صلاح «الصامت» يقود ليفربول لدور الـ 16 بهدف ساحر

متابعة: ضمياء فالح

سجل المصري محمد صلاح هدفاً جميلاً وقاد ليفربول للتأهل رفقة باريس سان جيرمان الفرنسي إلى دور ال16 وتفادي الخروج من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، فيما ودع إنتر ميلان الإيطالي لحساب توتنهام.
وضمن بوروسيا دورتموند الألماني صدارة المجموعة الأولى بفارق المواجهات المباشرة عن أتلتيكو مدريد، فيما أكد بورتو البرتغالي زعامته للمجموعة الرابعة.
وبعد أيام قليلة على تسجيله ثلاثية ضد بورنموث في الدوري «بريميرليج»، تألق صلاح مجدداً ووضع فريقه في المركز الثاني ضمن المجموعة الثالثة مسجلا هدف الفوز الوحيد ضد نابولي، ليتأهل مع سان جيرمان (11 نقطة) الفائز على مضيفه النجم الأحمر الصربي 4-1، في حين خرج نابولي مكملا مسلسل سقوط الفرق الإيطالية، وبقي يوفنتوس الممثل الوحيد لبلاد «الأزوري» في دور ال 16.
وبالحاقه الهزيمة الأولى بنابولي، تساوى ليفربول بتسع نقاط مع فريق المدرب كارلو أنشيلوتي، بيد أنه ضمن بطاقة التأهل برغم تعادله في المواجهتين المباشرتين مع نابولي (1-صفر وصفر-1)، وذلك لتسجيله أكثر من الفريق الإيطالي في المباريات الست (9 مقابل 7).
سجل محمد صلاح الهدف الوحيد لليفربول بعدما تخطى قلب الدفاع السنغالي خاليدو كوليبالي وسدد من زاوية ضيقة جدا بيمناه من مسافة قريبة بين قدمي الحارس الكولومبي دافيد أوسبينا (34). وهذا الهدف ال35 لصلاح مع 13 تمريرة حاسمة في ملعب انفيلد في 38 مباراة.
ولعب الحارس البرازيلي أليسون دورا بطوليا وأنقذ ليفربول من هدف كارثي، فصد ببراعة كرة قريبة جدا للبولندي البديل والمنفرد اركاديوش ميليك (90+2).
وضرب باريس سان جيرمان الفرنسي بقوة على حساب النجم الأحمر 4-1، وسجل للفائز كافاني والبرازيلي نيمار «هدفين» وماركينيوس.
وسجل البديل البرازيلي لوكاس مورا هدف التعادل لتوتنهام (1-1) في وقت متأخر في مرمى برشلونة، ليمنح فريقه بطاقة التأهل في المجموعة الثانية على ملعب «كامب نو».
وجاء هدف مورا قبل نهاية المباراة بخمس دقائق بعد أن منح الفرنسي عثمان ديمبيلي التقدم لبرشلونة (10) الذي لم يشارك نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي سوى في الدقيقة 63.
وكان هدف ديمبيلي قمة في الروعة لأنه سار بالكرة بسرعة كبيرة من منتصف الملعب قبل أن يتخطى ببراعة هاري وينكس ويغمز الكرة داخل الشباك.
ورفع توتنهام رصيده إلى 8 نقاط وهو نفس عدد نقاط انتر ميلان الإيطالي الذي أنهى مباراته مع ضيفه ايندهوفن الهولندي بنتيجة 1-1 أيضا، ليخرج إنتر بفارق المواجهات المباشرة بعد أن تغلب على توتنهام على ملعب سان سيرو 2-1 قبل أن يخسر أمامه صفر-1 على ملعب ويمبلي.
وفي المجموعة الأولى، سقط أتلتيكو مدريد الإسباني في فخ التعادل السلبي على أرض بروج البلجيكي، فسمح لبوروسيا دورتموند باحتلال الصدارة بفارق المواجهات المباشرة بينهما (4-صفر وصفر-2) بفوزه على موناكو الفرنسي الجريح 2-صفر بهدفي البرتغالي رافايل جيريرو (15 و88).
وأكد بورتو البرتغالي زعامته للمجموعة الرابعة بفوزه الخامس توالياً على حساب مضيفه جلطة سراي التركي 3-2، فيما حقق شالكه الألماني الوصيف والذي ضمن تأهله سابقا فوزا متأخرا على ضيفه لوكوموتيف موسكو الروسي 1-صفر.
وفي ردود الأفعال، فرض محمد صلاح، هيمنته على عناوين الصحف الإنجليزية، وانهالت عبارات الإشادة ب «الفرعون المصري»، وعنونت صحيفة الديلي تيليجراف «صلاح يقدم لمسة سحرية تقود ليفربول إلى ثمن النهائي».
وأضافت الصحيفة «ليلة أوروبية أخرى من نوع خاص لليفربول. ليلة في الأنفيلد سجل خلالها صلاح هدفاً رائعاً، الأعصاب كانت مشدودة مع الفرص الضائعة».
وقالت صحيفة الديلي ميل «صلاح قاد ليفربول إلى الدور الثاني بدوري الأبطال، عبر مجهود فردي رائع».
أما صحيفة الديلي ستار، فركزت على عدم احتفال صلاح بتسجيل الأهداف، ورصدت ردود فعل مشجعي ليفربول وتساؤلاتهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن صلاح لا يزال يواصل امتناعه عن الاحتفال بعد تسجيل الأهداف، وكتبت «التزم الصمت عندما سجل ثلاثية أمام بورنموث، وقام بالتصرف نفسه بعد هز شباك ديفيد أوسبينا».
وقال قلب دفاع ليفربول الهولندي فيرجيل فان دايك «أجمل ما حصل في المباراة تصدي أليسون لذا يعد من أفضل الحراس.. في هذا الموسم الجميع يتألق، نحن لم نخسر في الدوري، في دوري الأبطال كان في الإمكان أن تكون الأمور أفضل لكننا حصلنا على المركز الثاني».
وعن صلاح قال «هو الركيزة الأساسية لليفربول من حيث تسجيل الأهداف».
وقال الألماني كلوب مدرب ليفربول عن هدف صلاح: «يا له من هدف. لا يصدق»، وأثنى جيمس ميلنر على هدف صلاح وقال: «مو يصنع الفارق، لاعب من طراز عالمي وفعلها مرة أخرى من أجل الفريق».
ومع عودة صلاح إلى مستواه الموسم الماضي وبوجود خط دفاع اهتزت شباك فريقه ست مرات فقط في الدوري فإن بإمكان ليفربول أن يحلم بالكثير، ولفت تألق الهولندي فان ديك الأنظار وقدم أداء مبهرا دفع الصحافة البريطانية للإشادة بأغلى مدافع في تاريخ النادي وكتبت: «في كل مرة تراه في الموضع المناسب، رأس هنا وقدم هناك. يقرأ المباراة بسرعة بحيث لا يحتاج لعرقلة المهاجم بكلا قدميه لمنع هدف لذلك شعر بالصدمة عندما سقط أرضا عند التحامه بميرتنز وحصل على بطاقة صفراء يغيب بسببها عن المباراة المقبلة، ساوثمبتون عندما تمسك بفان ديك وجه كلوب أنظاره صوب كوليبالي مدافع نابولي لكن فان ديك أثبت أنه أفضل من كوليبالي بكثير، قيل إن اليونايتد يجهز 90 مليون إسترليني لشراء كوليبالي الشهر المقبل، إذا كان كوليبالي يساوي 90 فكم يساوي فان ديك؟».
وكان المدرب الألماني كلوب ممتناً أكثر «لإنقاذ العمر» من الحارس أليسون الذي اشتراه مقابل 64.6 مليون من روما، وقال كلوب «لا أملك الكلمات لوصف الإنقاذ الذي قام به أليسون. كان إنقاذ العمر، لم يكن الإنقاذ فقط، (أليسون) قام بالعديد من الأشياء بهدوء، الإنقاذ كان مذهلا ولا يصدق ولم يسبق أن شاهدت مثل هذا الأمر، لو كنت أعلم أنه بهذا التميز لاشتريته بضعف السعر، يا لها من مباراة، لا أعتقد أن أي مدرب آخر يكون أكثر فخرا مني بفريقي، يويفا ربما ظن أن المسابقة ستستمر بدون ليفربول لكن ليس بعد».
من جهة أخرى،استحوذ توتنهام على الكرة في الشوط الثاني بنسبة 51.2 في المئة مقابل 48.8 لبرشلونة وهذه أول مرة يتفوق فيها خصم في أوروبا على برشلونة في هذا التخصص منذ 12 عاما، ويعود التفوق في الاستحواذ آخر مرة إلى فريق فيردر بريمن الألماني في 2006 عندما سيطر بنسبة 57.1 بالمئة مقابل 42.9 بالمئة للبارسا.
المباراة سجلت نجاحا للفرنسي عثمان ديمبيلي الذي سجل هدف برشلونة الوحيد بعد جريه 50 متراً ومخادعته هاري وينكس مدافع توتنهام قبل أن يسددها من تحت قدمي الحارس الفرنسي هوجو لوريس ببرود تام، ووصفت الصحف الأسبانية مدرب برشلونة فالفيردي بالحكيم لأنه سامح لاعبه على التأخر في المجيء للتمرينات ورد اللاعب له الجميل بالملعب.
وأيد نجم برشلونة السابق أندرييس إنييستا في مقابلة أجراها في المدينة عائدا من فريقه كوبي الياباني بعد انتهاء الموسم تصرف فالفيردي الحكيم مع ديمبيلي وقال: «إنه لاعب مهم لبرشلونة وعلينا أن نصحح أخطاءه لا أن نقتله». وكانت المباراة هي ال100 أوروبياً لبوسكيتس وشارك في الشوط الثاني بديلاً لراكيتيتش.
في المقابل، وصف بوكيتينو مدرب توتنهام تأهل فريقه ب «الشيء المميز» نافياً أن المهمة كانت «مستحيلة» بفضل هدف لوكاس مورا المتأخر بعد الخسارة 2-1 أمام إنتر ميلان في أول مباراة ثم 4-2 أمام برشلونة وفرط في تقدمه ليتعادل 2-2 مع مستضيفه أيندهوفن ليحصل على نقطة واحدة بنهاية نصف المشوار، وقال «الشعور بالفرحة كبير لأننا لأول مرة نشعر بأننا على أعتاب شيء مميز، الترابط بين اللاعبين كان مذهلا وعلينا إدارة هذه الطاقة مستقبلا، هذه دفعة معنوية كبيرة للنادي واللعب في أدوار خروج المغلوب على ملعبنا الجديد في العام الجديد يمثل حافزا كبيرا لنا».
وبدا أن آمال توتنهام في مواصلة مشواره في البطولة الأوروبية انتهت عندما أدرك ماورو إيكاردي التعادل للإنتر.
وأشار بوكيتينو إلى أن لاعبيه دخلوا في صراع نفسي بمحاولة الحفاظ على التعادل مع برشلونة أو السعي للفوز في حالة تسجيل إنتر هدفه الثاني في المباراة الأخرى وقال: «كان من الصعب السيطرة على الأمور في آخر عشر دقائق، علم اللاعبون بنتيجة مباراة إنتر ولم نكن نعلم إن كان احتفالنا بالهدف مبالغ فيه، هذا جعلنا ندرك أن كرة القدم أجمل رياضة في العالم لأنها تفجر المشاعر، عانينا في بعض فترات المباراة لكنني سعيد وفخور، بعد مباراتنا أمام آيندهوفن لم يؤمن بنا أحد والجميع قال التأهل مهمة مستحيلة لكنني قلت إن كل شيء ممكن في كرة القدم إذا كنت تتمتع بالثقة والموهبة، إمكانية لعب مباراة أوروبية في ملعبنا الجديد العام المقبل، منحتنا دفعة إضافية أيضا».
وأوضح مدرب توتنهام أن بلوغ دور الستة عشر في مجموعة تضم اثنين من أكبر الأندية في البطولة كان من بين أبرز إنجازاته منذ توليه تدريب الفريق في 2014.
وفي المباريات الأخرى، فاز حارس بورتو واسطورة ريال مدريد ايكر كاسياس في مباراته ال 100 أوروبياً على غلطة سراي التركي 3-2 وهو إنجاز لم يحققه سوى كريستيانو رونالدو.

شاهد أيضاً