وجوه من كلباء

عبدالله محمد السبب

في عام 2015، وفيما كان يشاهد موقع «رجال من الإمارات»، طرأت في ذهنه فكرة إنشاء حساب ب «الإنستجرام» بمسمى «وجوه من كلباء» «facesfromkalba»، فما كان منه إلا أن عرض الفكرة على الشيخ هيثم بن صقر بن سلطان القاسمي، نائب رئيس مكتب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بكلباء.. الذي رحَّب بالفكرة وأيَّدَهُ عليها ودعمه فيها، كما أيده ودعمه في ذلك كل من الشيخة هند بنت صقر بن سلطان القاسمي رئيسة نادي فتيات كلباء الثقافي الاجتماعي الرياضي، والشيخة فاطمة بنت صقر بن سلطان القاسمي – نائب رئيس نادي فتيات كلباء الثقافي الاجتماعي الرياضي.
وبفضل تشجيع الأصدقاء والأهل، وبخاصة الأشقاء، بدأت حكاية «وجوه من كلباء» في عام الابتكار الإماراتي 2015، على يد المواطن الإماراتي «ناصر بن عياف»، (49 عاماً)، والحاصل على دبلوم لغة إنجليزية من كليات التقنية العليا، هذه اللغة التي لم تُثنِهِ عن فكرته القائمة على نشر صور الأهالي السابقين والحاليين المنتسبين إلى مدينة «كلباء» التابعة لإمارة الشارقة، والمطلة على ساحل خليج عُمان، والمناطق التابعة لها، مثل: (الخوير، خور كلباء، سور كلباء، سهيلة، المصلى، العود، القادسية، المفرق، البراحة، البردي، حطين، البطين، البراحة، القلعة)، وقرى (طريف، الغيل، وادي الحلو).. لتكون منصة معلوماتية لتعريف الجيل الحالي بأهالي «كلباء»، هذه المدينة التاريخية العريقة.
ورغم الانشغالات الحياتية والاجتماعية ل«ناصر بن عياف»، إلا أن ذلك لم يُوْقف سيره الحثيث نحو الاهتمام بالتراث الإماراتي، ونحو العمل على تطوير الفكرة «الإنستجرامية» هذه المعنية بالوجوه الوطنية المنتمية قلباً وقالباً إلى مدينة «كلباء» الشرقاوية الإماراتية الخليجية العربية الأصل والفصل.. فها هو يسعى إلى تطوير ودعم الحساب بإنشاء حساب مرافق في «الفيس بوك»، و«التويتر»، موجهاً رسالة إلى الأهالي ممن يتخوفون من نشر صورهم في الحساب، بأن يدعوا الخوف جانباً، وأن يدعموا الحساب بالصور لما له من أهمية تاريخية لتعريف الأجيال برجال كلباء المعاصرين والسابقين ممن لهم بصمات في الحياة بمختلف شؤونها وشجونها.. مؤكداً: «هنالك وجوه رحلت عن عالمنا، نتذكرهم ونتذكر مآثرهم ونترحم عليهم.. وهنالك وجوه مازلنا نسعد برؤيتهم، ندعو لهم بدوام الصحة والعافية».
هكذا إذن، وعلى ضوء الفكرة التطويرية التي تراود «ناصر بن عياف» صاحب الحساب «الإنستجرامي» الوطني «وجوه من كلباء»، الذي بلغت الصور المدرجة فيه نحو «465» صورة حتى هذه اللحظة، فإننا نلفت الانتباه إلى أننا عند تصفحنا لتلك الصور، لم نستدل على شيء من معلومات أو بيانات تشير إليهم سوى أسمائهم وبعض الجُمل والعبارات الدالة على الوضعية الحياتية لهم، من حيث كونهم راحلين أو مازالوا على قيد الحياة، أصحّاء كانوا أو مرضى.. في حين، أنه من الأجدر في شيء، تسجيل عبارات تشير إلى منجزهم التاريخي خلال حياتهم، أو إلى مهنهم التي كانوا يمتهنونها، أو ما إلى ذلك من عبارات يمكنها التعريف بهم بما يمكن معرفة أولئك الرجال وآثارهم في الحياة، والله الموفق..

A_assabab@hotmail.com

Original Article

شاهد أيضاً