الوهم البصري يساعد في رؤية التفاصيل الدقيقة

وجد باحثون من جامعة جلاسكو، من خلال الدراسة الحديثة المنشورة بمجلة «علم النفس»، أن التعرض إلى الأوهام البصرية الشائعة يمكن أن يعزز مقدرة الشخص على قراءة الكلمات المطبوعة بخط صغير.
يقول أحد الباحثين إنهم اكتشفوا أن حدة البصر – المقدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة- يمكن تعزيزها بواسطة الإيهام والمعروف بـ«تمديد الحركة عقب التأثير» عندما يكون البصر ما زال تحت التأثير حيث يتمكن الرائي من قراءة الأحرف الصغيرة بدرجة كبيرة والتي يصعب عليه قراءتها في العادة؛ ويعتقد أن حدة البصر يسيطر عليها شكل وحالة العين ولكن تشير نتائج الدراسة الحديثة إلى أنها ربما يتحكم فيها أيضاً عملية التصور من قبل الدماغ، وحاول الباحثون الآن من خلال رغبتهم في اكتشاف المزيد عن التواصل بين التصور والحقيقة، معرفة المزيد عن الأوهام البصرية وكيف أنها تؤثر في حدة البصر ويفسر أحد الباحثين قائلاً إن توسيع الحركة عقب التأثير يمكن أن يجعل الأشياء تبدو أكبر من حجمها الحقيقي والسؤال الذي يرد هنا هل تلك الزيادة الواضحة بالحجم يمكن أن تفيد البصر فيما يتعلق بحدته في رؤية الزيادة الفعلية في الحجم، وخصوصاً الأحرف الصغيرة هي يمكن أن تسهل قراءتها؟.
استخدم الباحثون أداة وطرقاً تستخدم من قبل طبيب العيون، ومن ضمنها رسم بياني رتبت فيه الأحرف في صفوف بحيث يصغر حجمها بالتدريج كلما نزلنا للأسفل إلى أن تصعب قراءتها، وتحتسب حدة النظر اعتماداً على آخر حرف تمكن من قراءته، وخضع المتطوعون إلى تجربة أخرى بحيث يشاهدون نمطاً لولبياً إما مع اتجاه عقارب الساعة أو عكسها، وتبين من التجارب أن حدة بصر المتطوعين تختلف اعتماداً على النمط اللولبي الذي شاهده المتطوعون الذين بدأوا بحدة بصر طبيعية وشاهدوا النمط اللولبي باتجاه عقارب الساعة- يحفز التكيف على تقلص الحركة ويتسبب في صور ثابتة بعد ذلك تظهر كأنها تتمدد ما يحسن حدة البصر، لذلك تمكنوا من التعرف على الأحرف الصغيرة، أما من شاهدوا النمط اللولبي عكس عقارب الساعة – يحفز التكيف مع تمدد الحركة ويتسبب في صور تظهر كأنها تتقلص- فقد كان أداؤهم أسوأ، وأكدت التجربة الثالثة النتيجتين السابقتين بعد أن شاهد كل متطوع كلا النوعين من النمط في جلستين منفصلتين وكانت النتائج في كل حالة كالسابق، ولكن ينبه الباحثون إلى أن تحسن حدة البصر تكون بدرجة بسيطة وعابرة ولا تغني عن النظارة الطبية.

شاهد أيضاً