حضور إماراتي فاعل في اليمن

صادق ناشر

لم تكن المشاركة الإماراتية في اليمن لمساندة الشرعية إثر الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، مجرد ترف، بل ضرورة أملتها الحسابات السياسية، والجغرافية، المتمثلة في منع سيطرة الحوثيين على اليمن، ووقف المشروع الذي يحملونه، خاصة في ظل ارتباطهم الكبير بإيران، والذي تجلى بشكل واضح من خلال الدعم الذي يحصلون عليه من طهران، وبقية الأطراف المؤيدة لها، سواء مالياً، أو تدريبياً، أو من حيث تزويدهم بالمعدات العسكرية التي يقاتلون بها الشرعية، ويهاجمون بها دول الجوار.
وقد نجحت الإمارات في المساهمة في تثبيت الحكومة اليمنية الشرعية في مختلف المناطق التي شاركت فيها قواتها، ورجالها، خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد، وفي الساحل الغربي، وبالتالي نجحت في كبح التمدد الإيراني الذي من دون مساعدة الإمارات والمملكة العربية السعودية كان من شأنه أن يتحول إلى كابوس يقض مضاجع اليمنيين، خاصة أن طهران تستهدف اليمن، ومنطقة الخليج بأسرها.
ولم يقتصر دور الإمارات في اليمن على محاربة المشروع الإيراني، ووقف تمدده فحسب، بل امتد ليشمل جانباً آخر استهدف المنظمات الإرهابية التي تشكل مع جماعة الحوثي خطراً على الدولة اليمنية الواحدة، ونقصد بها تنظيمي «القاعدة»، و«داعش»، اللذين استغلا الوضع المتردي في البلاد للتوسع، وقد كان دور الإمارات حاضراً بشكل قوي في المعركة ضد هذين التنظيمين، خاصة في كل من شبوة، وحضرموت، وأبين، وعدن، وحققت الكثير من النجاحات التي قلصت من حضور هذين التنظيمين في الساحة اليمنية.
وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي يتم شنها ضد دول التحالف العربي في اليمن، إلا أن الشواهد كثيرة على دور كبير قامت به دوله خلال السنوات الأربع الماضية، إذ لم تقتصر المشاركة الإماراتية على الجانب العسكري، بل امتد ليشمل جوانب إنسانية هامة، ميزت الإمارات، وجعلتها بشهادة الأمم المتحدة أكبر دولة تقدم مساعدات إنسانية لليمن، وهي بذلك تنطلق من كونها ملتزمة بالملف اليمني باعتبارها جزءاً من التحالف العربي، وتحقق أهدافه المتمثلة في دعم الشرعية اليمنية، وعودة الدولة، والمسار السياسي لحل الأزمة.
لقد لعبت الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة الممتدة من 2015، عند بدء عمليات التحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية، وحتى اليوم، دوراً في دحر جماعة الحوثي والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فامتد هذا الدور من مأرب شرقاً، إلى عدن جنوباً، وصولاً إلى الساحل الغربي، حيث كانت في طليعة الداعمين لجبهاته بالسلاح، والتدريب، والأعمال الإنسانية، حيث تمكنت من إعادة الحياة إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وعملت على تأمين الملاحة في البحر الأحمر، كما دعمت الاتفاقات التي جرى التوصل إليها لحلحلة الأزمة السياسية، كان من بينها اتفاق استوكهولم العام الماضي، الذي ترى فيه الإمارات فرصة لإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة تنهي الانقلاب، وتقضي على مترتباته كافة.

Sadeqnasher8@gmail.comOriginal Article

شاهد أيضاً