السرطان يعتمد على العصبونات لتعزيز نموّه

تبحث الدراسات عن سلوك الخلايا السرطانية من أجل معرفة أسرار بقائها على قيد الحياة، وذلك في محاولات مستمرة من أجل تطوير أنواع جديدة من العلاجات، تكون لها القدرة على التخلص من هذه الأورام السرطانية الفتاكة، وتجاوز العلاج الكيماوي الحالي الذي له أضرار وآثار جانبية كبيرة، على جسم وصحة الشخص المصاب.
وفي هذا الإطار كشفت دراسة أمريكية حديثة، عن أن الخلايا السرطانية تستعين بالخلايا العصبية لتساعدها على البقاء، ويحدث ذلك في مرض سرطان الدماغ، وكذلك في العديد من أمراض السرطان الأخرى، حيث تعتمد الخلايا السرطانية على الخلايا المحيطة غير المصابة في عملية التغذية، مع تضليل وتشويش جهاز المناعة، ببث مواد كيماوية لمنع استجاباته. والجديد في هذه الدراسة، هو أن الخلايا السرطانية تستخدم الخلايا العصبية أيضاً لتعزيز نموّها.
وتوصلت الدراسة إلى أن الخلايا السرطانية تقوم بالاستعانة بالخلايا العصبية، وذلك في حالات سرطان الدماغ، وأيضاً سرطانات المعدة والبنكرياس والبروستاتا والجلد. ومعروف أن الأعصاب تتواجد وتنتشر في كل أنحاء الجسم، فالجهاز العصبي يمد تفريعاته المختلفة مثل الشجرة، إلى جميع أنسجة الجسم، وهذا ما يوفر للخلية السرطانية الاستفادة من هذه الوصلات الجاهزة لدعم نموّها. وما لفت انتباه الباحثين، هو أن خلايا الورم عند الأطفال والبالغين، تنمو بوتيرة أسرع، وذلك عندما تكون بجوار خلايا عصبية شديدة النشاط، وفلسفة علاج الأورام عموماً تعتمد على تجويع الورم، بقطع إمداد الدم والطعام عنه بكل الطرق.
ويحاول الباحثون معرفة مدى إمكانية استعمال علاج يستهدف المسارات العصبية، أو منع إنتاج عوامل النمو العصبي، التي تستفيد منها الخلايا السرطانية، ولكن توجد صعوبات تواجه هذه الطريقة، نتيجة اختلاف هذه العوامل مع اختلاف نوع الخلية العصبية نفسها، وأيضاً اختلاف أنواع السرطانات. والصعوبة الأخرى هي أن توقف النشاط العصبي بهذه المسارات، سوف يشكل خطورة على صحة الشخص المصاب، فمثلاً تعديل النشاط العصبي في الدماغ يؤثر سلبياً على وظائف الدماغ، ويبحث العلماء إمكانية العمل على مسارات جزيئية معينة يستفيد منها الورم. وتوصلت الدراسة إلى أن وقف الناقلات العصبية في أعصاب المعدة المصابة بالسرطان، يمكن أن يصبح علاجاً فعالاً لعدم تطوّر الورم وانتشاره.

شاهد أيضاً