نجاح زراعة اليدين

نشرت الصحف العالمية قبل عامين قصة الطفل الأمريكي الذي زُرعت له يدان، بسبب مرض تعرض له، وظهرت الآن نتيجة تلك العملية الجراحية النادرة، بعد أن أصبح بإمكانه ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.
يعتبر الطفل زيون هارفي، البالغ من العمر 10 أعوام، الأول في العالم الذي تُزرع له يدان، والسبب وراء حاجته لتلك العملية تعرضه لحالة «تعفن الدم»، عندما كان في عمر عامين، وأدى ذلك إلى بتر يديه ورجليه إلى ما تحت الركبتين، إضافة إلى فشل في الكلى.
وبعد مرور عامين من غسل الكلى زُرعت له كلية تبرعت بها أمه، وبعد مرور 4 أعوام أخرى وتحديداً في يونيو 2015، زُرعت له يدان. وعلى الرغم من أن ذلك النوع من الجراحة أُجري عام 1998، إلا أنه يعتبر أصغر شخص في العالم تُجرى له هذه العملية.
ويحتاج المرضى الذين يخضعون لعمليات زرع الأعضاء، إلى استخدام العقاقير المثبّطة للمناعة، وهو أمر له آثار جانبية غير جيدة. وكان الطفل يستخدم تلك العقاقير مسبقاً بسبب الكلى، وبعد 18عاماً من التقييم وجد فريق الأطباء أن زراعة اليدين يمكن أن تفيده، وبعد قرار العملية كان عليهم الانتظار إلى حين الحصول على يدين من متبرع، بحيث تكونان بالحجم ولون البشرة المناسبين، إضافة إلى توافق فصيلة الدم، وتم الحصول على المطلوب بعد 3 أشهر، وخضع الطفل للعملية التي أشرف عليها طاقم مكوّن من 40 طبيباً يضم 10 جراحين.
واستمرت العملية طوال الليل إلى ساعات الصباح الأولى ليتم توصيل اليدين بعناية، والصعوبة التي واجهت الأطباء هي توصيل الأوعية الدموية الصغيرة التي تحافظ على حياة اليدين. وكان هنالك تخوف من رفض الجسم للطرفين الجديدين، ولكن مع التعديل والتبديل والمتابعة للعلاجات، مرّت تلك المرحلة بنجاح، إضافة إلى أن دماغه استجاب لليدين الجديدتين، وأصبح يتواصل معهما، على الرغم من عدم وجودهما أثناء المرحلة الأولية من نمو الطفل.
ومن الجيّد أن الطفل الآن أصبح يمارس حياته بشكل طبيعي، وشوهد وهو يقوم بلعب «البيسبول»، كما أخبر عن أنه يحس بوجه أمه عندما يمرّر يديه عليه، ما يُعطي كثيراً من المرضى الذين يخضعون لزراعة الأطراف أملاً كبيراً.

شاهد أيضاً