حسين الجسمي لـ الخليج : الإحساس لغتي مع جمهوري

حوار: محمد حمدي شاكر

حين يكون الحديث عن حسين الجسمي، فلست أمام مطرب متمكن يحاول من خلال أغنياته الوصول إلى كل فئات المجتمع. ولم يعد ابن خورفكان التي اكتسب منها الوداعة والهدوء والطموح المفتوح على مدى لا نهاية له، اسماً إماراتياً، بل أيقونة عربية، يحسبه الإماراتيون إماراتياً، والمصريون مصرياً، والسعوديون سعودياً، والعمانيون عمانياً، وبإمكانك أن تمد الخط حيث شئت.
ولأنه من بلد يتسع قلبه للعالم، يمكن أن تقول عن الجسمي إنه الفنان الإنسان المعني بالبشر أينما كانوا، لذلك تجده موضع حفاوة وتقدير حيثما حل، ففيه، صوتاً وسلوكاً، تتجسد قيم وعادات المجتمع الإماراتي.
في استراحة فنان لا يهدأ وفي أجواء خورفكان، اقتنصنا، في الحوار التالي، بعض الوقت من الجسمي، سفيرنا الفني الذي لا يهدأ، العائد بشكر وتقدير من مصر على لسان رئيسها، والمكرم مؤخراً في روسيا بجائزة الفنان الأكثر شعبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي صدح صوته على مسرح قصر الكرملين.
والأهم من ذلك أنه الفنان الذي تبادله المحبة كل الفئات على اتساع الوطن العربي.

حيّا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الإمارات في شخصك وعبر عن تقديره لك، كيف تلقيت ذلك؟

أعتز جداً بهذا الشكر والتقدير النابع من القلب، خاصة للإمارات، ووضعني في مكانة كبيرة، وأشكر الله على تلك الثقة من القيادة المصرية، وأرى أن هذا أمر أرتقي به وأشكر به الرئيس المصري الذي وصلني بكلامه وتكريمه محبة جميع أهل مصر.

وماذا عن تكريمك هذا العام في حفل «برافو» العالمي في روسيا ونيلك جائزة «الفنان الأكثر شعبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»؟

سعدت جداً بهذا التكريم العالمي، والذي جاء تحت رعاية واهتمام حكومة أبوظبي، حيث عنت الدعوة لي الكثير ورأيتها تميزاً واضحاً ونجاحاً جديداً أضيفه إلى مشواري الفني والحمد لله.
وأنا فخور أنني مثلت كل إماراتي في هذا المحفل العالمي، وأهدي هذه الجائزة العالمية لدولتي وللجمهور العزيز في الإمارات والوطن العربي.

وقوفك على مسرح قصر الكرملين الروسي الشهير، أي باب من أبواب العالمية يفتح أمامك؟

أتطلع دائماً لكل ما هو مميز وناجح، وأسعى من خلال أعمالي ونشاطاتي أن أقف دائماً في الصفوف الأولى خليجياً وعربياً وعلى مستوى العالم أيضاً، ونحن، بحمد الله وتوفيقه، نضع أمام العالم ثقافتنا وفنوننا الإماراتية والعربية، وهذا ليس زرعاً فقط، إنه حصاد ونجاح لنا جميعاً كأبناء زايد.

هل تعتبر نفسك إماراتي الجنسية مصري الهوى كما يقول المصريون؟ وماذا عن رأيك في مطالبة الجماهير المصرية للحكومة بإعطائك الجنسية الشرفية لما قدمته لمصر؟

أعتز وأفتخر بها لأنها صادرة من محبة خالصة، وأنا فعلياً أعتبر نفسي مصري الهوى، لحبي الشديد لمصر والمصريين، وأعتبرهم فعلياً أهلي، وأرى بداخلهم محبة خالصة لي، ولأي شخص لأنهم أهل خير.

أنت دائم الزيارة لمصر، حتى في ظل أحداث عصيبة مرت بها، ما الذي كان يطمئنك وقتها؟

أكتفي بالرد من خلال تلك الكلمات «اتمشى اتعشى وخد مركب، واسهر ع النيل، عمرك ما تحس هنا ب غربة، مع شعب أصيل، وأمانها مفيش آمن منها، لانصاص الليل».
مصر آمنة وتلك الكلمات تعبر عما بداخلي، فما أجملها وأروعها وأروع جلساتها وأماكنها المميزة، وبالتالي النصيحة هي «متخافوش مصر آمنة».

ما الأماكن المحببة لقلبك في مصر، وتلك التي تتمنى زيارتها؟

جميع مناطق مصر جميلة من شمالها لجنوبها وشرقها وغربها، وأنا شخصياً من الذين زاروا 90% من مناطق مصر المعروفة والمميزة، وأحب دائماً الأماكن البسيطة ومقابلة البسطاء.

أشخاص بمجرد رؤيتهم تشعر أنك في مصر، من هم؟

– لمصر طابعها الخاص والمميز عن أية دولة أخرى، وتشعر وتلمس هذا من أول زيارة لك فيها، لكن البساطة هي ما تميز المصريين، فهم معروفون بشهامتهم ومواقفهم الجميلة، والعديد من الأشياء الأخرى الذي يتميزون بها.

هل من الممكن تقديم أوبريت غنائي مع مجموعة من النجوم الإماراتيين لمصر، ويصور بالأماكن السياحية المصرية؟

صورت بمفردي أغنية «رسمنالك» في جميع محافظات مصر تقريباً، وتنقلت كاميرا المخرج بمدن وقرى تلك المحافظات، وكانت ترمز لكل ما في مصر، خاصة الأماكن السياحية المميزة، إلى جانب تقديمي من قبل أوبريت «هذي مصر» وكان إهداء من الشعب الإماراتي لشقيقه المصري، وشارك فيه نخبة من الفنانين الإماراتيين.

هل تعتبر تعاملك مع الملحن عمرو مصطفى والشاعرين تامر حسين وأيمن بهجت قمر بمثابة تميمة الحظ؟

كل عمل ناجح يحتاج لمقومات إنجاحه، وهي متوفرة بهذه الأسماء التي قدمت لي العديد من الألحان والكلمات الصادقة والتي بدورها وصلت إلى الجمهور بشكل سريع، إضافة إلى أنها خرجت من القلب، وما يخرج منه يصل إليه بسرعة ومن دون استئذان.

تعتبر من الفنانين المقلين في الظهور إعلامياً، فما السبب؟

أنا وممثلو الإعلام شركاء في النجاح، ونتواصل دائماً من خلال أعمالي، وبيننا الجمهور دائماً، فأنتم من أسباب النجاح ووصولنا للجماهير، ودائماً تكونون عوناً لنا في كل وقت، فنحن نكمل بعضنا بعضاً للوصول إلى الجماهير العريضة محلياً وعربياً وعالمياً.

هل اكتفيت بلقب المطرب أم يمكن أن نراك مقدماً لبرامج أو ممثلاً؟

حتى الآن أنا مطرب، ولا أرى شيئاً سوى ذلك، من قبل قدمت تجربة عضو لجنة تحكيم في أحد برامج المواهب، ولم تكن الفكرة وقتها في بالي، فأنا أؤمن بأن كل شيء في وقته يكون أجمل وأحلى، ولا أحب الترتيب لأي شيء، وبالتالي لم لا، من الممكن أن يحدث هذا.

تعتبر من المقلين في تقديم أغانٍ مصورة، فما السبب؟

لا أحب الفيديو كليب ولا التصوير ولا الكاميرات بشكل عام، ومستمر على هذا النهج على الأقل خلال تلك الفترة، إلا مع ظهور مشروع قوي يصلح تصويره وتكون له رسالة وهدف إنساني وليس مجرد فيديو فقط. وفي النهاية، أرى أن أعمالي تصل بحمد الله بالإحساس المتبادل بيني وجمهوري العظيم.

وسط انشغالك وأسفارك، أين تذهب عندما تريد استعادة الهدوء والذكريات؟

بكل تأكيد لا يوجد أفضل من مكاني المفضل خورفكان بالشارقة، فهي المولد والثقافة والروح والعائلة والأصدقاء والمحبون، وذكريات الطفولة والشباب، هي الانطلاقة التي عرجت منها إلى العالم أجمع. أفتخر بانتمائي لها وبما قدمته هذه المدينة الساحلية من مميزين في جميع الميادين، وإلى جانب ذلك فهي أيضاً أرض البواسل والمقاومة والفرسان الذين قاوموا الغزو البرتغالي.

من هو مثلك الأعلى في الحياة بشكل عام؟

بلا تردد، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الوالد والمؤسس ذو النظرة المستقبلية، فدائماً كانت نظرته للمستقبل ثاقبة، وما قاله قديماً يتحقق في مختلف الميادين بالإمارات.

أصبحت أيقونة العرب لغنائك بعدة لهجات فما اللهجة التي تتمنى الغناء بها؟

أرى أنني غنيت بمختلف اللهجات، ولا تنس أن جميعها عربية وهذا فخر لي، وأعتبر ذلك تقرباً لجمهوري، فالجميع من حقه أن يستمع لمطربه المفضل وبلهجته وهذا ما حاولت فعله وما أنتهجه، فأنا لست حبيس اللهجة الواحدة، ما دمت قادراً على إتقان مختلف اللهجات، وأعتبر الغناء بها تبادلاً للثقافات والموسيقى.

هل تفرز برامج المواهب فعلياً أشخاصاً قادرين على التحدي أم مجرد استعراض؟

هذه البرامج تحمل كل شيء، المنافسة التحدي والمحبة، وأهمها الخطوات الأولى في طريق المشتركين، فلابد من استثمارها لأن البرامج لا تصنع نجماً وإنما تقدمه للجمهور والخطوات التالية تكون على الموهبة نفسها.

يعرف عنك اهتمامك بالتفاصيل والدقة في العمل، إلى أي حد ساهم ذلك في معادلة نجاحك؟

العمل الناجح دائماً يجب أن يكون وراءه اهتمام وجهد ومتابعة، وهذا من الأمور الأساسية لاكتماله، والتوفيق دائماً من عند الله وعلينا أن نهتم ونسعى من أجل ذلك.

يشهد العالم على دورك الفاعل في القضايا الإنسانية، ومشاركتك بعدد من المبادرات، ماذا أضافت لك؟

ديننا الإسلامي الذي تربينا عليه ونشأتنا بثقافته الإنسانية المسالمة المحبة للخير والعمل به أينما حَلّ أو كان، هو أساس هذه الأعمال والنشاطات التي سأبقى أسعى إليها من أجل أن أرى الفرحة والسعادة على وجه الإنسان وكل أفراد المجتمع والتي تنعكس إيجابياً على نفسيتي وشخصيتي بعفوية العمل نفسه.

– لمن تسمع من المطربين ؟

لا أسمع شخصاً بعينه، وإنما كل شيء جميل في العالم.

– ما جديدك ليوم الشهيد واليوم الوطني؟

هناك أعمال كثيرة ومتعددة في جميع إمارات الدولة، بدأ العمل والتخطيط لها لتكون جاهزة في وقتها.

شاهد أيضاً