملها، وفي الأواني التي نستخدمها، وفي كل صغيرة وكبيرة، ويحتوي البلاستيك عموماً على مركبات ومواد لها دخل كبير في الإصابة بأمراض السرطان وتحفيز خلايا الورم على النشاط والانتشار.
الأدخنة عموماً وعوادم السيارات وزيادة معدل ثاني أكسيد الكربون في الهواء بشكل كبير، كل هذه العوامل تؤثر بدرجة كبيرة في صحة الأشخاص، وتظهر في صورة أورام سرطانية بعد فترة من التعرض لهذه الملوثات.

الإشعاع والشمس

ويعد التعرض للإشعاع والمواد المشعة من المسببات المباشرة للإصابة بأمراض السرطان، ويمكن أن تصل هذه الإشعاعات إلى الشخص من خلال طرق متعددة، مثل التعرض للعلاج الإشعاعي أثناء علاج أمراض السرطان.
ويتعرض المصابون بأمراض السرطان لخطة علاج تشمل الجانب الإشعاعي، ويصل المصاب إلى درجة الشفاء من هذه الأورام بشكل كامل، وفي نفس الوقت يمكن أن يتسبب هذا العلاج الإشعاعي في الإصابة بسرطان في مكان آخر، مما يستوجب عليه المتابعة المستمرة والدورية.
ويزيد التعرض للإشعاع النووي من فرص الإصابة بالسرطانات، وظهر ذلك بوضوح بعد أحداث هيروشيما وناجازاكي ومفاعل تشرنوبل النووي، حيث أصيبت أعداد كبيرة ممن تعرضوا لتلوث الإشعاعات النووية، وكذلك التلوث بالإشعاعات البيئية مثل غاز الرادون المشع والموجود في الطبيعة الناتج عن اليورانيوم وما حدث بسببه من سرطانات.
يتحرك الكثير من الأشخاص تحت أشعة الشمس نظراً لظروف العمل التي تفرض ذلك، وهذا التعرض المستمر يسبب الإصابة بسرطان الجلد، نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية المباشرة دون واق، بالإضافة إلى حروق الشمس للبشرة التي تحفز على نشاط الخلايا السرطانية.
ويقول الأطباء بعد التعرض لأشعة الشمس في الفترة من الساعة 9.30 صباحاً وحتى 3 عصراً، إن الأضرار تكون مباشرة وقوية في هذه الوقت بالتحديد.

الفيروسات والبكتيريا

وتزيد الالتهابات الفيروسية والبكتيرية من فرص الإصابة ببعض أنواع السرطان، ومنها فيروس الكبد الوبائي «سي» و«بي» واللذان يسببان الإصابة بسرطان الكبد في العديد من الحالات.
وتؤدي الإصابة بفيروسات الورم الحلمي، والتي يصل عددها إلى أكثر من 110 فيروسات إلى احتمالات حدوث السرطان، وكذلك تسبب الثآليل على الجلد أوراماًًًً حميدة يمكن أن تتحول إلى سرطانية، وأيضاً في الفم.
ويزيد فيروس ابشتاين بار من احتمالات حدوث السرطان الليمفاوي، كما أن فيروس نقص المناعة يؤدي إلى ظهور بعض السرطانات، وتقود بعض أنواع من البكتيريا والطفيليات مثل البلهارسيا إلى الإصابة بسرطان المثانة.
كما بينت بعض الدراسات أن عدم ممارسة الأنشطة البدنية والرياضة يمكن أن يكون أحد مسببات أمراض السرطان، وينصحون بأداء التمارين لمدة 3 ساعات على مدار الأسبوع، وذلك للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان، ويمكن الاعتماد على بعض الرياضات البسيطة مثل المشي السريع أو ركوب الدرجات والسباحة.

التدخين المسبب الرئيسي

تكشف دراسة جديدة أن التدخين يسبب حوالي 33 % من حالات الوفيات، وما يقرب من 88% من حالات سرطان الرئة، ويتعدى ضررها الرئتين ليصل إلى سرطان الدم والبنكرياس والكلى والمثانة وعنق الرحم، بالإضافة إلى سرطان الفم والعنق والمريء وسرطان المعدة والنخاع الشوكي.
وينصح الباحثون بالامتناع عن التدخين للوقاية من غالبية أنواع السرطانات، ويشمل التدخين الشيشة أو النرجيلة والتبغ والسجائر والسيجار، وتحتوي السجائر على أكثر من 3700 مادة مسرطنة،
وتوضح الدراسة أن التدخين هو المسبب الأول لمرض السرطان، والذي يؤدي إلى تدمير الرئتين، أهم عضو في جسم الإنسان، والتدخين من العادات السيئة التي تنتشر بين قطاعات كثيرة في المجتمع، وبين جميع الفئات والأعمار، وخاصة الشباب الذي يهدر صحته بسرعة، ويقود جسمه إلى المشاكل الصحية والضعف ثم الهلاك.
وتشير دراسة أخرى إلى أن العوامل الوراثية تسبب حوالي 12% من حالات أمراض السرطان، حيث تتوافر أسباب وراثية ترفع من فرص الإصابة في العائلة لأكثر من شخص، وفي أكثر من عضو في الجسم، والتي تسبب الإصابة بسرطان الدم الحاد ومتلازمة داون وغيرها من الأورام.
كما توضح الدراسة أن هناك دلائل وراثية تحتاج إلى أجراء فحص جيني لمعرفة احتمالات وجود الخلل، مثل الإصابة بالسرطان في عمر مبكر يصل من 20 إلى 30 سنة، كما يوجد بعض المؤشرات الوراثية التي تبين إمكانية إصابة الشخص بأكثر من نوع من هذه السرطانات وأيضاً لأكثر من شخص في العائلة الواحدة.

شاهد أيضاً