بنجلاديش على خطى التنين

عبد اللطيف الزبيدي

هل تتابع أخبار البلدان التي بقوة الإرادة تنعتق من أسر دول العالم الثالث المتعثرة؟ من بينها عدد ظللنا ننظر إليه طوال عشرات السنين، نظرة يائسة من التحرر من كماشة التخلف، وكأن أغلبية الخريطة العربية تقود قمرة القيادة العالمية، في الحقيقة «كلنا في الهمّ شرقُ». طبيعة هذا المبحث تجعله موضوعين في موضوع.
ما هي الصورة المرسومة لبنجلاديش في ذهنك؟ ما هي حصيلة متابعتك الأخيرة لما يجري هنالك؟ ستقول: وهل تدع لي شؤون العرب لحظة حتى لأحك رأسي؟ أغلب الظن أن بيانات الذهن العربي عن تلك الديار، في حاجة إلى تحديث. كانت العاصمة «دكّا»، منذ جعلتها الحروب دكا دكا، نائمة ورجلاها في الفيضانات تارة، وأخرى في القحط.لا يأتي منها إلا الخبر السيء وأخوه الأسوأ. الآن، وفي غير رمضان، تقرع المسحّراتية حسينة طبول النهضة في سمع العالم: «اصح يا نايم».رئيسة الوزراء لها من القادحين عدد ما لها من المادحين، فاجأتنا، وأيّ مفاجأة هي،بأن بلدها سيصبح سنة 2041 في عداد الدول المتقدمة. رويدك،مهلا، ليس الآن أوان السؤال:كم عدد الدول العربية التي قررت أن تكون على قائمة المتقدمين بعد عقدين إن شاء الله؟ حتى فيتنام تنفست أكسوجين التنمية.
هل تريد معرفة السر؟ إنه يكمن في مثل تونسي يقول:«صاحب المساعيد تسعد، وصاحب المتاعيس تتعس».التعاسة في السياسة لا تعني بؤس الأوضاع الاقتصادية بالضرورة. بنجلاديش وضعت يدها في يد الصين فحالفها السعد. انضمت إلى «الحزام والطريق»، ومجموعة تضمّ الصين والهند وميانمار، والرئيس شي جين بينج قرّر تخليصها من مشكلة الروهينجا.المهم أن الدلائل حقيقة وواقع على تفضيل رئيسة الوزراء السير على خطى التنين، يبدو أنها هامت بصفاته في الأبراج الصينية: يتمتع بطاقة عظمى، طموح قيادي، مقدام في القرارات الكبرى، قادر على تحقيق الأهداف التي يعجز عن إنجازها غيره، ينفصل عمن يجره إلى الهاوية.
لزوم ما يلزم: النتيجة البختية: حسينة معها حق، صفات التنين لا تجدها عند الفيل والحمار. صداقتهما تجرّ إلى الهاوية.

abuzzabaed@gmail.com

Original Article

شاهد أيضاً