فاطمة بنت مبارك تزور منطقة الحصن وتتجول في معالمها التاريخية والثقافية

الخميس، ٦ ديسمبر ٢٠١٨ – ٧:٤٧ م

فاطمة بنت مبارك تزور منطقة الحصن وتتجول في معالمها التاريخية والثقافية

أبوظبي في 6 ديسمبر / وام / أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن الإرتباط بالماضي وتراث الأجداد وفهم التحولات التاريخية تعد ركائز هامة لتطور ونمو المجتمعات الحديثة، إذ يتم من خلالها العمل على بناء الإنسان والرقي بوعيه من أجل تحسين مستوى الحياة بشكل عام.

جاء ذلك خلال زيارة سموها اليوم لمنطقة الحصن التي افتتحها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رسميا مساء أمس بعد إنجاز دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لمشروع الترميم والتجديد للموقع، حيث تتألف منطقة الحصن من أربعة مكوّنات مترابطة، هي: قصر الحصن، والمجمع الثقافي، والمجلس الإستشاري الوطني، وبيت الحرفيين، ويُعد الإفتتاح الرسمي لهذه الوجهة الثقافية إحتفاءً بتاريخ إمارة أبوظبي العريق وثقافتها الغنية.

وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: "من دواعي الفخر والإعتزاز أن نشهد ترميم الصرح التاريخي الأبرز في أبوظبي، والذي شهد التحولات التي عاشها شعب الإمارات، حيث نجد في موقع الحصن ما يذكرنا بتضحيات الأجداد وتاريخهم العريق في صنع المعجزات وتحدي الظروف القاسية من أجل أن ننعم اليوم بحياة عصرية .. إن وجود موقع تاريخي وثقافي بحجم قصر الحصن في قلب أبوظبي كفيل بتذكيرنا بجذورنا ونحن نتوجه إلى مستقبل مشرق وإيجابي دون أن ننسى الإرث العريق الذي تركه لنا الأجداد، وبما يحفظ ذاكرتنا وتاريخنا للأجيال القادمة".

وأضافت سموها: "أبارك للجميع افتتاح منطقة الحصن وأدعو المواطنين والمقيمين إلى زيارة معالمه التاريخية والثقافية والتراثية، والتعرف على تفاصيل تاريخنا وتراثنا القديم والمعاصر، فموقع الحصن قلب مفتوح للجميع وفيه ينبض التاريخ وتتجدد فصول من الإنجازات التي عودتنها عليها دولة الإمارات".

وقد تجولت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في المجلس الاستشاري الوطني، الذي تأسس على يدي مؤسس الدولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بين العام 1968 و1970 ..وجرت فيه العديد من النقاشات المتعلقة بإدارة شؤون البلاد، وكان شاهداً على العديد من القرارات الهامة، كما استضاف النقاشات الإّتحادية والوطنية حتى أواخر التسعينيات إلى جانب تطوير الأنظمة الحكومية الحديثة والعصرية على المستويين المحلي والوطني، والتي كانت لها أساساتها في المفاهيم التقليدية للمجلس والشورى.

كما تجولت سموها في قصر الحصن التاريخي والذي تحول إلى متحف يسرد المحطات التي مرت بها أبوظبي عبر التاريخ، فاطلعت سموها على معرض الحصن الداخلي بغرفه المتعددة والتي تؤرخ فصولاً وأحداثاً تاريخية هامة من خلال تتبع تفاصيل الحياة اليومية في الحصن، وكيفية تحول الحصن الداخلي الذي بُني حوالي عام 1795 من برج مراقبة وأصبح مقراً للحكم وللعائلة الحاكمة.

ويسرد المعرض طبيعة الحياة التي عاشها الأجداد وقصة انتقال قبيلة بني ياس من منطقة الظفرة إلى ساحل أبوظبي واستقرارهم فيها، كما يتناول تاريخ توحيد القبائل على يد الشيخ زايد الأول والذي كان يستقبل أفراد المجتمع بمجلسه في الحصن، الى جانب عرض مقتنيات للشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الشخصية، ثم ينتقل المعرض إلى تطور المدينة الحديثة في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث يعرض جواز سفره الأصلي وغيرها من الوثائق الهامة.

وانتقلت سموها إلى القصر الخارجي والذي شُيد في أربعينيات القرن الماضي على يد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ويضم غرفاً متعددة منها مجلس الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان والذي أعيد تصميمه.

ومن خلال المقتنيات والصور والمواد الفيلمية يتم شرح أساليب العمارة التي كانت متبعة في ذلك الوقت، وإنجازات الشيخ شخبوط وبراعته الدبلوماسية في إدارة شؤون البلاد وتحدي المحن العصيبة علاوة على عرض مقتنيات أثرية اكتشفها علماء الآثار في موقع الحصن.

واطلعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على الغرف الخاصة بالعائلة الحاكمة والتي تضم قطعا أثرية تستحضر الفترة التي عاش فيها الشيخ شخبوط في قصر الحصن، بما فيها الغرف الشخصية لكل من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والشيخة سلامة بنت بطي ومجلس النساء، حيث تروي هذه الغرف سير من سكنوا القصر والعادات والتقاليد التي ميزت ذلك العصر، بما فيها الحياة الإجتماعية والمناسبات المختلفة للإحتفال والموارد الطبيعية والغذائية التي كانت متوفرة عندها.

وانتقلت سموها بعدها إلى "بيت الحرفيين"، والذي يضطلع بدور ريادي في حماية وصون التراث الإماراتي المعنوي العريق، والترويج له.. وتحقيقاً لهذا الهدف، يقدم بيت الحرفيين برنامجاً شاملاً تتخلله مجموعة من المعارض وورش العمل والبرامج التدريبية التي تركز جميعها على الحرف الإماراتية اليدوية مثل السدو "النسيج البدوي" والخوص "تجديل سعف النخل" والتلي "التطريز"، بما يضمن نقل المعارف والمهارات المتعلقة بها للأجيال القادمة.

وإلتقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بمجموعة من الحرفيات اللاتي يمارسن حرفا تقليدية مختلفة، ويعملن على نقل المعارف والتقاليد المختلفة المرتبطة بهذه الحرف إلى الأجيال القادمة.

واختتمت سموها جولتها بتفقد المرافق الخارجية حول موقع الحصن، والتي أعيد تصميم مناظرها الخارجية لتوفر مساحة مريحة للإستمتاع بمشاهد المدينة البانورامية والمساحات المزروعة بأشجار النخيل والغاف، إلى جانب القنوات المائية التي تم تصميمها لتحاكي نظام الري بالأفلاج في الواحات.

رافق سموها في هذه الجولة عدد من الشيخات والوزيرات وقيادات العمل النسائي .

وتحتفي الحِرف اليدوية الموجودة في "بيت الحِرفيين" بالعلاقة الإبداعية والفنية التي طورها الأجداد مع الموارد الطبيعية المحيطة ..

فقد تمكن الحِرفيون من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من البيئة الطبيعية التي تتميز بثرائها وتنوعها؛ حيث توجد فيها ثلاثة أنواع من الأنظمة البيئية بما في ذلك النظام الصحراوي، والجبلي، والبحري.. وتعكس الحِرف اليدوية بفضل هذه المهارات إحساساً فنياً عاليا.. ولا يقتصر دور هذا التراث غير المادي الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، على الحفاظ على المهارات العملية فقط، بل يسهم أيضاً في تعزيز القيم الاجتماعية المشتركة المرتبطة بالهوية الإماراتية.

يذكر أن منطقة الحصن تفتح أبوابها للزوار والجمهور عامة اعتبارا من يوم غد الجمعة 7 ديسمبر بدءا من الساعة الرابعة عصرا ويتزامن مع هذه المناسبة تنظيم أسبوع حافل بالفعاليات الثقافية.

وام/محمد نبيل/مصطفى بدر الدين

شاهد أيضاً