مكرمات لا تنقطع

ابن الديرة

مئتا ألف طالب في مئة وست عشرة مدرسة خاصة، وستة آلاف وخمسمئة طفل، تضمّهم مئة وخمس وثلاثون حضانة، في إمارة الشارقة، سينعمون بمكرمة جديدة، من مكارم الأب الحاني والحاكم الراعي، الذي لا تفوته أي نأمة، يشعر أن أبناءه قاطني إمارة الخير والثقافة، الإمارة الباسمة، مواطنين ومقيمين على السواء، يمكن أن تسعدهم، أو تعطي لحيواتهم، معنى جميلاً..
صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تمخّض كرمه عن فكرة خلّاقة عميقة المعنى، كل طلاب المدارس الخاصة في إمارة الشارقة، يجب أن يرتووا، وينعموا بماء عذب يأتيهم إلى مقاعدهم.
للوهلة الأولى، قد يتبادر إلى ذهن أحدهم، وبنيّة حسنة: وما معنى عبوة ماء؟ ما قيمتها؟ الماء موجود بكثرة، وليس هناك بيت يخلو من مصدر مياه للشرب، ويمكن أن يملأ الطفل عبوته، ويذهب إلى مدرسته.. لكن التعمّق في الأمر يعطينا أن دلالته أكبر بكثير من عبوة ماء يحملها الطفل أو الطالب، ويحتسيها عندما يحتاج، إنّها تبيّن حرص هذا الحاكم الحاني الذي ينظر إلى الجميع على أنّهم أبناؤه، فكم يحرص أحدنا على أن ينام طفله قرير العين، هادئ البال مطمئنّاً، فيتفقد سريره، ويتلمّس جبهته، وينظر بحب وحنان ومشاعر لا يمكن وصفها بكلمة، لكن تختصرها كلمتا «الأبوّة» و«الأمومة»، إنّهما تحملان قيماً لا يدركها إلا من لديه أبناء، وهذا سلطان يرى الجميع أبناءه، فلتكن الماء، التي هي سرّ الحياة، معك، فقد ينساها الطفل، أو تنفد في مقصف المدرسة، لكن مبادرة الوالد سلطان لا تنساك، والمياه متوافرة في مدرستك، على مدار وجودك فيها.
مكرمات سلطان لا تنقطع، وكما عهدناه، الحاكم الحريص على راحة الناس الذين ينضوون تحت رعايته، وها هي الزراعة والبيئة وممارسة الناس لهواياتهم، أمور لا يغفل عنها، ولا يفوته تأمينها، وإيصال الناس إلى أعلى درجات السعادة، وهو هدف قادة الإمارات، جميعاً، فقد أمر سموّه بإنشاء مرعى «العوينات» في مدينة خورفكان، على مساحة مليون و800 ألف متر مربع، ليعمل على تنظيم عملية الرعي، وتوفير الأعلاف وحماية المواشي. فهذه النعمة التي حبانا إياها المولى، يجب شكرها والحفاظ عليها، ألا وهي الماشية والأرض، فكلاهما مصدر غذاء وخير، إذا لم نحافظ عليه، جحدنا النعمة، وفقدناها.
ووجّه سموّه، كذلك، بإنشاء نادٍ للفروسية، ومدينة رياضية في المنطقة، وبإضافة 40 عزبة في مرعى سهيلة المشترك، لتخدم أهالي المنطقة.
كلّما أشرقت شمس يوم جديد، أسعدتنا نعم هذا الوطن وقادته الطيّبين الكرام..نعمٌ واجبنا أن نشكرهم عليها، والشكر لا يكون باللسان أو برفع اليد، أو التمتمة بدعاء؛ الشكر يكون بالحفاظ على هذه النعم، بخدمة هذا الوطن بإخلاص، لتبقى رايات تميّزه خفّاقة تطال عنان السماء.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

شاهد أيضاً