هل تستعدُّ للقاء خطيبك أو خطيبتك؟ أو ربَّما ترغب في رمي قبَّعة التخرُّج عاليًا! أو لعلَّك تفضّل رشَّ قليل من عطر «الهيفينجا» الجديد! أو قد تكتفي بتناول حبَّات البطاطا الحلوة أو شطائر البيتزا! لا تبدو هذه الأنشطة مناسبة للقاء مرتقب، أليس كذلك؟ إلا أن هذه النصائح والتوصيات ليست إلا نتاج خوارزيَّات ذكاء اصطناعي معقَّدة صُمِّمت لابتكار تصاميم ملابس جديدة ووصفات بيتزا وخلطات عطور مستحدثة.
ومهما بدت لك هذه الأفكار غريبة، فهي نتيجة تعاون باحثين وطلَّاب في معهد ماساتشوستس للتقنية من خلال مشروع ذكاء اصطناعي يُسمَّى «كيف تنتِج أيّ شيء تقريبًا.» وكتب الفريق هذه الخوارزميَّات لتساعد نظام الذكاء الاصطناعي على اقتراح تصاميم جديدة لكلّ مناسبة أسبوعيًّا. ووضع الباحثون هدفًا مُحدَّدًا نصب أعينهم، وهو: تقريب مفهوم الذكاء الاصطناعي للمستخدم العادي، وعرض قدرات الذكاء الاصطناعي ومهاراته.
وقالت بينار يناردج الباحثة في معهد ماساتشوستس للتقنية لمرصد المستقبل «الهدف الأسمى للمشروع هو إتاحة الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي لجمهور العامة، إذ يقتصر استخدام الذكاء الاصطاعي حاليًّا على المبرمجين والمصمّمين والمختصّين بالذكاء الاصطناعي.»
دُرِّبت أنظمة الذكاء الاصطناعي في المشروع عبر خورازميَّات تعلُّم الآلة من خلال مراجعة آلاف وصفات البيتزا وخلطات العطور، إضافةً إلى ابتكارات فريدة تشبه الابتكارات التي يُفترض بالنظام اقتراحها. كانت النتائج غريبة وعجيبة. إذ اقترحت أنظمة الذكاء الاصطناعي عدَّة مرَّات وصفات بيتزا تتضمن مكوّنات خيالية، وتجاهلت خطوات مهمّة في طريقة تحضير البيتزا أحيانًا.
إلَّا أنَّ نظامي ذكاء اصطناعي مصمَّمَين لابتكار تصاميم ملابس ولوحات حائطية اعتمدا على شبكة ابتكار إعلانية، وتوظّف هذه الشبكة خوارزمية مصمَّمة لاقتراح أفكار واعية. لذا كانت نتائج روبوت تصاميم الأزياء وروبوت اللوحات الحائطية أقلَّ غرابةً من باقي الأنظمة.
كانت الخوارزميَّات تعطي نتائج منطقية أحيانًا، مثل: وصفة بيتزا قابلة للأكل. لم يكن ذلك ما تسعى إليه يناردج وفريقها، إذ كان هدفهم برمجة نظام ممتع وبسيط للمستخدم العادي.
حرَّر الفريق فيلمًا كلَّ أسبوع طيلة فترة المشروع، يظهر الفيلم خطوات تعليم الخوارزميَّات ونتائج تدريبها. ويعمل الفريق على تطوير أداة سهلة لمساعدة المستخدم العادي على استخدام النظام والتلاعب بالخورازمية وإنتاج أنماطه الخاصة لحفلة الأسبوع، سواء كانت لوحة حائطية أو وصفة بيتزا أو خلطة عطر أو مقطوعة موسيقية. ما زالت الأداة قيد التطوير، لكنَّ الفريق بدأ مشاركة وصفات وتصاميم من إنتاج خوارزميَّاتهم مع الناس لإتاحة تجريبها.
تحتلُّ نتائج خوارزميَّات الذكاء الاصطناعي الغريبة تغريدات تويتر عادةً. لكنَّ يناردج تأمل أن يبدأ الناس تطوير مهارات أفضل في التعامل مع تطبيقات تعلُّم الآلة وتقنية الذكاء الاصطناعي. ويشير مشروع يناردج إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي المتقدّم قد يسهم في مشاريعنا الابتكارية دون أن يحلَّ محلَّها.
The post باحثون يبتكرون اختراعات غريبة من خلال الذكاء الاصطناعي appeared first on مرصد المستقبل.