«فريق الشريط الأحمر».. حكاية مرض يغلبه التفاؤل

القاهرة:محمد حمدي شاكر

يواصل أبطال مسلسل «فريق الشريط الأحمر» تصوير مشاهدهم في استوديو «العزبة»، في منطقة «شبرامنت» بمصر، حتى الأيام الأولى من شهر رمضان، ويضم العمل كوكبة من النجوم، بينهم أحمد فهمي، ونشوى مصطفى، ومحمود مسعود، وأحمد ماجد، وولاء الشريف، وأحمد هلال، وسالي شاهين، وأحمد خالد، ونور إيهاب، ويوسف حسام، ومعز نبيل، ومن إخراج محمد جمعة.
يعرض المسلسل على قناة أبوظبي التابعة لمؤسسة أبوظبي للإعلام، طوال شهر رمضان المبارك، ويروي قصص الأمل والتفاؤل في مواجهة واقع صعب مملوء بالتحديات، ويدور المسلسل في إطار كوميدي درامي، يقدم لأول مرة بالنسخة العربية، إذ جرى إنتاجه عالمياً في أكثر من 10 دول، من بينها إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والبيرو وفرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا، ويُعد من أقوى المسلسلات الدرامية العالمية التي شارك في إنتاجها المخرج العالمي ستيفن سبيلبرج.
يأتي عرض المسلسل ضمن مساعي «أبوظبي للإعلام» الرامية إلى توفير مجموعة من الأعمال الدرامية والمسلسلات المتميزة التي ترتقي بخيارات المشاهد العربي وتتماشى مع تطلعاته، ويحمل المسلسل رسالة إيجابية وملهمة حول سبل مواجهة مرض السرطان، ويسلط الضوء على قصص المرضى والجهود الإنسانية التي تبذلها الجهات الخيرية والإنسانية التي تعاونت مع فريق العمل، مثل جمعية أصدقاء المبادرة القومية لمرضى السرطان، ومؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 في حي السيدة زينب، بالقاهرة.
جاء هذا الإنتاج الفني أيضاً انسجاماً مع «عام زايد» وتكريماً للجهود الرامية إلى محاربة مرض السرطان، عبر تسليط الضوء على مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 باعتباره صرحاً إنسانياً، كان المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول المتبرعين له عند إنشائه، وخلال تجهيزه.
وعلى جانب آخر، أكد المسؤولون عن المسلسل أنه سيجري تحويل مقابل عرضه الأول على شكل مساهمة مادية إلى مستشفى 57357 لدعم جهوده المستمرة في محاربة مرض السرطان ومساعدة المرضى على الشفاء من هذا المرض.
تدور أحداث المسلسل ضمن مستشفى 57357 في قالب درامي لا يخلو من روح الفكاهة والتفاؤل، ويروي على مدى 30 حلقة قصة مجموعة من المراهقين المرضى تتراوح أعمارهم ما بين 10 و15 عاماً، يمرون بتجربة صعبة يواجهون فيها مرض السرطان، ويتحدون فيها أنفسهم والمرض، وتتأرجح فيها حالاتهم بين اليأس والأمل.
وعن فكرة الشريط الأحمر فإنه يرمز إلى الرابط الإنساني الذي يجمع هؤلاء الشباب، ويعكس المسلسل ترابط وإيجابية هؤلاء المراهقين خلافاً للمتوقع، ويعيشون حياتهم بأمل وتطلع للمستقبل بتفاؤل وتحد، على الرغم من حالتهم الميؤوس منها طبياً.
من داخل استوديو العزبة في منطقة شبرامنت التقينا أبطال العمل ليحدثونا عن أدوارهم، وأبرز المشاهد، وكانت البداية مع أحمد فهمي، ويقول: ما يميز العمل أنه مأخوذ من قصة عالمية تم تقديمها في أكثر من 10 دول، ولاقت نجاحاً منقطع النظير، ومناقشتنا للموضوع بوجهة نظر تفاؤلية بحتة ستكون أحد أسباب نجاح المسلسل، خاصة أنه يعالج الموضوع في قالب كوميدي درامي، بعكس العديد من الأعمال التي قدمت عن هذا المرض، وكانت بشكل مأساوي، وخلال الحلقات نوضح كيفية تقبل المرض والتعامل معه، وأنه من الأمراض غير المعدية، بل وله علاج.
وعن دوره في أحداث المسلسل يقول فهمي: أجسد شخصية الدكتور حسام، نائب مدير المستشفى الذي كان يعمل في البداية طبيب عظام، إلى جانب أنه يتعامل بشكل مباشر مع الأطفال، وكل شيء في المستشفى، ويكون العدو اللدود له طوال الأحداث هو الإهمال والموت. ويضيف: خوضي لتجربة مريرة من قبل عندما كنت أعمل في معهد الأورام، والتي أحدثت لي عقدة طوال حياتي، ستؤدي إلى العديد من المفاجآت خلال أحداث المسلسل، وسيتم اكتشاف هذا الموضوع ضمن الأحداث. وينفى فهمي في نهاية حديثه أنه سيقدم أي أغنية ضمن أحداث المسلسل، أو تلحين تتر، أو أغنية أخرى.
وتقول نشوى مصطفى: العمل بشكل عام ليس من بطولة النجوم أو الفنانين، بل هو عمل للأطفال والشباب، ومن بطولتهم، هم ونحن مجرد ضيوف شرف عليهم، وسعداء جداً بتقديم هذا العمل الإنساني الأكثر من رائع، ولدينا روح قوية لتقديم أفضل ما لدينا في هذا المسلسل.
وتضيف: لهذا العمل خصوصية لكونه يتحدث عن أطفال مصابين بمرض من أشرس أمراض العالم، وتوضيح قدرتهم على تحمل عبء هذا المرض، وتحمل عائلاتهم له، وألم الوالدين لكون ابنهما يعانيه. وعن دورها تقول: أجسد شخصية إحدى أمهات هؤلاء الأطفال التي تسببت بشكل أو، بآخر، في دخول ابنها في غيبوبة تامة دامت عامين متتاليين، وشعورها بالذنب أنها سبب في هذا الموضوع، إلى أن تقرر أن تجلس في المستشفى إلى جواره، وتعمل كمهرجة للأطفال لنشر السعادة في نفوسهم.
ويقول محمد جمعة: سعيد جداً بهذا العمل، خاصة أن من كتب قصته هو مريض سرطان إسباني قضى حياته في مستشفى لعلاج السرطان، وقابل العديد من الشخصيات، وحاول أن يكتب عنهم، وعن معاناتهم، وبالفعل كتب المعالجة الدرامية للمسلسل، ولاقى نجاحاً كبيراً، ويكفى أن ستيفين سيلسبيرج تحمس له وقدمه في نسخة أمريكية، وبالتالي نأمل في نجاح النسخة العربية منه.
ويضيف: المسلسل بشكل عام ليس لفنان يريد استعراض إمكاناته في الإخراج، وإنما مساحة لي أحاول من خلاله استيعاب نوع جديد من الدراما فيها تأمل وتعامل مع أطفال، ونوع من أنواع المرض الذي ليس له علاج.
وعن فكرة وجود أطفال بكثرة، وكيفية التعامل معهم، يضيف جمعة: حاولت بشكل كبير، واجتهدت لاختيار ممثلين متميزين من الأطفال، وكان استيعابهم لأدوارهم سريعاً، وتعاملت معهم كأني مع ممثلين ونجوم كبار، ولم أفرق بينهم وبين النجوم المشاركين في العمل، واستمتعت كثيراً بإخراج هذا العمل.

مراجعة السيناريو

يقول الدكتور إبراهيم عبده أحد أطباء مستشفى 57357: دوري في العمل هو مراجعة السيناريو والحوار، للحفاظ على تقديم المعلومات الطبية التي يقدمها الممثلون والأطفال بصورة صحيحة.
ويضيف: نقدم من خلال العمل رسالة في قالب كوميدي درامي ترفيهي، ووجدت أن فريق المسلسل بالكامل متعاون معي بشكل كبير، حتى يخرج العمل مفيداً لكافة أفراد المجتمع، وقمنا بإعادة العديد من المشاهد لأكثر من مرة بسبب بعض الكلمات التي خرجت بشكل غير طبي.
ويكمل: نحاول من خلال المسلسل تقديم رسالة للمجتمع أن مرض السرطان ليس نهاية العالم، وأنه من الممكن معالجته بالصبر والمثابرة، وأن يهيئ الأهل والعائلة للطفل أو الشاب المصاب بالسرطان جواً نفسياً هادئاً حتى لا تنعكس حالته النفسية السيئة على صحته وتعود عليه بمضاعفات، ونوعيهم أيضاً بفترة ما بعد العلاج.

شاهد أيضاً