تحديد الجينات المرتبطة بالضغط

يؤرق مرض ارتفاع ضغط الدم، الكثير من الأشخاص؛ فهو مرض له تبعات خطرة على القلب والأوعية الدموية، وله مسببات لا حصر لها، وتحاول الكثير من الأبحاث معرفة بعض التفاصيل الدقيقة لهذا المرض؛ من أجل إيجاد حلول فاعلة للتخلص من هذه الحالة، وفي محاولة جيدة توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أكثر من 108 جينات جديدة لهم علاقة بارتفاع ضغط الدم.
وهذا الكشف يجعل الباحثين أقرب ما يكونوا إلى تطوير أساليب علاجية فردية لتلك المشكلة المرضية، ويصنف مرض ارتفاع ضغط الدم على أنه أحد مسببات الخطورة الأساسية للإصابة بأمراض القلب، التي تعد السبب الرئيسي للوفاة بالولايات المتحدة الأمريكية وبمعظم دول العالم.
يحدث ارتفاع ضغط الدم؛ نتيجة زيادة قوة ضغط الدم الهائلة والمتدفقة من خلال الشرايين، ويتم قياسه بواسطة قراءتين هما الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي، والنوع الانقباضي يقيس ضغط الأوعية الدموية أثناء ضربات القلب، بينما يقيس الانبساطي الضغط أثناء الفاصل بين هذه الضربات.
ويصبح الشخص من أصحاب الضغط العالي، في حالة وصلت قراءة الضغط الانقباضي إلى 120ملم زئبقي أو أكثر، وكانت قراءة الضغط الانبساطي 90 ملم زئبقي أو أكثر وكشفت الدراسات السابقة ما يقرب من حوالي 31 منطقة جينية جديدة لها علاقة بارتفاع ضغط الدم.
توصلت الدراسة الحالية إلى أكثر من 108 من المناطق الجينية التي لها علاقة مباشرة بهذا المرض؛ وذلك بعد فحص واختبار حوالي 10 ملايين من المتغيرات الجينية الموجودة لدى حوالي 453 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 35 إلى 70 عاماً.
قام الباحثون بمراجعة دقيقة للبيانات الجينية ومعلومات ضغط الدم لدى المتطوعين، وتبين وجود 108 منطقة جينية ترتبط بمشكلة زيادة ضغط الدم، منها 33 منطقة لم تكن معروفة من قبل، وحوالي 53 منطقة تمت الإشارة إليها من قبل، لكن لم يتم التحقق من حقيقتها، وهذه المناطق الجينية يعبر الكثير منها بقوة داخل نسيج الأوعية الدموية.
ويرجح الباحثون أن هذه المناطق المكتشفة سوف تكون هدفاً للعلاج؛ من أجل تخفيض ضغط الدم المرتفع، وهذه النتيجة ستضع نهجاً للتعرف إلى الأشخاص المعرضين لمضاعفات ارتفاع ضغط الدم، وبعد عمل ملفات طبية ببيانات المشاركين في الدراسة مع المعلومات الجينية، استطاع الباحثون إجراء قياس للجينات بطريقة النقاط؛ وذلك لمعرفة درجات الخطورة، واستنتاج فرص تعرض المصاب لأمراض القلب والأوعية وكذلك السكتات الدماغية.