قانون كاليفورنيا الجديد للطاقة الشمسية سيغير مستقبل الطاقة النظيفة

تعد ولاية كاليفورنيا رائدة الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأمريكية، وسنت الولاية قانونًا ينص على أن 50% من الكهرباء على الأقل يجب أن تولد من مصادر خالية من الانبعاثات بحلول العام 2030. وفي 9 مايو/أيار 2018، وافقت لجنة كاليفورنيا للطاقة بالإجماع على خطة تلزم جميع المنازل والمباني السكنية الجديدة بأن يكون فيها شكل من أشكال الطاقة الشمسية. وهذا يعد قرارًا تاريخيًا.

وأقرت مدن أمريكية سابقًا قوانين مشابهة، لكن هذا القرار يعد الأول من نوعه على مستوى الولايات. ووفقًا لبيان صحافي صادر عن لجنة كاليفورنيا للطاقة، ستقلل هذه المتطلبات الجديدة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يساوي إزالة 115 ألف سيارة من الطرقات. وهذه خطوة جيدة تخفف المخاوف المتعلقة بتغير المناخ، لكنه يطرح تساؤلات عدة.

ما هذا القانون؟

يتألف القانون من مجموعة من المعايير التي تلزم الناس بأكثر من مجرد إضافة الألواح الشمسية على سقف كل بيت جديد، إذ ستتطلب معايير الكفاءة في استهلاك الطاقة للعام 2019 أيضًا تزويد المباني الجديدة بعزل وتهوية أفضل، ومصابيح إضاءة اقتصادية لإضاءة المباني غير السكنية. وتطالب المعايير أيضًا بتقنيات الاستجابة للطلب، مثل أنظمة تخزين البطاريات وسخانات المياه التي تعتمد على المضخات الحرارية، التي تتيح للناس تخزين الكهرباء عند توليد كميات فائضة منها، واستخدام طاقة أقل عند التسخين. ويطبق هذا القانون على جميع المنازل الجديدة، وكل الأبنية المؤلفة من ثلاثة طوابق أو أقل.

وسيطلب من الملاك تثبيت أحد أنظمة الطاقة الشمسية، كألواح الطاقة الشمسية للمنازل الفردية، أو إنشاء أنظمة طاقة شمسية مشتركة لمجموعة من المنازل. وتظل هذه المنازل موصولة بشبكة الطاقة التقليدية، للحصول على الكهرباء عندما لا تكون الشمس مشرقة. ويستثني القانون المنازل التي لا تصلها أشعة الشمس.

متى سيطبق القانون؟

لن يفرض على المنازل الجديدة تركيب الألواح الشمسية مباشرةً. إذ يجب أن توافق لجنة معايير البناء، والتي يجب أن تتخذ قرارًا بحلول نهاية العام، على المعايير الجديدة أولًا، فإن وافقت عليه، سيبدأ تطبيقه في 1 يناير/كانون الثاني 2020.

ما رأي سكان كاليفورنيا؟

أثار القانون جدلًا واسعًا، إذ يزعم المنتقدون أن تأثير القانون يقتصر على جعل إيجاد مكان للسكن أصعب وأكثر تكلفة لذوي الدخل المنخفض في كاليفورنيا، الذين يكافحون أصلًا في سوق مشبعة وباهظة التكلفة. وقال جيمي بيتوكوكيس، محلل السياسة الاقتصادية في مؤسسة أمريكان إنتربرايز، لشبكة سي إن بي سي «إنه لأمر رائع لأصحاب المنازل الأثرياء، لكنه سيعطي لأي شخص آخر سببًا لعدم الانتقال إلى كاليفورنيا أو مغادرتها في أسرع وقت ممكن. وعلى حكومة كاليفورنيا التركيز على قدرة الناس على تحمل التكاليف، وخفض تكاليف المعيشة في كاليفورنيا.» لكن بعض الناس يرون أن قانون الطاقة الشمسية يسهم في ذلك. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فحتى العاملون في قطاع البناء متحمسون للقانون الجديد على الرغم من التكاليف الإضافية، إذ يرون أن الطاقة الشمسية تشجع المهتمين بالبيئة على شراء المنازل.

وعلى الرغم من أن القانون سيزيد تكلفة بناء المنازل، يؤكد مؤيدوه أنه سيخفض أيضًا فواتير الكهرباء. وتقدر لجنة كاليفورنيا للطاقة أن المعايير الجديدة ستضيف 9,500 دولار إلى ثمن بناء منزل جديد، لكنها توفر 19 ألف دولار في فواتير الكهرباء والصيانة على مدار 30 عامًا، أي نحو 633 دولارًا سنويًا، وهكذا يسترد مالك المنزل التكلفة الأصلية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية خلال 15 عامًا تقريبًا.

ماذا يعني كل هذا؟

يعد اقتصاد ولاية كاليفورنيا الأسرع نموًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بهذا أفضل أداءً من اقتصاد الدولة كاملة. ويتبع النمو الاقتصادي عادةً ازدياد في انبعاثات الكربون، إذ يشجع الاقتصاد المتسارع الناس على الابتعاد عن التقشف والتوفير، فيصرفون أموالًا أكثر، ويسافرون أكثر، ويستخدمون الكهرباء أكثر، بالإضافة إلى أنشطة أخرى تزيد انبعاث الكربون. ولكن في الأعوام الماضية، لم يعد اقتصاد كاليفورنيا المتنامي مرتبطًا بانبعاثاتها، فبين عامي 2000 و2014، انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في كاليفورنيا بنسبة 6.3%، ونما اقتصادها بنسبة 28.2%.

وإذا استمرت سياسات الطاقة الصديقة للمناخ في كاليفورنيا وسوق الإسكان الضخم في دعم اقتصاد صحي فيها، سيتأكد الناس من أن الإجراءات المتعلقة بالمناخ لا تخنق النمو الاقتصادي. وهكذا تثبت كاليفورنيا للولايات الأمريكية الأخرى والعالم أن الاستثمار في البنية التحتية الشمسية أمر جيد للنمو الاقتصادي والبيئة معًا.

The post قانون كاليفورنيا الجديد للطاقة الشمسية سيغير مستقبل الطاقة النظيفة appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً