باحثون يكتشفون شذوذات دماغية لدى مرضى الاكتئاب والقلق الاجتماعي

الاكتئاب والقلق

يعاني ملايين المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من «اضطراب الاكتئاب الرئيس» والمعروف باسم الاكتئاب، ففي عام 2012 عانى نحو 16 مليون شخص من هجمة واحدة على الأقل من اضطراب الاكتئاب الرئيس، ويصيب «اضطراب القلق الاجتماعي» نحو 15 مليون مواطن أمريكي. وتسعى إحدى الدراسات -التي يعتزم باحثوها تقديمها هذا الأسبوع في الاجتماع السنوي لجمعية أطباء الأشعة في أمريكا الشمالية- إلى التوسع في فهم هذين الاضطرابين عبر إلقاء الضوء على نمط «البنى الشاذة» في أدمغة المصابين بهما.

ليس نادرًا أن يعاني بعض الأشخاص من الاضطرابين معًا، لوجود تشابهات سريرية وارتباطات بينهما، وعلى الرغم من تشارك الاضطرابين بعدد من الأعراض، لكنهما يختلفان في البنى الدماغية الموجودة لدى المصابين بكل اضطراب على حدة، وفقًا للدكتورة «يوجين تساو» كاتبة الدراسة الرئيسة من جامعة سيشوان في مدينة سينجدو الصينية.

عملت تساو مع الدكتور «سو لوي» الكاتب المساعد في الدراسة لملاحظة الفروقات البنيوية والتشابهات في أدمغة المصابين باستخدام «الرنين المغناطيسي،» الذي كشف وجود بنى شاذة في «المادة الرمادية» وساعد على تقييم «ثخانة القشرة الدماغية.»

يُلاحَظ اختلاف ثخانة القشرة الدماغية في أدمغة المصابين باضطراب الاكتئاب الرئيس واضطراب القلق الاجتماعي، بالمقارنة مع أدمغة أشخاص سليمين قياسيين. حقوق الصورة: جمعية أطباء الأشعة في أمريكا الشمالية.

تقييم غير طبيعي

شملت الدراسة تقييم صور رنين مغناطيسي لسبعة وثلاثين مريض اكتئاب، وأربعة وعشرين مريض قلق اجتماعي، بالإضافة لواحد وأربعين شخصًا سليمًا قياسيًا، لكن تساو أقرت أن تلك البيانات لا تعد كافية للوصول إلى استنتاجات حاسمة يمكن الاعتماد عليها لتطوير علاجات فعالة.

وقالت تساو في مؤتمر صحفي «توفر نتائجنا دليلًا أوليًا على وجود تغيرات شائعة ومحددة في المادة الرمادية لأدمغة المرضى المصابين بالاضطرابين على حدة،» وأضافت «قد تؤدي دراسات مستقبلية -تتضمن عدد عينات أكبر بالإضافة لتحليلات تعلم الآلة- إلى رفع القيمة التشخيصية والتنبؤية للرنين المغناطيسي البنيوي.»

وكتبت تساو لموقع فيوتشرزم قائلةً «تقترح نتائجنا -بالإضافة للنتائج السابقة التي كشفت عن تغيرات بنيوية ووظيفية- اشتراك منطقة المعالجة البصرية في تطور اضطراب الاكتئاب الرئيس ومسؤولية الخلل الوظيفي في القشرة أمام المركزية عن الآلية الإمراضية لاضطراب القلق الاجتماعي.»

لاحظ الفريق شذوذاتٍ في المادة الرمادية لأدمغة مرضى الاكتئاب ومرضى القلق الاجتماعي، وبالتحديد في مناطق «شبكات الانتباه الظهرية» المسؤولة عن التركيز وتحديد ما يتطلب الانتباه. ولاحظ الفريق أيضًا تفاوتًا في ثخانة القشرة الدماغية، الأمر الذي يعكس آليةً معاوضةً مرتبطة بالالتهاب أو بنواح أخرى من الآلية الإمراضية. وقد تكون القشرة الدماغية الثخينة نتيجة جهود التأقلم المستمرة في الدماغ ومحاولات التنظيم العاطفي لدى مرضى الاكتئاب والقلق الاجتماعي، وفقًا لتساو.

يبدو أن ملاحظات الباحثين الأخرى تقترح وجود تشابه كبير بين البنى الدماغية في الاضطرابين أكثر من الدراسات السابقة، لكن يساعد التعمق في أبحاث علم وظائف الأعضاء للاضطرابين واستكشافها في الوصول إلى فهم أفضل وإيجاد علاجات تطبيقية فعالة، وقالت د.تساو «من المهم إجراء أبحاث توسعية بعدد عينات أكبر للتوصل إلى استنتاجات معتمدة، وقد تتيح المناطق الدماغية المشاركة في الإمراضية للباحثين إجراء دراسات علاجية لا دوائية مثل العلاج بالاختلاجات الكهربائية والاستثارة العميقة للدماغ بالإضافة للاستثارة المغناطيسية للدماغ عبر القحف.»

The post باحثون يكتشفون شذوذات دماغية لدى مرضى الاكتئاب والقلق الاجتماعي appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً