مستقبل الجيل الخامس مرتبط بـ «هواوي»

موناكو الإمارة الصغيرة باتت رسمياً أول دولة في أوروبا تدشن شبكة الجيل الخامس للهواتف المحمولة، التي تقدم شركة هواوي الصينية خدماتها التكنولوجية، فبعد تطور مشغلي شبكات الهاتف المحمول عن شبكات الجيلين الثالث والرابع البطيئة، يبدو أن الدول الأوروبية تتجه نحو الشركة الصينية العملاقة هواوي للفوز بخدماتها، فهي الرائدة في تكنولوجيا الجيل الخامس التي توفر وصولاً سريعاً للإنترنت وتتميز بقواعد بيانات ذات مساحات كبيرة لحفظ الملفات بجميع أنواعها وسرعة إرسالها واستلامها.
وقعت شركة «موناكو للاتصالات Monaco Telecom» المملوكة للملياردير الفرنسي «كزافييه نيل» اتفاقية مع شركة هواوي، لجعل الإمارة الصغيرة أول دولة في أوروبا تغطيها بالكامل خدمة الجيل الخامس. في المقابل ترى شركة هواوي، أن بدء التشغيل في موناكو يمثل فرصة كبيرة على الرغم من صغر مساحة الأراضي المغطاة، لكن سيسمح لها بافتتاح نافذة على باقي الدول الأوروبية، فموناكو يمكن أن تكون نموذجاً يحتذى به في تجربة خدمة الجيل الخامس للهواتف الذكية.
يقول مؤيدون للخطوة إن هناك العديد من الدول والمشغلين الذين هم بصدد الانتهاء من تركيز خدمة الجيل الخامس مع هواوي أو الذين قاموا بذلك وانطلقوا في استغلالها. وقد بدأت هواوي بالفعل على تحديث معدات الشبكة ونشر هوائيات متوافقة مع الجيل الخامس، ووضع التدابير الأمنية اللازمة لحماية أنظمتها، وأصبحت مشاركتها في تنفيذ شبكات الجيل الخامس مسألة سياسية متزايدة، بعد أن أثارت واشنطن مخاوف بشأن المخاطر الأمنية المحتملة، ودفعت أقرب حلفائها إلى رفض التعامل مع الشركة الصينية.
تعتقد وكالات الاستخبارات والأمن القومي الأمريكية أن شركة هواوي مدعومة من قبل الجيش الصيني وأن أجهزتها يمكن أن تزود أجهزة المخابرات في بكين بجدار خلفي في شبكات الاتصالات للدول المتنافسة، غير أن هواوي نفت هذه المزاعم، ولم تقدم واشنطن حتى الآن أي دليل على مخاوفها، فيما تشير هواوي إلى أنها وقعت 50 عقداً بجميع أنحاء العالم، بما في ذلك 28 عقداً مع شركات أوروبية.
كوريا الجنوبية أعلنت قبل فترة عن تغطية كاملة لشبكات الجيل الخامس على مستوى البلاد، بينما في أوروبا، بدأت الدول الأصغر مثل سويسرا وفنلندا وإستونيا في نشر التقنية، وتوسيع نطاق تغطيتها، أما ألمانيا فتقوم حالياً بتوزيع الترددات على المشغلين وينبغي أن تتبعها فرنسا في الربع الأخير من العام. ويبدو أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على الشركة الصينية لم تؤت أكلها بعد، ومن المرجح أن تشهد أعمال الشركة توسعاً أكبر في القارة الأوروبية خلال السنوات المقبلة.

* «يورونيوز»

Original Article