الرياضة تنمي القدرات الدماغية

توصلت دراسة حديثة أجريت على عدد من الشباب إلى أن الرياضة عموماً تسبب تحسناً متواصلاً في قدرات الدماغ، وارتفاع مهارات التواصل الإدراكية والوظيفية بشكل هائل مقارنة بالأشخاص الأقل نشاطاً جسمانياً، وركزت الدراسة على أدمغة العدائين في المسافات الطويلة وأيضاً الأشخاص المشتركين في سباقات القدرة، وعند فحص النتائج من خلال استخدام تقنية حديثة لفحص الدماغ، ظهر ارتفاع ملحوظ في قدرات المخ لهؤلاء العدائين بصورة كبيرة، وسجل مسح الدماغ درجات عالية من التواصل الذهني والحركي، وتسعى الدراسة إلى معرفة تأثير الرياضة على الدماغ لدى الشباب، ويقول الباحثون إن عملية تواصل الدماغ تتغير بالسلب كلما تقدم في العمر، وخاصة بين الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر والأمراض العصبية التنكسية، ومعرفة تفاصيل تطور الدماغ لدى الشباب سوف تساعد على منع تدهور الإدراك لدى كبار السن.
تهدف الدراسة إلى قياس التغير الذي يحدث في الدماغ أثناء ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، والتي تتطلب دقة أقل من السيطرة الحركية مثل الجري لمسافات طويلة، لأنها تحتاج إلى العديد من الوظائف الإدراكية المعقدة، ومنها التخطيط وسرعة اتخاذ القرار، وهذه القدرات نابعة من الارتباط بالمخ وتأثير في مراكز الدماغ، كما قام فريق البحث باختبار التغيرات التي تحدث في الدماغ والمرتبطة بسباقات القدرة، وهذه السباقات ترتبط بالتكرار أكثر من المهارات الحركية الدقيقة والمعقدة، وقام الفريق بعمل فحص الرنين المغناطيسي على الدماغ لعدد من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 19 إلى 26 عاماً، وكان بعضهم من العدائين الذكور وآخرون لا يمارسون أي نشاط بدني لمدة عام على الأقل، وتوصلت النتيجة إلى أن العدائين ظهر لديهم تواصل هائل بمناطق مختلفة من الدماغ، منها مناطق القدرة على تحويل الانتباه بين المهام والخطط واتخاذ القرار.
كانت دراسات سابقة قد توصلت إلى أن التدريب المستمر على تعلم بعض المهارات والأنشطة التي تتطلب سيطرة قوية على الحركات الدقيقة، مثل تعلم العزف على الآلات الموسيقية، يغير من بنية مناطق الدماغ التي تتواصل مع تلك الحركات ويؤدي إلى تطورها الإيجابي، والتي وجد أنها تتسبب في حدوث تغيرات بالمناطق القشرية المسؤولة عن معالجة الحواس والانتباه والتواجد المكاني، وأن من لديهم مهارات في الأنشطة التي تتطلب معدلات عالية من التنسيق الحركي والبصري مثل لعبة التنس والجولف، ويحدث لديهم تغير إيجابي في بنية الدماغ وتطور وظائفه.

شاهد أيضاً