تقرير: آبل تغير استراتيجيات تسويق آيفون

البوابة العربية للأخبار التقنية البوابة العربية للأخبار التقنية

تقرير: آبل تغير استراتيجيات تسويق آيفون

تعمل شركة آبل على تغيير استراتيجيات تسويق هواتف آيفون، في خطوة نادرًا ما تستخدمها الشركة، بما في ذلك العروض الترويجية المخفضة عبر شروط ميسرة لإعادة شراء الجهاز، وذلك في سبيل المساعدة على زيادة مبيعات منتجاتها الرئيسية، والتي تشكل أكبر مصدر دخل للشركة، كما تم نقل بعض موظفي التسويق من مشاريع أخرى للعمل على دعم مبيعات أحدث أجهزتها iPhone XR الصادر في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد شهر تقريبًا من طرح جهاز iPhone XS للبيع، ووصفت هذه الخطوات بأنها “تدريبات على إطفاء الحرائق”، ويبدو أن آبل بحاجة إلى جهود إضافية في مجال التسويق والخصم خلال موسم العطلات لعام 2018.

وتأتي هذه التحركات وسط تقارير عن تباطؤ المبيعات وفي ظل إمكانية أن تكون مبيعات الأجهزة الجديدة دون التوقعات، حيث كانت علامات التباطؤ في مبيعات أجهزة آيفون ظاهرة للعيان، بما في ذلك تقارير عن تخفيض الإنتاج، وانخفاض سريع بشكل غير متوقع في سعر جهاز iPhone XR في اليابان، وزيادة ضغط الشركة على برنامجها التجاري لاستبدال أجهزة آيفون القديمة.

وتستخدم الشركة الآن عروضًا ترويجية قوية لم تتم رؤيتها منذ سنوات، والتي خفضت مؤقتًا تكلفة بعض هواتفها الأحدث، ومن أبرزها على سبيل المثال لافتة إعلانية على الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني تعرض جهاز iPhone XR الذي يبلغ عمره شهر مقابل 449 دولار فقط، أقل بمقدار 300 دولار، من خلال عملية استبدال تجارية، وذلك في حال تخلي المستخدم عن الجهاز الصادر قبل عامين iPhone 7 Plus.

وخسرت شركة آبل نحو خمس قيمتها السوقية منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول بسبب مؤشرات على تضاؤل ​​الطلب على أجهزة آيفون، حيث خفضت شركة Cirrus Logic Inc، وهي شركة مزودة لأجهزة آيفون، مبيعاتها في موسم العطلات بنسبة 16 في المئة بسبب الضعف الحالي في سوق الهواتف الذكية، كما توقفت شركة آبل عن الإبلاغ عن عدد مبيعات أجهزة آيفون، مما أثار القلق من أن منتجها الأكثر أهمية لم يعد ينمو.

وقامت شركة الخدمات المالية والبنكية HSBC بتخفيض سعر السهم ضمن توقعاتها، قائلة إن نمو هواتف آيفون قد انتهى في الوقت الحالي، وكتب محللو البنك في مذكرة للمستثمرين “الأمر الذي حقق نجاح شركة آبل، وهي محفظة منتجاتها مرتفعة الثمن والمرغوبة للغاية، يواجه الآن واقعًا يتمثل في تشبع السوق”.

واستخدمت آبل أساليب تسويق مماثلة من قبل، إذ خفضت في عام 2007 سعر جهاز آيفون بمقدار 200 دولار، وذلك بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر بعد إطلاق الجهاز، كما عملت الشركة مع الشركات الموفرة لخدمات المحمول لدعم تكلفة جهاز iPhone 3G عند ظهوره لأول مرة في عام 2008.

واشتهرت شركة آبل في السنوات الماضية بمعارضتها علنًا لتخفيض أسعار منتجاتها، بل كانت تعمل على رفع أسعار الأجهزة في السنوات الأخيرة لرفع الأرباح والعائدات، مع تقديمها حوافز رمزية فقط مثل سماعات الرأس المجانية أو بطاقات الهدايا في عطلات التسوق بدلًا من تخفيض الأسعار بشكل حقيقي.

ويبدو أن هناك تحول حقيقي يحصل، إذ أصبحت العروض الترويجية للشركة أكثر قوة هذا العام، وذلك عبر توفيرها بطاقات هدايا بقيمة مادية أعلى خلال عطلة الجمعة السوداء والإعلان عن خصم بنسبة 10 في المئة للأفراد العسكريين والمحاربين القدماء.

وبالرغم من أن هذا العرض الأخير قد رفع التخفيض الموجود من نسبة 5 إلى نسبة 15 في المئة لأعضاء الخدمة العسكرية، إلا أنه أضاف أجهزة آبل التي لم تكن موجودة مسبقًا لمثل هذه العروض، حيث سلطت الأضواء على أجهزة آيفون وآيباد وماكنتوش ذات الأسعار المنخفضة.

ولم تكن آبل لتبدأ مثل هذه العروض الترويجية والتخفيضات القوية في حال كانت المبيعات على المسار الصحيح لتلبية التوقعات، لكن من الواضح أن الحديث عن مشاكل مبيعات أجهزة آيفون خلال العام الماضي لم تكن جيدة بالنسبة لآبل، والتي بدأت مع طرح الشركة هاتفها الرائد للعام الماضي iPhone X، وهو أول هاتف ذكي من آبل يبدأ سعره من 999 دولار أمريكي.

ورفضت آبل مرارًا وتكرارًا التقارير التي تحدثت عن تخفيضات في طلب المكونات وعمليات التباطؤ في التصنيع، حيث ذكرت أن جهاز iPhone X كان الجهاز الأكثر مبيعًا، وقد أكدت على ثقتها من خلال إطلاق جهاز iPhone XS لعام 2018 بنفس السعر الأساسي لجهاز العام الماضي iPhone X، مع وجود iPhone XS Max الأكبر حجمًا بسعر يبدأ من 1100 دولار.

ويبدو أن طرازات XS لا تتمتع بنفس النجاح الذي حققته سابقتها، حيث قال جريج جوسوياك Greg Joswiak، نائب رئيس شركة آبل لتسويق المنتجات إن جهاز iPhone XR الأقل تكلفة كان أفضل هواتف الشركة مبيعًا منذ إصداره في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول. وذلك بالرغم من أن هذا الأمر كان متوقعًا بعد أن قام العديد من المراجعين بالتوصية باستخدام XR بدلًا من XS.

وظهر حديث المسؤول التنفيذي في شركة آبل بشكل يتماشى مع التقارير التي تفيد بأن الشركة كانت تعمل مع شركات المحمول اليابانية لتخفيض التكلفة الشهرية لهاتف XR، بعد شكاوى من أن سعره البالغ 749 دولار مرتفع للغاية، كما أن المستهلكين في أسواق الهواتف الذكية الكبيرة الأخرى، ولا سيما الصين والهند، قد رفضوا بشكل مماثل أسعار آبل الأخيرة.

وقد تراجعت مبيعات هواتف آيفون في السنوات الأخيرة، مما ترك للشركة ثلاث خيارات واضحة لزيادة العائدات، بما في ذلك رفع الأسعار والأمل في بيع عدد محدد من الأجهزة، أو خفض الأسعار وبيع المزيد من الأجهزة، أو العثور على شيء جديد لتوليد المزيد من المال.

وتعد مسألة العثور على منتج آخر مثل آيفون شبه مستحيل، إذ أصبح الهاتف، منذ أن أطلقت الشركة أول جهاز في عام 2007، واحدًا من أكثر المنتجات الناجحة على الأرض، حيث حقق أرباحًا بقيمة 167 مليار دولار خلال آخر سنة مالية لشركة آبل، وهي نفس أرباح شركة ألفابت وشركة والت ديزني معًا.

وفي ظل النمو المتزايد بوتيرة سريعة لخدمات شركة آبل، والحديث عن إمكانية إطلاقها خدمة بث الفيديو في عام 2019، فإن المنتجات المستقبلية، بما في ذلك أجهزة آيفون الداعمة لشبكات الجيل الخامس ونظارات الواقع الغامر المدمجة التي انتشرت حولها تسريبات، ما تزال بعيدة، وتحتاج إلى عام ونصف على الأقل، ويطالب المستخدمون في هذه الأثناء بأجهزة آبل ذات أسعار معقولة، وتعتبر الخصومات أسهل طريقة لتحقيق ذلك.

البوابة العربية للأخبار التقنية تقرير: آبل تغير استراتيجيات تسويق آيفون

إنت كنت تشاهد ما تقرأ الآن فاعلم أن هذا المحتوى مستخدم بشكل غير شرعي في هذا الموقع، ومصدره الأصلي موقع البوابة العربية للأخبار التقنية

شاهد أيضاً