كتاب في الشارقة

باسمة يونس

حينما قال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن «الكتاب هو جوهر الثقافة والعلم والمعرفة، ونقطة شروع ومنطلق إلى عالم العلم والمعرفة والثقافة»؛ فقد أعلن قرار الشارقة منح الكتاب إقامة دائمة. وبذلك قدمت هذه الإمارة للعالم بقرار حاكمها وراعيها المثقف، والشغوف للتقدم، والساعي لتنوير المجتمع بالثقافة الأصيلة، نموذجاً فريداً في بناء المجتمع وتقوية أسسه من خلال الفكر والكلمة.
ومن هنا وضعت الشارقة على خريطة طريقها نحو المستقبل أول لبنة تبدأ من الكتاب ومسيرة حياته وكل من ينتمي إليه، واستكملت مشروعاتها الدؤوبة التي لا تتوقف عند حد، فتنوعت المبادرات والفعاليات التي تنطلق من فكرة ولا تتوقف إلاّ بعد أن تغرس بذرة حلم جديد سيتحقق في العام الذي يليه.
ويوماً بعد يوم توسعت دوائر العمل وازدادت، وجمعت ضمن نطاقها المزيد من أصحاب الفكر والمثقفين والأدباء والمبدعين، فمن جمعية إلى مؤسسة، ومن ندوة إلى مؤتمر، ومن معرض إلى احتفالية سنوية، ومن مناسبة إلى مهرجان مستمر. وكلما ازداد روادها بدأت تنضح إبداعاً، وكلما كبرت قائمة أصدقاء الكتاب والقلم، ارتبط الجميع بحب الشارقة إلى أن غدت موعداً مدرجاً ضمن أجندات الكتّاب والفنانين والمؤسسات الثقافية ودور النشر العالمية الذين يجتمعون في ردهات المعارض والمهرجانات والمناسبات.
بداية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أصبح حاملاً لمشعل الفكر والتنوير، ومحطة مستقرة يحج إليها المثقفون سنوياً. كذلك تحولت الشارقة بحضور أكثر من جمعية أدبية ومؤسسة فنية وثقافية ومؤتمر وندوة ومجلس، إلى مقر آمن وحميم للقاء أصحاب الكلمة الذين يجتمعون لمناجاة الفكر الحصيف ومطالعة منتجات الكتاب وإبداعاتهم، وأضحت مكاناً للحوار الحضاري وكل ما يعنى بالإنسانية وما يسعى لسلامها وبقائها، ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك بين جميع الأمم والأعراق في هذه المعمورة.
لقد حصلت الشارقة منذ زمن بعيد على اعتراف الجميع بأنها الحضن الدافئ لأصحاب الفكر والقلم والكتاب، وأثبتت وجودها ضمن قائمة العواصم المشعة بالثقافة. وحظيت مراراً بشرف استضافة أهم الأحداث الثقافية العربية والعالمية، لتبرهن أن هذا الألق الجميل بنته أفكار واعية ورغبات شغوفة نابعة من وعي عالٍ، ومن رؤية استراتيجية تضع في حسبانها بناء أجيال مضطلعة عارفة ومثقفة، تكون مداداً لمستقبل مشرق ينير الدروب ويجلي العتمات. وأهم من كل ذلك أن الشارقة تمتلك جائزة الحب التي تستحقها منذ منحت الإقامة الدائمة للثقافة والفكر وعشاق الكتاب والمبدعين.

Read more

شاهد أيضاً