أزمة “مجموعة أداني” لها تداعيات سياسية طويلة المدى على الهند

قالت كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في ناتكسيس “Natixis”، غارسيا هيريرو، إن تداعيات اضطراب مجموعة أداني قد يكون لها تداعيات سياسية على الهند.

وأضافت، أنه بينما تؤثر قضايا حوكمة الشركات على البلدان على مستوى العالم، فإن الاختلاف في قضية مجموعة أداني بالنسبة للهند هو أنها “سياسية للغاية”.

ويؤكد هذا، وفقاً لـ “هيريرو”، بدأ المحكمة العليا في الهند تحقيقات في المزاعم حول “مجموعة أداني”.

كما يخضع المؤسس الملياردير الهندي غوتام أداني للتدقيق بعد مزاعم في يناير من البائع على المكشوف، شركة “هيندنبورغ ريسيرش” الأميركية، والتي وجهت اتهامات لمجموعة أداني بالاحتيال، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

بدورها، نفت “مجموعة أداني” ارتكاب أي مخالفات، لكنها لم تستطع إيقاف تراجع الأسهم والتي قضت على ما يقرب من 140 مليار دولار من القيمة السوقية من أكبر 7 شركات مدرجة تحت التكتل.

وقالت هيريرو إن مخاوف المستثمرين بشأن مشاكل الحوكمة في مجموعة أداني من المرجح أن تكون قصيرة الأجل.

ومع ذلك، قالت الخبيرة الاقتصادية إن التداعيات السياسية طويلة الأجل على الهند لا تزال غير واضحة، نظراً إلى العلاقات الوثيقة بين “أداني” ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، وما إذا كانت الاضطرابات ستضر بالزعيم الهندي على الصعيد السياسي.

وقد تزداد الصورة تعقيداً بسبب رئاسة الهند لمجموعة العشرين هذا العام.

كما دعت إلى ضرورة مراقبة ملف التحقيقات، إذ إنها تتجاوز المجموعة بطريقة ما” من حيث “ما قد تكون عليه العواقب بالنسبة للهند في نهاية المطاف”.

تحت التحقيق

وتأتي تعليقاتها بعد أن شكلت المحكمة العليا في الهند الأسبوع الماضي لجنة للتحقيق في ما إذا كانت هناك إخفاقات تنظيمية تتعلق بمزاعم ضد مجموعة أداني، بعد تقرير “Hindenburg”.

كما أمرت المحكمة العليا في الهند هيئة تنظيم الأسواق – مجلس الأوراق المالية والبورصات في الهند – بالتحقيق في “ما إذا كان هناك أي تلاعب في أسعار الأسهم بما يتعارض مع القوانين الحالية”، حسبما جاء في أمر المحكمة، على أن ينتهي التحقيق في غضون شهرين وتقديم تقرير حالة.

وأثار سقوط أداني تدقيقاً متجدداً في علاقاته الوثيقة مع مودي. إذ إن كلا الرجلين ينحدران من ولاية غوجارات الغربية في الهند.

وفي الشهر الماضي، قال الملياردير جورج سوروس إن الاضطرابات الملاحقة لمجموعة أداني ستضعف إلى حد كبير قبضة مودي على السلطة وتؤدي إلى “إحياء ديمقراطي” في البلاد.

مصلحة المستثمر

ومع ذلك، أشارت هيريرو، إلى الاستثمارات الأخيرة من صناديق الثروة السيادية الخليجية في المجموعة، فضلاً عن استثمارات شركة إدارة الأصول الأميركية “GQG Partners”، والتي اشترت أسهماً بقيمة 1.87 مليار دولار للاستثمار في 4 شركات تابعة لـ “أداني”.

من جانبه، قال المؤسس المشارك ورئيس قسم المعلومات في “GQG Partners”، راجيف جاين، التي تمتلك 92 مليار دولار من الأصول تحت الإدارة اعتباراً من نهاية يناير، لشبكة “CNBC”، إن شركته تراهن على مجموعة أداني، على الرغم من الاضطرابات المستمرة.

وأضاف جاين: “الجدل جزء من كيفية حصولك على عوائد أفضل”.

شاهد أيضاً