رسالتنا وملفات الأمم المتحدة

مارلين سلوم

مقبلون على الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفي الجعبة قضايا «إنسانية» من الدرجة الأولى. وحين يكون «الإنسان» هو أول اهتمامات الدولة، وتعمل وتخطط وتبني من أجل إسعاده وتأمين كافة أسباب راحته وتسهر على أمنه، وتلبي احتياجاته، فمن الطبيعي أن تحمل هذه الدولة قضايا الإنسان وهمومه لتناقشها أمام زعماء العالم في الأمم المتحدة، مجسدة سياستها وقناعاتها والمبادئ التي تأسست عليها وتستمر في نهجها.
الذهاب إلى الأمم المتحدة بوفد ضخم يليق بمكانة الدولة عالمياً، وبملفات تساهم بشكل فعلي في حماية الإنسان في العالم وليس داخل الإمارات فقط، وحفظ حقوقه في العيش بسلام وكرامة، وضمان الحرية في الفكر والمعتقد من منطلق التسامح واحترام الآخر والتعايش معه وفق حدود، والانفتاح وتقبّل المختلف عنا بعيداً عن الأحقاد والكراهية، ونبذ العنف بكل أشكاله وأنواعه.. هذه الملفات إنما تحمل بين طياتها هوية الدولة وقناعاتها الراسخة التي تحرص على تطبيقها فعلياً في الداخل والخارج.
تقول هند مانع العتيبة، مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي إن الإمارات تذهب إلى نيويورك «كداع حازم ومسؤول للسلام والأمن الإقليمي..»، والعالم شاهد على الدور الذي تلعبه الدولة في الوقوف بجانب الدول الساعية إلى إيجاد حلول للنزاعات وعدم الاكتفاء بإدارتها.
«بناء عالم أكثر سلاماً» هو حلمنا الذي طال ويبدو أنه مازال بعيداً في ظل نزعات التطرّف التي تغذيها منظمات ودول ويدفع ثمنها الإنسان أينما كان. تهمنا مناقشة قضايا التطرّف والعنف والكراهية ونشر مفهوم التسامح وتطبيقه في العالم، لأن أي خطة تنموية واقتصادية لن ترى النور وتنجح في تحقيق أهدافها، ما لم يعرف الإنسان الاستقرار والطمأنينة، وكيفية التعايش مع الآخر وتقبُّله بلا تمييز أو عنصرية أو أحقاد.
الإنسان أولاً، الأمن أولاً، المساواة بين البشر وليس فقط بين الرجل والمرأة أولاً.. الأولويات كثيرة واحتياجات الشعوب تبدأ من نقطة السلام فتصل سريعاً إلى نقاط البناء والتنمية المستدامة والتخطيط لمشاريع مستقبلية لا تعد ولا تحصى.
الملفات التي تحملها الإمارات لتناقشها أمام زعماء العالم كثيرة، وفِي طياتها أحلام ملايين البشر المنتظرين على أبواب الأمل، الطامحين إلى مستقبل مزهر بلا حروب قتالية ولا إلكترونية، وبلا نعرات طائفية وفتن متنقلة عبر العالم والمواقع الإلكترونية، وبروادع حاسمة للتصدي لكل من يدعم الإرهاب ويغذيه ليحصد المزيد من القتل والدمار ونزع الأمان والطمأنينة من نفوس الأبرياء.

marlynsalloum@gmail.com

Original Article