باحثون يعيدون النظر في الحد الفاصل بين النجوم والأقزام البنية؟

أظهرت نتائج دراسة حديثة أنجزها الباحث سيرج ديتريك من جامعة كارنيجي الأمريكية وفريقه البحثي وجود فوارق بين النجوم والأقزام البنية ما يمنح الباحثين رؤية مستقبلية أفضل لتصنيفات جديدة تحسن من التصنيفات المعتمدة سابقًا وقد تجعل الحد الفاصل بين هذين الصنفَين من الأجرام أكثر وضوحًا.

ووجد ديتريك وفريقه البحثي المكون من أليسا وينبرجر وآلان بوسس وجوناثان جاجني وتراي أستراتمدجا، في دراستهم التي نشروها في المجلة الفيزيائية الفلكية الأمريكية أستروفيزيكال أن كتلة الأقزام البنية قد تكون أكبر من تصورات علماء الفلك السابقة عنها.

وتشع النجوم نتيجة الطاقة الناجمة عن اندماج ذرات الهيدروجين في قلبها ولكن الاندماجات الهدروجينية لا تحدث إن كان النجم صغير الكتلة، ما يبقيه باردًا ومظلمًا، أو ما يسمى قزم بني.

ويسعى الباحثون لتحديد الفوارق بين النجوم والأقزام البنية، من نواحي الكتلة ودرجة الحرارة واللمعان؛ وقال ديتريك إن «فهم الحدود الفاصلة ما بين النجوم والأقزام البنية سيحسن من فهمنا لكيفية تشكل وتطور هاتين الفئتين، بالإضافة لمعرفة إمكانية دوران كواكب تدعم الحياة حولها.»

وكانت آخر النماذج النظرية وضعت الحدود الفاصلة بين النجوم والأقزام البنية، وحددت أن الأجرام التي تتراوح كتلتها ما بين 70 إلى 73 ضعف كتلة المشتري أو نحو 7% من كتلة شمسنا تعد أقزامًا بنية. إلا أن نتائج ديتريك وفريقه البحثي تشكك بذلك. إذ لاحظوا قزمَين بنيَّين، يدعيان إبسيلون إيندي بي وإبسيلون إيندي سي -وهما جزء من نظام يحتوي أيضًا على نجم متوسط اللمعان يدعى إبسيلون إندي إيه- ورغم أن كتلتهما أكبر بقيمة 75 و70 مرة على التوالي من كتلة المشتري، فلا يمكن اعتبارهما نجمان، لانخفاض لمعانهما.

وأنجز الفريق بحثه بالاعتماد على بيانات دراستَين طويلتَي الأمد؛ الأولى بعنوان «بحث كارنيجي عن الكواكب الفلكية» في مرصد كارنيجي لاس كامباناس، والثانية بعنوان «الاستقصاء المتعدد الصور لمرصد سيرو تولولو» بقيادة اتحاد البحوث للنجوم القريبة، ما سمح لهم باكتشاف الحركات الدقيقة للقزمَين البنيَّين.

ولم يخفِ الفريق دهشته من أن النتائج التي توصلوا إليها تضع إبسيلون إيندي بي وإبسيلون إيندي سي في فئة النجوم، على الرغم من أننا نعرف من عمليات رصد أخرى أنهما ليسا نجمين.

وأشار ديتريك إلى أن «هذه النتائج تعني أننا بحاجة لمراجعة النماذج الحالية، إذ أثبتت الدراسة أن أثقل الأقزام البنية وأخفت النجوم قد يكون لا يختلفان كثيرًا من ناحية الكتلة، وعلى الرغم من هذا فإن لكل منهما مسار حياة مختلف، فأحدها يتجه نحو الخفوت والبرودة، والآخر سيبقى مشعًا لمليارات السنين.»

وقالت وينبرجر إن «التعريف المُحسَّن للخط الفاصل بين النجوم والأقزام البنية يمكن أن يساعد علماء الفلك أيضًا على تحديد عدد كل منها في مجرتنا. نحن مهتمون باحتمال أن تكون النجوم والأقزام البنية موجودة دائمًا بالنسبة ذاتها، في مناطق تكوُّن النجوم، ما يساعدنا على تقدير أفضل لقابلية وجود الحياة في أجرام مجرتنا.»

الحياة في قزم بني بارد

خلال البحث عن جرم سماوي يحتمل أنه يستضيف شكلاً من أشكال الحياة الشبيهة بالحياة الموجودة على الأرض. ودأب العلماء على البحث عن كواكب ذات أسطح تماثل سطح أرضنا، أي ما يماثلها من نواحي درجة الحرارة والتركيب الكيميائي. والآن، انضمت مجموعة جديدة من الأجرام السماوية إلى قائمة العوالم المضيفة المحتملة التي توفر مقومات الحياة، وليس لها سطح شبيه بالكوكب على الإطلاق.

واقترح باحثون من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، عام 2016، أن نبحث عن الحياة في طبقات الجو العليا للنجوم القزمة البنية الباردة، ومع حجمها الذي يتراوح بين حجم كوكب وحجم نجم، يمكنها أن تشكل طبقات جوية تقارب درجات حرارتها معدلات حرارة سطح الأرض، ومع مستويات مماثلة من الضغط الجوي، ما يفتح مجالًا جديدًا في رحلة البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، لكنها قد تختلف عما تبدو عليه في الأرض.

وسبق أن نجح علماء فلك من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، عام 2016، في اكتشاف تفاصيل حول التكوين البنيوي والتركيب الكيميائي للقزم البني وايز 0855 الذي يبعد عنا مسافة 7.2 سنة ضوئية ومعروف بأنه أبرد جرم خارج النظام الشمسي، إذ وجدوا دليلًا قويًا على تشكل غيوم من الماء أو من جليد الماء فوق سطحه، وهي أول غيوم من جليد الماء تُكتشَف خارج النظام الشمسي، ما يعزز احتمال وجود الحياة.

The post باحثون يعيدون النظر في الحد الفاصل بين النجوم والأقزام البنية؟ appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً