«باراس برافاس» يزلزل «ليبرتادوريس»

متابعة: ضمياء فالح

يستضيف ملعب سانتياجو برنابيو معقل ريال مدريد الإسباني في الساعة 11 والنصف من مساء اليوم نهائي كأس ليبرتادوريس بين الغريمين التقليديين في الأرجنتين بوكا جونيورز وريفربليت.
وكانت مباراة الذهاب في ملعب بوكا جونيورز انتهت بالتعادل 2-2،وتم إلغاء لقاء الإياب في ملعب ريفربليت بعد أحداث العنف التي طالت لاعبي بوكا وهم في طريقهم لخوض اللقاء، ليقرر الاتحاد الأمريكي الجنوبي لكرة القدم بنقل اللقاء إلى ملعب ريال مدريد.
ويخيم على نهائي اليوم الساخن عنف المشجعين الأرجنتينيين، الذين يتنوعون في الانتماء للفريق والأعمال غير القانونية، ويطلق عليهم تسمية «باراس برافاس».
من هم «باراس برافاس» الذين حوّلوا كرة القدم لمهنة تدر عليهم المال عبر عمليات غير قانونية وإجرامية ؟ نعود لجذور القصة التي بدأت بفكرة أن يكون لكل ناد أرجنتيني ممثلون ومدافعون عنه في الأحياء، ليتحول كل ناد لفريق له مجتمعه الخاص، ويتكفل النادي بدفع تكاليف سفر هؤلاء الممثلين في حال أقيمت المباريات خارج قواعده، لكن عمل «باراس برافاس» خرج عن المألوف، حتى أنهم أصبح لهم رأيهم في اختيار رئيس كل ناد، وهي عملية إن كانت تتم بالتصويت، لكن خلف الكواليس هناك حرب، وفي هذه الحرب يمكن استخدام سلاح «باراس برافاس» أي ألتراس النادي، فهم الذين يدعمون المرشح ويرهبون خصومه، ويستطيع باراس برافاس أيضاً الضغط على نجوم الفريق وفرض «ضريبة» غير رسمية عليهم بل حتى أخذ حصة من صفقات انتقالهم، إنهم باختصار «مافيا»، تفرض على الباعة كذلك «ضريبة» ليتمكنوا من بيع بضاعتهم في الشوارع المحيطة بالنادي، ناهيك عن بيع تذاكر المباريات التي يقدّمها لهم النادي مجاناً عموماً بالسوق السوداء.
ما حصل من عنف مشجعي ريفر بليت تجاه لاعبي بوكا جونيورز مؤخراً، له علاقة بهذا النمط من الجريمة المنظمة، فقبل بضعة أيام من إقامة مباراة الإياب، التي تم تأجيلها، اقتحمت الشرطة أحد الأحياء في مدينة ريفر بليت وعثرت على 300 تذكرة للنهائي ومبلغ كبير من المال بحوزة قائد عصابة وتم تصوير الهجوم على حافلة لاعبي بوكا جونيورز على أنه ردة فعل من أتباع هذا القائد.
اليوم يقام النهائي في العاصمة الإسبانية مدريد، وهذا الاختيار يبدو غريباً لنهائي مسابقة أمريكية جنوبية، خصوصاً أن مسمى البطولة «ليبرتادوريس»، أتى تيمناً بالحرية، وبمن قاتلوا من أجل استقلال القارة عن الحكم الإسباني، ومن سخرية القدر أن نهائي البطولة سيقام في إسبانيا، التي أتت تسمية «ليبرتادوريس» ضد استعمارها السابق.
في المقابل، أسهم نقل المباراة في توعية المشجعين بمخاطر الألتراس، وشهدت مباراة ريفربليت أمام جيمناسيا في الدوري المحلي الأحد الماضي طرد هؤلاء العصابات من الملعب على يد الكثير من مشجعي ريفر الآخرين وهذا تطور لافت.
كرة القدم ظاهرة مجتمعية، ولا يمكن أن تتغير فقط بقرارات من أعلى الهرم، فثقافة الإنجليز في التشجيع تغيرت من أعلى الهرم عبر بناء ملاعب جديدة وعقوبات رادعة بحق «الهوليجانز»، وتغيرت من قاعدة الهرم عبر إنشاء رابطة «مشجعين محبين» كي يتمكن المشجع العادي من تمييز نفسه عن المشاغبين، والأرجنتين بحاجة لمثل هذا التغيير، رغم أن بوادره بدأت بالظهور مما حصل أمام جيمناسيا وما حصل في داخل عائلة لوبيز، حيث يشجع جيرمان فريق ريفر بليت ويشجع شقيقه جونزالو فريق بوكا، وسافرا معا لتشجيع فريقيهما كعائلة واحدة، وهو ما لفت وسائل الإعلام التي أوردت تقارير عدة عن هذه الحالة الفريدة في الأرجنتين، حيث الكره يبلغ أوجه بين أنصار بوكا وريفربليت.
أما ماركوس كامبوس، الأرجنتيني المقيم في مدينة برشلونة،فلم يكن يتخيل أنه سيحظى بفرصة ليتابع مباشرة من أرض الملعب مباراة فريقه ريفر بلايت.
وانتقل كامبوس، حاله كحال نحو 200 مشجع لريفر بلايت يقيمون في المدينة الكاتالونية، إلى مدريد لمتابعة المباراة المرتقبة.
ويقول كامبوس: «هذه مباراة نحلم بها منذ الطفولة، لا أصدق بأنني سأحظى بفرصة حضورها».

شاهد أيضاً